الفصل 11

8.4K 354 25
                                    

#أجنبية_بقبضة_صعيدي2
الفصل الحادي عشر  (11 )

قاد "عاصم" سيارته غاضبًا رغم صمته لكن هذا الغضب الذي يسكن بداخله ويحتله يكبحه جيدًا على هذه الزوجة، تنحنحت "حلا" بحرج من رؤيته غاضبًا ويكاد تشعر بحريقه الداخلي ثم قالت بلطف:-
-أحم.. عاصم

-أسكتي متسمعنيش حسك، أنا تنصري أخوكي المغرور دا عليا يا حلا، خلي ينفعك

تبسمت "حلا" بعفوية على غيرته المُلتهب وقد أحرقته من الداخل بالفعل، أقتربت نحوه ثم وضعت رأسها الصغير على كتفه بدلال وتقول:-
-معقول يا عاصم غيران من أخويا، وتقول عليا أنا الطفلة يعنى

حرك كتفه بضيق شديد يبعدها عنه مُتذمرًا لتحدق بوجه زوجها الغيور الذي تحول لطفل صغير ويجرأ الآن على خصام والدته ودفعها بعيدًا، خرجت منها شهقة ساخرة على فعلته ورفعت حاجبيها لا تتمالك دهشتها من فعله ثم قالت بتهكم:-
-عاصم!! أنت فعلًا غيران كل دا من أخى! ما مصدقة أنك طفولي بالقدر دا

نظر لها بينما يديه تمسك المقودة ووجهه حاد غليظ يحمل عبوس يكفي الأرض والعالم كاملًا وقال بضيق شديد:-
-لا مستحيل، أنا مفروس بس يا روحي لأن حبيبتي نصرت حد تاني عليا وأنا ناصرها وحاططها تاج على رأس الكل

تبسمت "حلا" بلطف على حديثه ثم رفعت يدها إلى وجنته تلمس لحيته بأناملها الدافئة وتحدق بوجهها العابس وقالت:-
-مرة يا عاصم عشان نحل الخلاف بيننا وبين مازن ما كنت عايزة أحس فعلًا أنى خسرت أخ وبقي غريب ومينفعش أسلم عليه بالأيد ولا يجبلي حاجة حلوى ونتعامل كالغرباء، صدقنى شعور مؤلم أوى أن القريب يصبح غريب، ما كنت عايز أتوجع بالأحساس دا لكن أنت عارف أنك عندي ما تتقارن بحد لأنك بكف والعالم كله بكفة

أجابها بسخرية شديد دون أن ينظر إلى وجهها قائلًا:-
-واضح جدًا !!

تذمرت بضيق شديد من هذا العبوس الذي يحتل وجهه وعناده لتعتدل في جلستها وتنظر للأمام عاقدة ذراعيها أمام صدرها لتقول:-
-براحتك يا عاصم خليك مقموص زى العيال الصغيرة خلبت أبنك الرضيع

رفع حاجبه إليها من تشبيهها إليه بطفله الذي لم يكمل سوى شهر من ولادته وكز على أسنانه بضيق فأزدردت لعابها بقلق منه ونظرت للنافذة بعد أن سمعت صرير أسنانه فى أذنها...

_______________________________

جلس "حمدى" على الحظيرة بقرب الشجرة الكبيرة فى الأرض الزراعية ليلًا وأمامه دائرة النار وتصنع كوب من الشاي الساخن بنفسه حتى سمع صوت خطوات تقترب منه أكثر وألتف ليرى "مازن" فعاد لما يفعله وهو يقول:-
-تعالي يا ولدي

جلس "مازن" بجانبه صامتًا فسكب "حمدي" له كوب من الشاي وقدمه إليه وعينيه ترمق "مازن" الصامت فقال:-
-أتحدد يا مازن، مش أنت جاي عشان تتحدد

تنحنح "مازن" بحرج مما يدور فى رأسه الصغير ثم قال بلطف:-
-تعبان من حياتي يا عم حمدي

أومأ "حمدي" إليه بنعم ثم قال:-
-خابر دا زين، عاصم كيفك أكدة وجت ما تضيج به الدنيا يجي أهنا، أنتوا أكدة يا ولاد الشرقاوي، عايز تسمع منى أيه؟ أنك صح ومظلوم والدنيا جت عليك؟ لا تبجى غلطان

أجنبيــة بقبضــة صعيـــدي "الجــزء الثــانـي" | نـور زيــزوWhere stories live. Discover now