5/ رحلة عمل

1K 27 0
                                    

5-رحلة عمل
*********************
توجهت سابرينا الى جهاز الاستريو وادارت بعصبيه المؤشر لتوقفه. لم تجد في الانغام الموسيقيه ما يرضيها بل لم تجد ادنى رغبة في الطهو أوالتنظيف...حتى لو احتاج الامر الى ذلك.

وسئمت كذلك القراءة لانها تحتاج الى تركيز كثير منها في حين انها كانت شاردة الذهن وقلقة.
وهتف بها صوت داخلي يلقي اللوم على باي كاميرون لانه كان السبب الحقيقي وراء هذه الصورة التي الت اليها ولم تعرف لماذا اثرت عليها رحلة العمل التي قام بها باي الى لوس انجلوس كل هذا التأثير.

كانت نوبات القلق تنتابها كثيرا من قبل وحتى قبيل الحادث لكنها كانت تعرف كيف تتغلب عليها بتكريس كل طاقتها للرسم اما الان. فليس لديها اي متنفس ترجع اليه.
" هل حاولت تشكيل اي تمثال بالنحت؟"

خيل لها صوت باي يتحدث بوضوح في عقلها كما لو كان يقف الى جوارها. واحست ان البذرة التي غرسها منذ عدة ايام بدأت تؤتي ثمارها.
وقبل ان تغير رأيها اتصلت بالهاتف بمخزن الادوات الفنية وطلبت سام كارليل وتقلصت اصابعها بعصبية على حبل الهاتف وبعد عدة دقائق سمعت صوتا فأردفت تقول:
" اهلا سام...انا سابرينا"

فصاح بدهشة تخالجها الشجاعة:
" سابرينا....كيف حالك؟"
ثم تغيرت نبرة صوته في الحال وقال:
" اسمعي...انا اسف. مضت مدة طويلة لم اتصل بك هاتفيا أو اتوقف للسؤال عنك ولكن على اي الاحوال..."
فقاطعته بسرعة وقالت:
"كل شئ على ما يرام. في الواقع انني اطلب منك ان تؤدي لي خدمة"
" اطلبي ما تشائين وسوف البي طلبك"
" هل في وسعك ان تبعث لي رسولا معه صلصال وادوات نحت زهيدة الثمن؟"
منتدى ليلاس
فسألها مشدوها:
" هل عزمت على ممارسة النحت؟"
قالت سابرينا:
" سأحاول.ولهذا اطلب منك ان ترسل لي الادوات الضرورية حتى ارى ما اذا كانت المحاولة تستحق الاستمرار او انفض يدي منها"
فقال سام:
" اعتقد انها فكرة رائعة...ضربة عبقرية"
" هل يمكنك ارسال الادوات مع رسول؟"

" اتمنى ان آتي بنفسي لو سمح لي العمل ولكن عندي موظف سيغادر المخزن بعد عشر دقائق وسيكون منزلك هو اول محطة له"
وشاعت البهجة في وجهها وهي تقول:
" شكرا لك يا سام"

قال وهو لا يعير اهتماما لايات الشكر التي طوقت عنقه بها:
" اسمعيني...انا اسف لانني لم اقدم لك اقتراحا كهذا من قبل.سوف تصلك الادوات حالا. سوف نلتقي قريبا. اليس كذلك؟"
فقالت سابرينا:
" اجل يا سام...قريبا"

وبعد مضي نصف ساعة وصلت الادوات وكانت سابرينا قد نظفت مكانا صغيرا في الاستيديو حيث تستطيع ممارسة عملها اما في المساء ستعهد الى ابيها برفع بقية الادوات الثقيلة.
وكان الرسول تطوع بحمل الطرود الى المكان الذي ترغب به سابرينا حتى يوفر عليها مجهود نقلها الى الاستديو.
تراقصت رعشة من الاضطراب في سلسلتها الفقرية وكان قميصها الفضفاض القديم معلقا وراء الباب تنبعث منه رائحة الالوان الزيتية وسوائل التنظيف حيث كانت ترتديه فوق ثيابها اثناء الرسم لحمايتها من الاتساخ فارتدته ثم سارت نحو مائدة العمل وهي تحدث نفسها قائلة: قريبا سوف يمحو عبير الصلصال هذه الرائحة.

روايات احلام / عبير : عيناك بصريWhere stories live. Discover now