بارت 3

502 200 24
                                    


خرجتُ من الغرفة لأراه واقفاً بجانب الطاولة ، نظرت الى الأرض بأحراج من موقفي هذا لأقترب منه ببطء حتى أقف امامه و أمدُ يدي معطيةً المفتاح له ، عدة ثواني من الصمت والهدوء احسست بأنها ساعات لأرفع نظري إليه ، رافعاً حاجبه الأيسر ، تكلم بنبرة تحذير "لا أريد أن أراك مرةً اخرى تنتزعِ ثيابك في غرفتي".

ارتبكتُ بشدةً وقبل أن انطق أي حرف يصلح الأمر اخذ المفتاح وسار بسرعة الى الغرفة وكأنه لا يريد سماع أي رد ، " يالحماقتي".

شعرتُ بكومةٍ من المشاعر التي اجتاحتني ، تنهدت بضجر وتوجهت إلى الخارج ، كان جواً بارداً جعلني آخذ شهيق ثم زفير بعنف حتى خرج دخان ابيض كبير من فمي.



حينما وصلت إلى المنزل دخلتُ لأرى أبي ما زالَ مستيقظاً لأبتسم بسعادة و أسئله  " أبي لمَ لم تنم ، الوقت تأخر ".


ليقترب مني بقلق و يقبلني على جبهتي ، استطعت ان اشعر بدفئها بعد ذاك الجو البارد " كيف وانتِ لم تأتي بعد " لأحتضنه وانا اطمئنه على صحتي و يومي الأول في العمل ثم انصرف الى غرفتي بهدوء.


_________




بعد أن اغلق الباب الرئيسي و أدار اللوحة الصغيرة المكتوب عليها "مغلق" باللون الاحمر ، استلقى على السرير بتعب ، تعباً نفسياً قبل ان يكون جسدي.



في زاوية الغرفة كان السرير ، لم يكن أحد ليلاحظه بسبب سعة الغرفة ، ليصدر هاتفه صوتاً معلناً عن وصول رسالة ليمسكه بضجر وهو يعرف من مُرسلها..
"دويل هل انت بخير ؟ لمَ لم تأتي اليوم لأراك ؟" .

اغلق هاتفه متجاهل صاحب الرسالة معطياً للهاتف ظهره لينام.


_________




6:30

اصوات العصافير وهي تزقزق أو لنقل تتشاجر منذ الصباح على شيءً ما بجانب النافذة ليجعلها تستيقظة على اثر هذا الضجيج اللطيف.

لتقترب نحو النافذة لتقوم بفتحها بسرعة حتى تتطاير العصافير بعيداً ، ثم تردف بضحكة " صباح الخير " لم يكن هناك امامها غير شجرةً حاجبة عنها الرؤية!!.

ثم تذهب للأستحمام بعدها ترتدي فستان اسود بدون اكمام و سترة سوداء وعلى جانبها الايمن وضعت وردة كبيرة حمراء ، بعدها لتتمايل بنعومة امام المرآة وتعطي لنفسها العديد من القُبل في الهواء ثم تقول لنفسها "تبدين رائعة جوهر" لتنهيها بأبتسامة لطيفة.


تنزل الدرج بحيوية مستعدة للذهاب للجامعة ، لم يكن هناك احد ليستيقظ معها لكونها الابنة الكبرى ما عدا أخيها الأصغر الذي في المدرسة الأبتدائية ، كان الجميع يحرص على رضاه وعدم ازعاجه ما عداها.


بعد نصف ساعة وصلت الى الجامعة لترى أحدهم يلوح لها بأبتسامة لتذهب إليه بأبتسامة أكبر ، ما ان وصلت إليه حتى احتضنها بلطف ثم قال " جوهر كيف حالك ؟"



Jouhr || جوهرWhere stories live. Discover now