٧- " شفاه تنذر بالوعيد "

ابدأ من البداية
                                    

رفع طلعت شفته العليا بسخرية فجة قائلاً:
– وعيلة زى دى كنت هتعرف تضحك عليها إزاى يا فالح دا حتى نبيل اللى مدوخ البنات وراه ومعرفش كنت هتعرف إنت

إزدراءه الواضح وتنكيله به ،جعلا الدماء الغاضبة تسرى فى عروقه ولكن لايستطيع التفوه بكلمة، فكلمة مخالفة منه ستكون نتائجها طلقة نارية من طلعت الزينى بدون أن يرف له جفن أو يتذكر شئ فعله من أجله بيوم ما ،فمن الأفضل له أن يظهر خضوعه له حفاظاً على أن تظل رأسه على كتفيه

– بتزعق كده ليه يا طلعت مش عارفة أنام الوقت أتأخر فى حد يزعق فى وقت زى ده
قالتها تلك المرأة التى خرجت من إحدى الغرف تضم ردائها البيتى الذى لايصح لها الخروج به من باب غرفتها ولكن لم يعترض زوجها الناظر إليها بوجه مبهم

فخرج صوته حاداً:
–جوليا مش وقتك دلوقتى ادخلى كملى نومك

تقدمت منه تلك المرأة الثلاثينية تسير بخطوات شبيهة بعارضات الأزياء اللواتى كانت مثلهن بيوم من الأيام ،حتى رأها طلعت بإحد عروض الأزياء فأنبهر بحسنها ورشاقتها فتقدم لها عارضاً عليها الزواج العرفى فقابلته بالرفض الشديد حريصة على ان تصبح له زوجة شرعية إذا أرادها ،فلم يتوانى عن زواجه منها يضعها بمنزله كإحدى المعروضات أو التحف الفنية التى يحرص على أقتنائها بماله الوفير

جلست جوليا على مقعد وثير قائلة ببرود:
– وأنا هيجيلى نوم تانى إزاى وأنت صحيتنى من أحلى نومة

فوضعت ساق على الأخرى فأنحسر الرداء عن ذلك الثوب أسفله وتصل فتحة هذا الثوب لمنتصف ساقها ،نهشت عين  طلعت كل إنش بوجهها وجسدها المعروض أمامه كصورة بإحدى الصحف

رفع طلعت سبابته يشير لرشدى بالانصراف قائلاً:
– يلا أنت أخرج وهاتلى الاخبار أول بأول وبكرة يكون نبيل عندى أنت فاهم يا رشدى

أومأ رشدى برأسه موافقاً:
– أوامرك يا باشا

هرول رشدى يخرج مسرعاً من المنزل قبل أن يزداد حنق وسخط طلعت عليه أكثر من ذلك ، ارتسمت إبتسامة ساخرة على جانب ثغرها الفاتن ، عندما سمعت صوت زوجها وهو يقول:
– مش قولتك ١٠٠ مرة قبل كده لما اكون مع حد من رجالتى متدخليش علينا قولت ولا مقولتش يا جوليا

ناظرته ببرود ،فتركت مقعدها ووقفت امامه تداعب باصابعها النحيلة طرف سترته أسفل عنقه تهمس بدلال :
– وأنت مش هتبطل تزعق كده على طول صحتك يا حبيبى حتى اليومين دول نسيتنى خالص كأنى مش مراتك وليا حق عليك

لفحته بأنفاسها وهمساتها المدللة ،فشق عليه الابتسام فلم يكن منه سوى أنه رفع يده يضعها على يديها التى تريحيهما على صدره فغمغم قائلاً:
– حبيبتى أنتى عارفة الظروف اللى حصلت وانا مش هرتاح ولا يهدالى بال الا لما اخد حقى من اللى اسمه جواد النصراوى

اصبحت اسيرته حيث تعيش القصص. اكتشف الآن