part 3||في اللّا وصف يتّصف

Start from the beginning
                                    

______
تقفُ أمام باب منزل تيا تقرع الجرس ..
سيشاهدان فيلماً ما معاً ..ثلاثتهم ..تشعرُ بالضّيق من ذلك ..لماذا قد يكون أخيها جالساً مع شقيقته و صديقتها بينما يشاهدان شيئاً ما و يتحدثان ...ماذا لو كان هناك حديث خاص بينهما يريدان النقاش بشأنه مثلاً..لكنّ بالطبع عليها تقبّل ذلك في النهاية إنّه منزله ..
ثواني و كانت تيا قد فتحت الباب لها و ها هي تعانقها و ترحب بها كأنها لم ترَها منذ ألف سنة ..
لِتدخل تيا و تتبعها جوايلا ..
و ما إن دخلت إلى الصالة رأت الآخر يستقيم عن الكنبة متجهاً نحوها ..ليمدّ يده لها : «أهلا بك » قالها بأكثر نبرة جافة يملكها ..لتصافحه و تبتسم ابتسامة مصطنعة..شعور عدم الارتياح نحوه يكبُر داخلها تتمنّى أن تُخطأ حاستها السّادسة هذه المرّة ..أجل ف هي غالباً ما يكون شعورها صحيحاً فَ اسمتها الحاسة السّادسة الخاصة بها ..
جلسوا جميعهم و ذهب هو ليجلبَ لهم عصير الفراولة و كب كيك الشوكولا..تيا أخبرتْ أخيها أنّ جوايلا تحبّ هذا الطعام و هو لم يمانع استبدال الفِشار به..
تيا تجهّز الفيلم الذّي سيحضرونه .. جوايلا في عالمٍ آخر ..هل هذا وقته ؟ تتمنى لو أنها لم تأتي ..لِما حظّها يخبأ لها مفاجأت صادمة و غير متوقّعة و سيئة ..هل كان يجبُ لِجونغكوك أن يقوم ببثٍ مباشر الآن ؟ ...حقاً عندما خرجت ؟ تودّ لو تنزل الأرض و تتلوى كالأفعى الآن لولا أنها قد تبدو مجنونة ..قد ؟
أياً كان هي تعبّر عن غيظها بهذه الطريقة البلهاء ..
لكن حقاً ما الذي ستفعلُه ؟هي تودّ و بشدة مشاهدة البث ..و رؤيته ..
جلستْ تيا بجانبها لِتردف بِرقّة :« هل أنتِ بخيرٍ جوايلا ..هل هناك أمرٌ ما يزعجك ؟»
لِتحوّل جوايلا نظرها للقابعة بجانبها و تقول :« لا .. أنا بخير ليس هناك ما يزعجني نهائياً» لِتبتسم نهاية حديثها مما تسبب في تبّسم الأُخرى ..
جاء أخيها الذّي لحدّ اللحظة لم تعلم ما هو اسمه حتى ..
وضع كؤوس العصير أمامهم بالإضافة إلى الكب كيك ..لم تستطع كبحَ ابتسامتها أو سعادتها ب أن صديقتها مهتمة لما تحبّ ..ذهب و شغّل الفيلم و جلس ..كانت جوايلا بالمنتصف بينهما ..اي أنه جلس بجانبها كونه لا يوجد مكانٌ يتسع له بجانب أختها ..هذا ما كانت تفكّر به ..بدأ الفيلم بالفعل ..جوايلا في عالمِها الخاص ..تفكّر بأمر ذلك الذّي تركَ كل فترات اليوم التّي كانت مُتفرغة بِها و جاء الآن ..تحسبُ فرق التوقيت لتعلمَ كم السّاعة في كوريا ..
قضت وقتها تفكّر و لم تُشاهد شيئاً من الفيلم ..لم تركز بالأحداث أو القصة أو اي شي أبداً..لم ينتبها لها و لم ينتبها أنها لم تشاهد شيئاً كانا منسجمين تماماً و كأنهما انفصلا عن الواقع .. حقيقيةً هي كانت منفصلة عن الواقع أيضاً..ألقت نظرة على شاشة هاتفها تأمل أن ترى ذلك الإشعار ..و ينتهي البث ..لا تستطيع أن تحتمل فكرة أن الآرمي يشاهدون بثه الآن بينما هي تنظر للإشعار بحسرة .. تشعر و كأن حُبّها له ليس ضرورياً..بالتأكيد ليس ضرورياً هناك الملايين غيرها يحبّونه ..
رأت ذلك الإشعار و لقد انتهى البث و بينما تتأمل شاشة هاتفها استرّق ذلك الجالس بجانبها نظرة لهاتفها..لقد لفتتهُ تلك الصورة ..صورة ذلك المشهور الذي هو بالتأكيد يعرفه..ليسألها :« أنتِ تُحبين جونغكوك ؟ أقصد هل أنتِ معجبة بِتلك الفرقة »
شيه..تلك الفرقة ! ..
لِتجيبه :« همم ..تقصدُ بانقتان..أجل أحبّهم و أحب جونغكوك للغاية »
ليهمهم لها الآخر ..
صمت ..إنه وقت الدعايات و الإعلانات ..
قطع ذلك الصمت صوته : «إذاً ، ما هو اسمك ؟»
_هل يُعقل أن تيا لم تخبره .. أم أنه قد يكون نَسى .. أو أن تيا لم تُخبره بالأساس حقاً .. ماذا بكِ جوايلا ..هل كلّما تنفس أحدهم ستفكرين و تنفصلي عن الواقع مجدداً_
تحمحمت و أجابته بنبرة عادية و كأنها لم تكن تفكّر بألف شيءٍ منذ لحظات : «جوايلا »..
ترددت ..هل تسأله عن اسمه أيضاً ..أم سَيسيء فهمها ..لكن ما الذي قد يسيء فهمه بالموضوع إنه مجرد سؤال ..
لتتحدث بعدها :« و أنت ؟..»
«أوه ، توقعت أنكِ قد تعرفين ..أختي أخبرتك أو ما شابه ..اسمي جيرمي..»
صمتت لا تعرفُ ماذا تجيبه..و على ذكر أخته هي ليست موجودة بجانبها و استغربت كثيراً حين التفتت تحدثها و لم تجدها ..و قد لاحظ جيرمي ذلك ..
«ذهبتْ تجلبُ شيئاً من غرفتها و سَتعود ..ألم تنتبهي حينَ قالت ذلك » أردف بمَرح
هي فعلاً قالت ذلك حالما بدأت الإعلانات ...
لتجيبه مبررةً بأولِ كذبة خطرت في بالها : « الصّوت كان قويّاً نوعاً ما لم أسمعها جيّداً » يالها من كذبة حمقاء
أجابها بصوتٍ غليظ استشعرتْ بِه السّخرية « و لم تشعري بأنها استقامت من جانبكِ..أم أنكِ كنتِ مشغولةً بتأملِ صورة السّيد جيون »
_ ما هذا بحقّ.... كيف يستهزء مني ؟ ثمّ ..لماذا يقول له سيد جيون .. هذا الغبي ..ما الذّي يجدرُ بي قوله _
« في الواقع ..لا لم أشعر ..و نظرتْ لهاتفي للحظات ..هل اقترفتُ خطأً ما ؟» قالتها بنبرة مُستفزة
لينظر لها بِحدّة ..و يَنفي بِ «لا»
نزلتْ تيا تهرول بسرعة و سعادة و في يدها شيءٌ ما مُغلّف ..
هدية ؟
جلستْ بجانِب جوايلا و هي تلهث..و بعفويّة مدّت يداها تقدّم لها الهديّة بينما تبتسم و تُظهِر تلك الغمازة في خدّها ..تبدو لطيفة جداً و قابلة للأكل «إنّها لكِ..خذيها»
نظرت لها جوايلا بسعادة عارمة و ابتسمت بينما تلتقطُها ..ربّما هذه أول مرة ترى فيها جوايلا بهذه السّعادة ..الأمرُ ليس في الهدية بالنسبة ل جوايلا ..بل أنّ أحداً فكّر و اهتم بها شيءٌ يجعلُها تكون بأفضلِ أحوالها..
نزعتْ ذلك الغلاف البنفسجي اللون ..لتنظر لصديقتها و للهدية و تعانقها بشدّة .. إنها صورة لجونغكوك على الخشب ..لكن شكلها جميلٌ للغاية .. عانقت تيا بشدة و شكرتها جداً معبّرةً عن إعجابها بالصّورة ..
لتبتعد عنها ..في الواقع الفيلم قد بدأ منذُ قليل و ذاك الذي لم يبدي أي اهتماماً للأمر يشاهدُه بالفعل ..بينما تيا و جوايلا يتحدثان ..
« لكن ..لم أذكُر لكِ أنني أحبّه مُسبقاً .. هل فعلت ؟ لا أذكُر »
لتجاوبها الأُخرى بينما ابتسامتها المُشرقة تشقّ وجهها :« لم تفعلي ، لكنّه أمرٌ واضح ..خلفية الهاتف و صورتك الشخصية على الواتساب و الانستغرام و الفيسبوك و على كلّ مواقع التواصل الاجتماعي و عندما تأخرتي على الدرس و قالت لي أمّكِ أن أصعد حيث أنتِ في غرفتك لم انتبه جيّداً لكن لمحتُ الكثير من الصّور له و للباقي تملأُ جدران غرفتك »
لم تعد جوايلا قادرة على التّحكمِ بسعادتها ..هل هي سعيدة لأن صديقتها مهتمّة بما تحبّ هي..أو لأنّها قالت أنّ حُبّها لهُ واضح ..هي حقاً سعيدة
شكرتها مجدداً و من ثم قالت لها :« فاتكِ الكثير » تقصدُ الفيلم ..لقد فاتها الكثير من اللقطات حقاً ..
لِتردف تيا « غير مُهم المهم أنّكِ سعيدة »
________
7:00 PM
تجلسُ فوق سريرها بعد أن عادت إلى منزلها و تناولتْ طعامها ..و هي الآن تشاهدُ ما فاتها ..
و عندما انتهتْ من مُشاهدة إعادة البث..استلّت دفترها و قلمها و بدأت تكتب كالعادة و من ثمّ جمعتْ الكثير من الصّور له من البث و عدّلت عليها .. وبالطّبع صورة لِما كتبته..
ستنتظرُ السّاعة 9:7 و تنشرهم ..إلى حينها سوف تستمعُ إلى بعضِ الأغاني و مشاهدة بعض مقاطع الفيديو لبانقتان .. ربّما ستأكلُ مجدداً فَ هي تشعرُ بالجوع مجدداً.
________
@Juailaa.9707
~نشرتْ الصّور التّي قامت بالتّعديل عليها و صورة الرّسالة :
« 9:7 ★
تُصبحون على خير..»

كُتِبَ في الورقة :
« لا أعلمُ ما الذّي يجدُر بي كتابته ..أنظرُ إلى هذهِ الورقة و فقط أفكّر في وصفٍ يُمكن استخدامُه ..يليقُ بِه و بِجمالِه ..عجزتُ..عَجِزتْ لُغاتُ العالم ..عَجِزتْ لُغاتُ الحُبّ جميعها ..و كأنهُ خيال أو ملاك و كأنهُ غير حقيقي و كأنهُ في اللّا وصف يتّصف ..هَل من الطّبيعي أننّي كُنتُ أراهُ و أتمنى لو أنني أقدرُ على أن أنتزعهُ من تِلك الشاشة و إدخالهُ قلبي ..أجعلُ من قلبي لهُ مسكَنٌ ..أسقيهِ حُبّـي الذّي أفنى و لا يَفنى ..أجعلُ مِن شرايين قلبي أوتاراً لهُ يعزِفُ عليها أجملُ نغماتِ العشق... أَ فَياليتني أستطيعُ النّظر لِعيناه البرّاقة دون حواجز..لِثوانٍ معدوداتٍ ..أقبَل! ..أتأملُ بحرَ عيناهِ الذّي غرقتُ في أمواجهِ..أُناظِرُ بشرتهُ الحليبيّة الناعمة ..هل هذا وجهُ بشرٍ أم قطعةٌ من القمرِ نزلتْ من السّماء لِتهلِكَ عيناي و قلبي بتأملها.. لَيتني أراهُ يوماً و أقولُ له ما في قلبي .. أقولُ له ..جمـالُ الكونِ لُخّصَ فـي وجهكَ..
يا قَمـري ..يا ذا العيونِ اللّامعـة
يا أعظمَ أُمنياتـي..
يا مَـن كُنتَ و تكونُ ملاذي ..كوكَـبي ..عالـمي..و كونـي
يا مَـن جذبتَ قلبـي لِ حُبّك ..ك ثقبٍ أسود..يجذبُ إلى ما لا نهاية..
ولو تعلَـمُ كـم أنا عاشقةٌ لعناصِـر الكـون ..
ولو تعلَـمُ أنّ هذا العشقَ ليسَ بمقدارِ نجمةٍ من كونِ عشقك..»

★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
هذا البارت كتّرت أحداث أكثر من باقي الروايات انشالله بكون عجبكم و استمتعتوا و انتو بتقرأوه
ولو في أخطاء إملائية تجاهلوها عشان مش بقرأ البارت لما أخلص كتابته أو بقرأه بسرعة و مبنتبهش

||رسائِل السّاعة 9:7||Where stories live. Discover now