١٣- مُصارحة!

137 15 10
                                    

-حاولتي تهربي ليه يا حفصة؟

اضطربَت أنفاسي بتوتر، لكنني أخفيتُ توتري سريعًا وأنا أهتف بضيق أجدتُ اصطناعه حتى أتملّص من هذا النقاش بأقل الخسائر:
-يعني انت جاي تخبط عليا في نص الليل عشان تسألني سؤال زي دا؟.. انت بتهزر يا أستاذ؟

كدتُ أغلق الباب فرارًا منه، لكنه وعلى حين غرة دفعه بقوة فاندفعتُ إلى الخلف إثر قوة دفعته، كدتُ أفقد توازني وأسقط وأنا أحاول تفادي الوقوف على قدمي المُصابة، لكنه وعلى حين غرة أمسك بي.

تشبثتُ بملابسه بقوة وقد انطلقَت مني صرخةٌ مذعورة خشية أن تصاب قدمي في خضم هذه اللحظات الغريبة، لكنه أحكم الإمساك بي.

تسارَعَت أنفاسي، واضطربَت دقات قلبي عندما تلاقَت عيناي بعينيه، وأبى عقلي استيعاب وضعنا الغريب الذي جعلني أشعر بنبضاته المُرتجفة أسفل يدي، مرت دقائق أو ربما هم ثوانٍ شعرتُ أنا بطولهم بسبب وضعنا هذا لا أكثر، لكنه في النهايةِ ابتعد بعدما تأكد من وقوفي سالمة دون أن تلمس قدمي المُصابة الأرض.

أغمضت عيناي وفتحتهما عدة مرات مُحاوِلةً استيعاب ما حدث للتو.. تجاهلتُ اشتعال وجهي الذي أكّد لي أنه يشتعل بحُمرة الخجل؛ لأهتف بعد لحظات بذهول وأنا أُشير بيدي إلى الباب وباليد الأخرى إلى صدري:
-انت بتزق الباب بيا عشان توقعني يا ابن عمتي؟

عقد حاجبيه بتهكم من المُنحنى الذي أجذب الحديث إليه، وببساطة تجاهل حديثي وقال بعدما عاد للوقوف خارج الغرفة وقد أخرج من جيبه منديلًا ورقيا وأخذ يُمرّره فوق ملابسه ببطء:
-أنا مش جاي أتخانق معاكي يا حفصة.. بل بالعكس أنا جاي أفهمك وأفهم انتي عملتي كدا ليه وانتي أكتر واحدة عارفة إن الجوازة دي كانت لمصلحتك أصلًا مش لشيء تاني.

-يا سيدي شكرًا على خوفكم على مصلحتي.. بس أنا مش من مصلحتي إني أرمي نفسي في جوازة مفاجئة مع واحد معرفهوش ولا أعرف عنه ولا عن أخلاقه حاجة حتى لو كان الشخص دا ابن عمتي.. ما انت يا عالم أخلاقك دي عاملة إيه ولا تربيتك اللي أكيد العيشة بعيد عن هنا أثّرت عليها هتكون عاملة إزاي.. الله أعلم أنا هلاقيك في أول مشكلة بتواجهنا بتمد إيدك عليا وبتهيني ولا هتكون حنين وتحتويني.. الله أعلم برضو انت هتتقي ربنا فيا ولا هكون بالنسبالك مجرد بنت عمك اللي اتغصبْت على الجواز منها عشان تخلّصها من ورطتها مع المجنون اللي بيطاردها وهتطلع كل دا عليا.. أنا مش عارفة إنت فهمتني ولا لأ، لكن صدقني يا أحمد أنا لا يُمكن تكون مصلحتي في إني أتجوزك بالشكل دا من غير مُقدمات ولا سابق توافق.

ألقيتُ بكل ما بجعبتي في وجهه دون تردد وقد شعرتُ بحاجتي إلى توضيح وجهة نظري إليه هذه المرة، ورغم أنني توقعتُ رؤية ثورته أو اعتراضه على ما قلت وعن شكّي بحقيقة أخلاقِه، إلا أنه خالف توقّعي بتلك الابتسامة التي ارتسمَت على وجهه بهدوء والتي أعقبها قوله:
-ماشي يا حفصة.. أنا هكلّم جدي في الموضوع دا وبإذن الله نوصل للحل اللي يرضيكي.

اضطراب -قيد الكتابة-Onde as histórias ganham vida. Descobre agora