هُوَ وَحِيدُهَا، وهِي وَحِيدَتُه

1.5K 41 13
                                    

الروايَة تَم تعديلهَا، ولَكن الفكرة الخاصّة بِالروايةِ مَازالت كَما هي، فَقط عُدلَت لِتلائم الواقع، واسمُ وحِيدي صارَ مُشاركًا لِاسم الخطَايا؛ لَأنه مُعبّر عَن مضمُونها

أعتذِر لكثرَة إعَادة نَشر الروايةِ؛ لَأنها لَا تَنال رِضاي وكانَ بِها الأخطَاء، وإنْ شَاء الله سَتَكون المَرّة الأخيرَة
أعتَذرُ

«المُقَدمَـةُ»

يا خَلِيل الفؤادِ، إنّي احتَرق شوقًا للُقياكَ، يا مَن سَكنتَ لُبَّ فُؤادي، مُرَادي أنتَ حتّى الفَناء

Hoppla! Dieses Bild entspricht nicht unseren inhaltlichen Richtlinien. Um mit dem Veröffentlichen fortfahren zu können, entferne es bitte oder lade ein anderes Bild hoch.

يا خَلِيل الفؤادِ، إنّي احتَرق شوقًا للُقياكَ، يا مَن سَكنتَ لُبَّ فُؤادي، مُرَادي أنتَ حتّى الفَناء.
_

أوَالٍ راكدٌ خلفَ الأسوَار مُتوارٍ، وتُرَق دماءُ أبنَائه؟
تُقرَع طبولُ الحَرب تُعرِب عَن إتيانِ مَـا يهابُه حُكّام وشَعب.

حُروبٌ أهليّة، حُروب بَين الأقالِيم، فَساد وحَلّ بَين أخِلّاء المَوطِن الوَاحد.

«أتُطلِقون على الخَراب مَوطنًـا؟.»
فَاه مُتعصّـب لِنُصرة وطنِـه يَدُف كلّ مَن أمَامه.

مُـردّدين أمَام قَصره مُتجمهِرين
تُسفَكُ الدماءُ يا حَاكم البِـلاد، ألَا اهتِمام لَنا يُوجـد؟.

صَحت مِن سُبـاتها مَذعورة لهتَافهم قَبل ساعَات صَباحًـا، تقفُ مُترقّبة خَلف نَافذة غُرفتـها تَمسح دَمع عَينيها عَلى حَال شَعبها.

أوليسَت حاكِمتهم التّالـية؟.
لا ذَنب لَها إنْ كان أبِيهـا لا رَحمة لَه!.

أمِيرة وتَدفع ثَمن خطَايا نَسلها حَتى يَحين مَوعـدها في الحُكم، فيُنـحَر عُنقها لِمقت الشّعب لَها؛ أولَن تَكون كبقِية عَائلتها؟.
أتُقام الاحتِفـالات ولَا وجودًا لِلأميرة؟.
عَلى ألسِنة الـناسِ مُتهامِسون فِيما بَينهـم وسط ضَجة هُم مُسببيها.

رؤيَتيـن: الأولَى، سُـقوط جُثث عَلَى الرمَـال تَنهمر مِنها
الدّماء.

الثّانيـة، في سَاحة القصرِ الخارجيّة وَراء الأسوَار تُقرَع الطّبول لِقُدوم الأمِير مِن حَرب دَامَت لسَنتـين.

أخذ ينظُر في الأرجاءِ مُتلهفًـا للُقياها، يهنّئه أباهُ ويُربّـت عَلى كَتفه والآخر مشغولًا بالبَحث عنها بِبصره.
«أينَ لِينـغ؛ فإنّي لَا أراهَا؟.»
قاطـعَ أبيه مُسرِعًا،
الكَثير مِن الأقـاربِ مُتواجدين حَوله يَنهمرون عَليه بِالمباركاتِ.

تَجاهل سؤالَه يُحادث أخِيه مفتخـرًا بِابنه، فَانهال وَانـغ مُندفعًا دُون نَبرة وقِحـة.
«أستَسمحكَ يا أبِي، أين شَقيقـتي؟.»

«بِالأعلى يا وَانغ، بِالأعلى.»
سَار بِاتّجاه الدّرج يَأخذه وَسيلة لِيصـل حَيث وِجهَته.

دَلف القَصر مناديًا، ولَم يجد إجَابـة، فسَار نَاحية غُرفتها يطرُق بَابها.
«لِينـغ؟.»
ابتَلعت مَاء جوفِها في قلقٍ، لَيس لِسوء أخِيـها، بَل مِن خَوف المُواجهة.

«تَفضّـل!.»
بِتحشرُج فِي نبرتِها نَبسـت.

دَلف الآخر مُسرعًا حين استَمع لِارهَاق صَوتِهـا.
«كَيف لِلأميرة الامتِناع عَن مُلاقَـاة شَقيقها؟.»
عاتَبـها؛ لَئلّا يَزداد الشّجار وتُحفَر النّدوب فِي القُلوب.

جَالسة عَلى فِراشها.
«حَديثكَ لَا يَنفك عن زِيارتي يا وَانـغ..»
قَطب حاجبَيه مُستغربًا.

«أيّ حَديث أخبرتكِ صَار نُدوبًا؟.»

نَهضت مُنذهـلة؛ أحَديث مثلُه يُنسَى؟.
«أمِيرة غَير جَديرة بحُكم البلادِ، أوَليـس هَذا ما نَبست بِه؟.»
بِحدّة فَاهـت تَنهره.

طَأطأ رَأسـه حِين عَلم سُوء ما قَال بِحقّها وَاضـعًا يَديه خَلفه،

تنهّد قَائـلًا.
«اصفَحي عنّـي؛ ألَم تَرين كَيف كَان خَوفي وأنا مُقـدِم عَلَى حَرب، رُبّما لَا عَودة مِنها؟.»

اقتَربـت مِنه بمُقلتيها شَاكين ما لَا تَستطيعُ البوحَ بِه.
«أمُبرّر لِزَهق أروَاح وَهُـم أحيَاء يُرزَقون؟.»

_

الخَـطَايَـا «وَحِـيـدِي»Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt