فصل الثالث 3

9 1 0
                                    

مرت سنة.. زينت وأخيها ما يزالان يعيشان عند عمهما وهم عرضة لسوء المعاملة من طرف زوجة العم و بناتها  أما إبنها سمير  ذو سادسة عشر كان يدافع عنها من حين إلى آخر لانه كان معجب بها... العم علي اصبح لا يستطيع الذهاب إلى العمل لأن المرض تمكن منه  و كبر في السن وأصبح  طريح الفراش .

ذات يوم جاءت أحد النسوة لتخطب أحدى  بنات العم علي لابنها ،فرحن  جدا وكل واحدة منهن تمنيت أن تكون المختارة ...كانت المرأة تنوي خطبة الوسطى ،لكن عندما رأت زينب غيرت رأيها و إختارتها ،غضبت سعدية كثيرا وقالت لبناتها :أن هذه الملعونة  أتت من الجبل  لتقف أمام حظكن في زواج ..غضبت الفتيات وقمن بضربها و طردها مع أخيها من البيت.

قالت سعدية : ٱذهبي ولا تعودي إلى هنا انت مجرد فتاة الجبل المدينة لا تليق بك ولا لأمثالك...

لم تعرف زينب إلى أين تذهب مع أخيها الصغير ذو أربعة سنوات..  لا تعرف احدا ولا تعرف المدينة .. اخذها ابن عمها سمير إلى الشاطيء , وجد الفرصة التي كان يبحث عنها منذ قدوم زينب عندهم و هي الاختلاء بها ،قام بإختصابها ،لم تدافع عن نفسها لأنها شعرت أنها في موقع ضعف لكنه وعدها أنه سوف يتزوجها لانه يحبها ، بنى لها ملجأ صغيرا تختبىء فيه كي لا تبقى عرضة للاشرار  وقال لها :ابقي هنا سوف آتي كل يوم أجلب لك بعض الطعام ..و لا تقلقي سوف نجد مأوى افضل من هذا .

بقيت  مع اخيها في ذلك الملجأ مدة طويلة نسبيا ، يعانيان من الحشرات و الرائحة القدرة  لأنهما كانا بقرب من مصب مياه المستعملة .
ذات يوم جاء سمير يحمل معه بعض الطعام للعشاء لم يستطع سليمان تناول شيئا بالرغم أنه لم يأكل طوال النهار إنه لا يبدو بخير ...في تلك ليلة  مرض و حرارته كانت مرتفعة جدا لم تكن أخته تعرف كيف تتصرف لم تجد أي أحد  كي تطلب منه المساعدة ، بقيت حائرة ...أما الصغير لم  يصارع  المرض مطولا .. مات تلك الليلة لضعف جسمه بسبب سوء التغذية  ..

أن موته جعل زينب تشعر بالحزن الشديد وقررت أن تترك ذلك الملجأ دون علم سمير ،راحت لكي تجد مكان آخر  بعيد يكون ارحم من هذه المدينة، قررت زيارة  قبر أخيها قبل أن ترحل ...كانت تبكي بحرارة لانها تريد أن  تودعه للمرة الأخيرة ،وقف أمامها رجل في الخمسينات من عمره ضخم البنية يضع لحية يبدو ملتزم دينيا ،تفوح منه رائحة المسك و أثار السجود على جبهته  يحمل في يده  سبحة طويلة  ،سألها عن حالها ،أخبرته بقصتها و هي تبكي  ثم طلبت منه المساعدة .

نظر أليها للحظات وهو يفكر ثم قال لها : انا تاجر ومرتاح من ناحية المال متزوج و لدي تسعة اولاد ،أعرض عليك زواج ولكن ليس بمعناه الكلاسيكي و إنما زواج المتعة ،ألبي كل ما تحتاجين من أكل ،شرب و لباس ولا ينقصك شيء  ...ثم سألها عن سنها.
قالت  :خامسة عشر سنة.
قال :هذا جيد و يناسبني ..هل انت قابلة ؟.

فكرت زينب  قليلا لكن لم يكن لها خيارا آخر ،هزت رأسها وقبلت..ثم سألته :هل لديك بيت اسكن فيه ؟.
قال :سوف ابني لك بيتا قصديريا في أحد المناطق التي يسكن فيها الكثير من  هربوا من الارياف إلى المدن خوفا من الإرهاب .

ركبت السيارة معه واخدها الى أحد الفنادق وقال لها سوف تبقين هنا ريثما انهي بناء المنزل .

زينب فتاة الجبل ...  بقلم حمداوي محمدWhere stories live. Discover now