4" لسنا أَشِقَاء "

Start from the beginning
                                    

_ "بس أنتَ أبوها أفهم بقى ده واجبك أنتَ مبتمنش عليها بيه ، ده اللي هتتحاسب بيه قدام ربنا" .

أما هى فكانت في عالم بعيد كُل البعد عنهم ، لا تعي ما حولها ، تشوشت الرؤية أمامها من كثرة الدموع وللأخير نطقت بقلبٍ مُمزق من بين شهقاتها : 

" بابا .. بابا أنا عملتلك أى عشان تعاملني كده ! ، هو أنا مش بنتك اللي مفروض بتحبها ! ، هو مش أى أب المفروض بيحب بنته وبتبقى أغلى حاجة عنده في حياته ! ، هو حضرتك مش أبويا ! وأنا مش بنتك ! "

سبة نابية خرجت من فم الذي كان يسترق السمع فى الخارج ، وللمرة الثانية اليوم  تُثير شفقتهُ ، شعر بالغضب كثيرًا مِنْ هذا المدعو والدها ، فتبًا له كيف يوصل إبنته لوضعٍ كهذا!

أما والدتها فكانت تنظُر لصغيرتها بقهرٍ ، فهى تحملت الكثير والكثير لا ذنب لها سوى أنها وُلِدت فى عائلة غير مُتفهمة إطلاقًا ، تكاد تبكي دمًا من كثرة حُزنها عليها ، أما والدها فأنصدم مَنْ حديثها أي يصل بها الجحود أن تتصفهُ بهذا _ من وجهة نظره _  ، نظر لَـ "عايدة" قائلًا: قائلًا:
" شوفِ البت جاحدة إزاى ، ناكرة للجميل ،  حسبى الله ونعمة الوكيل "
ثم تركهم ورحل بعدما ألقى اللوم عليها . 

أما هى فأكتفت بهذا الكم حقًا طوال سنواتها العشرون ، مُنذُ وُلِدت لم تجد حُب من طرف والدها أبدًا ،فقد كان يعاملها بكل هدوءٍ ، ولكن كل عام المُعاملة كانت تُصبح أكثر جفافًا ، كانت سؤال واحد فقط يدور فى مُخيلتها لماذا؟! .

♡♡♡♡

فى المساء كانت تُحدِث بن خالتها المُسمى " حمزة" ؛ هو شقيقها فعليًا وليس مجازًا " بالرضاعة" ولكن يكبُرها بعامٍ واحدٍ .

_" أنا تعبت يا حمزة بجد وخايفة ، لأ مرعوبة ! مش عارفة لما أعمل التحاليل ديه نتيجتها هتبقى أيه ".

سمعت زفيره من الطرف الآخر يقول بهدوء وحنان وصل إليها واضحًا :

"هَوَّنِ على قلبكِ يا أخُتاه ؛ ما الدُنيا  سوىٰ عقاب من اللِه سبحانهُ وتعالىٰ لسيدنا آدم عندما خَلف أوامرهُ ؛ فـَ الدُنيا لا تُساوي جناح ذُبابة يا صَغيرتِي ، " فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ".

أخذ نفسًا عميقًا مُردفًا بلُطفٍ مشجعٍ :

" أنا عُمْرِي ما شوفتك ضعيفة كده يا لى لي ! ، أى اللي حصلك ؟! ، فين عليا اللي مكنش حاجة بتهزها ودايمًا مؤمنة تمامًا أن ده نصيب وقدر ؛ وإنك دايمًا شايفة أن الإبتلاءات ديه حاجة حِلوة عشان ربنا بيختبر صبرك فيها وإنك بتاخدِ عليها حسنات ؛ ده أنتِ strong العيلة يا عليا!"

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 05 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

 تعلمتُ الحُبَّ على يدكِ Where stories live. Discover now