الفصل الحادي عشر ﴿مُهِمَّةٌ في جُنحِ الليل!﴾

348 45 20
                                    

قدّر تعبي بنجـمة مِن فضلك❤⭐

. . .

قالت لي:
"أنت دائمًا تدفع الأمور إلى حدودها، وتثير فيَّ مشاعر متناقضة"

قُلتُ لها:
"الأحاسيس العميقة لا تأتي من المحادثات البسيطة، إذا كنتِ تشعرين بشيء، فلماذا لا تتركي القلب يتحدث بوضوح؟"

. . . . .

كان في حالة قصوى مِن التركيز، يتحرّك بسرعة مُتقنة، عينيه الحادّتين تلمعان تحت القناع المُحكم الذي يرتديه. كان يحتمي خلف عمود حجري ضخم، أصابعه تتحرك بمهارة في شحن الأسلحة، يملأها بالذخيرة بتركيز متناهٍ بينما عيناه أظهرت استياءً بسبب رائحة البارود الغامرة التي تُسيطر على المكان. كُل حركة كانت تتّسم بالكفاءة والدقة، مِما يوحي بأنه خبير في ذلك ويعرف تمامًا ما يفعل.

عندما انتهى مِن شحن الأسلحة، خرج ميشيل ببطء من خلف العمود، مُدققًا في الأجسام التي تسقط واحدة تلو الأخرى، كُل رصاصة تُطلَق، كانت تجد هدفها بدقة تامة، كما لو أنه يتنفس استراتيجيات القتال. تحرك بجسد مُحني قليلاً، يُشير بيديه إلى هدفه بينما يواصل إطلاق النار بدقة مُتناهية، ثم يختبئ ثانية وراء غطاء مؤقت قبل أن يعاود العملية.

عبر السماعة اللاسلكية، سمع ميشيل صوت صديقه آدم يصدر بشكلٍ يُثير التنبيه :

"ميشيل، إن استطعت، فأسرع لذلك الحقير؛ لقد أرسل لي سربًا مِن حثالاته وهرب"

ردّ ميشيل بصوت محكومٍ بالإصرار وهو ينحني خلف عمود آخر، مُحاولًا استعادة أنفاسه الهارِبة :

"لن ينجو مِن هنا، إنها الليلة الأخيرة له"

أمسك ميشيل سلاحيه بيده اليسرى، بينما كانت يده الأخرى تقبض على قنبلة، نزع فتيلها بفمه برشاقة ثم رماها خارج المأزق حيث الرجال الذين يبتغون الوصول له مِن خلف الرُّكام، لم يتوقف عند هذا، بل أضاف قنبلة أخرى، ثم ركض بسرعة نحو قاعة واسعة، تحتوي على أبواب الخروج المُتعددة. انفجرت القنابل بقوة مِما رفع ميشيل في الهواء مسافة عالية، ثم عند النزول تدحرج على الأرض بمهارة بشكلٍ محسوب، مُتجنبًا الشظايا والعاصفة التي اندلعت وراءه.

في اللحظة التي انتعشت فيها الأجواء بالانفجارات، سمع ميشيل صوت آدم عبر السماعة :

"كُل شيء على ما يرام؟"

بأطراف أصابعه المُبللة بالعرق، مسح ميشيل طرف شفته بإبهامه، مُتفحّصًا الصخور التي سقطت وتسبّبت في إغلاق المخرج الخلفي، ثمّ قال يُطمئن شريك مُهمّته :

"لا تقلق، الأمور تحت السيطرة"

انطلق بعدها بخطوات ثابتة نحو الجهة الأمامية مِن ذلك القصر، حذره وترقّبه كانا يتوهّجان في عينيه الحالِكتين، كأنّهما مرآة لِعيني النمر الأسود اللتين تُراقبان بحذر وحنكة وسط عتمة الظلام. انتقل بسرعة إلى المداخل الأمامية، وفتح سُترته العسكريّة المُسلحة ليتناول خمسة أشياء دائريّة، تمتم بصوت مُنخفض وهو يُطالع ما بيديه :

علاقات مشفرة Onde histórias criam vida. Descubra agora