١٦- "وجه من الماضى "

ابدأ من البداية
                                    

أغضب حديثه المتفاخر ضابط الشرطة المكلف بأداء تلك المهمة فما كان من الضابط سوى أن أقترب منه يصفعه قائلاً:
– هتكون مين ياروح أمك انت مفكر نفسك مين ياض أنت دا انا جايبك من شقة دع*** ياننوس وعلى الكلمتين الحلوين اللى قولتهم دول
هتأنسنى شوية هعرفك أنت مين ومين أنا يلا خدوه من هنا

جره العسكرى بعنف ،يكاد يسقط على وجهه ،من قبضة يده القاسية على ذراعه ، ولكنه لا يهمه كل ذلك ،فهو يخشى ما سيحدث لاحقاً عندما يعلم طلعت بأمر إلقاء القبض عليه بأحد بيوت البغاء ، فهو من سيقضى عليه وليس حكم القانون

زادت إبتسامة قاسم إتساعاً برؤية ذلك المشهد الذى أنشرح صدره لرؤياه ، فتلك هى العثرة الأولى التى سيضعها بين رشدى وطلعت وستتوالى الكوارث حتى يصل الأمر بطلعت بأن لا يتوانى عن التخلص من رشدى ،وبذلك يكون حقق أنتقامه من الذراع الأيمن لطلعت الزينى بدون أن تتلوث يداه بدماءه
______________
رن هاتفها للمرة الخامسة ، تأبى هى فتحه وسماع صوت تلك الفتاة ، فهى تعلم بأى شأن هى تريدها ، فهى تريدها من أجل نقود أخرى ستطالبها بها ، فهى وإن كانت إستطاعت تدبير المال بالمرة الأولى ، فلا تعلم إذا كان سيحالفها الحظ تلك المرة أو لا

عندما يأست من سماع رنين الهاتف المزعج ، فتحت الهاتف تضعه على أذنها قائلة بصياح:
– فى إيه يا نايا عايزة منى إيه تانى أرحمينى بقى

ردت نايا بصوت ساخر:
– عايزة سلامتك يا ديما بس بفكرك بخصوص فلوس الدفعة النهائية اللى كنت هطلبها منك ولا نسيتى يا روحى

نفخت ديما قائلة بضيق:
– وأجبلك فلوس منين تانى دلوقتى جواد لسه مرجعش مصر علشان أطلب منه فلوس أعملك إيه أنا

خيم الصمت قليلاً حتى سمعت صوت نايا قائلة بخبث:
– لو مش عارفة تجيبى الفلوس عندى حل تانى يا ديما

فكرت ديما لوهلة فتسألت بغرابة :
– حل تانى إيه ده يا نايا تقصدى إيه

رنت صوت ضحكة بشعة من نايا وهى تقول:
– فى واحد شافك وهيموت عليكى يا ديما ويتمنى بس تقعدوا مع بعض قعدة لطيفة وهيدفع مبلغ كبير أوى

كأن صاعقة ضربت رأس ديما ، فما الذى تهذى بيه تلك الرعناء ،وماذا تقصد بحديثها المهين هذا ؟ ألا تعلم من تكون هى ؟ وما بإمكانها فعله بها ،فهى لم تصمت على إبتزازها لها إلا من أجل جواد ، فهى لم تريده أن يقع بمأزق بسبب حماقتها

فصرخت ديما بجماع صوتها الغاضب:
– لاء دا أنتى فعلا أتجننتى يا نايا ايه اللى بتقوليه ده انتى مفكرانى إيه يا نايا وازاى تتجرأى وتطلبى طلب زى ده أنتى لو قدامى دلوقتى كنت قطعتك حتت بسنانى يا نايا

أغلقت ديما الهاتف وألقته من يدها على الأريكة ،ووجهها يكسوه حمرة الغضب ،من ذلك الطلب الفج الذى تقدمت به تلك المدعوة نايا ، فتتابعت أنفاسها بغصب ساحق ،توسوس لها نفسها بالذهاب لمنزل نايا والقضاء عليها

اصبحت اسيرته حيث تعيش القصص. اكتشف الآن