بارت 1

1.1K 272 39
                                    


نظرت للوحة أمامها ثم للباب الذي يفتح اوتاماتيكياً لمن يدخل و يخرج من المقهى ، همست لنفسها " مقهى الأصدقاء".



خطوات نحو الباب لعلهم يوافقون على عملها به ، دخلت وهي تتفحص بعينيها كل شيء بأعجاب ثم وقفت امام العامل الذي يستلم الطلب والذي يلهو بشيء ما.

تحدثت معه بأبتسام "مرحباً ، هل لي بمقابلة المدير؟".

لتنظر بالارجاء بتوتر لعدم انتباهه لها لتتحدث بصوت أعلى حتى تسترعي انتباهه "عذراً هل لي بمقابلة المدير؟".

نظر لها بتفاجئ ثم يبتسم بلطف ويعتذر لأنشغاله عنها و متسائلاً عن سبب المقابلة؟...عينيه خطفت قلبها بلونهما السماوي البراق ، هزت رأسها لتصحو ثم تجيبه بأحراج "من أجل مقابلة عمل".

لينادي على شخص ما قائلاً "دويل ، ارشد الآنسة الى مكتب المدير".

أتى المدعو بدويل وواضحاً بأنه انزعج من الأمر فقد أعطاها نظرة حادة.

ثم أردف دويل "من هنا" فتمشي الأخرى خلفه وهي تثرثر بداخلها عن نظرته السيئة لها.

توقف امام بابٍ شبه عريض ثم دخل و أغلق الباب في وجهها ، رمشت عدة مرات بدهشة لتصرفه الغير مهذب.

حتى أنه لم يدع لها فرصه لتشتمه فقد خرج ليقول لها بأن تدخل للمدير ويذهب بسرعة تاركاً اياها ، تنهدت مهدئة نفسها ثم تمسك مقبض الباب وتدخل بتهذيب.


تبتسم بلطف و تقف بأستقام ، ليرفع الآخر عينيه متفحصاً التي أمامه ، متوسطة الطول ، تنورة بلون الجوزاء ، قميص ابيض مطرز أيضاً بالابيض ، شعر قصير وعينين عسلية كانت تبعث طاقة جاذبة لمن حولها رغم بساطتها.

ليسمح لها المدير بالجلوس بعد ان تحسن مزاجه قائلاً بأبتسامة لطيفة "اهلاً بك ٫ قولِ لي من انتِ ، وما تأمرينني به؟".

لتتوسع ابتسامتها مجيبة اياه "سيدي أنا اسمي جوهر طالبة في آخر مرحلة من الجامعة و أريد العمل لأحتياجي للمال في هذه الفترة فهل تسمح لي بالعمل في المقهى؟".

ثم تنظر للأرض و تخفض صوتها و بنعومة تقول "ان اعمل عمل جزئي" ليسود صمت لمدة دقيقة واحدة.

ثم يومئ بالأيجاب موافقاً على طلبها ثم ترفع عينيها بسعادة لحصولها على عمل منذ أول طلب لها ، أردفت للتأكد ان وافق حقاً ام تتوهم ، أجابها بصبر ثم أخذ يشرح لها متى اسس هذا المقهى.

كان فقط مع صديقه يعملا به قبل إن يأتوا مجموعة من الشباب للطلب بالعمل به .. ليتوسع نجاح و شعبية المقهى ، كان يتكلم بفخر وكأنه اسس شركة عالمية بكلتا يديه وهي تتصنع التفاعل مع كل جملة يقولها.


وضع يده على كتفها فجأة لتندهش من حركته هذه "حسناً عليك العمل بجهد حتى وان كنتِ ستعملين خمس ساعات في اليوم" لتفتح فمها بأندهاش و ادرامية مجيبة بالموافقة.


ثم يردف بجدية "سيكون من السادسة الى الحادية عشر من الليل ، لذا سيعتبر هذا هو أول يوم لكِ سننتظرك السادسة يمكنك الذهاب الآن".

بعدها وقفت مودعة المدير بلطف حتى لا يغير رأيه و ما ان ارادت ان تفتح الباب للخروج فتحه احدهم ، نظرت له بتكبر ثم خرجت ضاربة كتفه من دون قصد لانه لم يفسح لها المجال للعبور.

ثم أردف بعدما أغلقت الباب خلفها "لما سمحت لها بالعمل هنا؟" ما أن خرجت حتى وضعت أذنيها على الباب ، تسمع حديثه الغاضب وكأنه يعرفها منذ زمن طويل و لا يريد العمل معها ولا النظر الى وجهها.

عبس وجهها وهي تشتمه بداخلها "هذا المتسلط مابه حاقد عليّ وهو لا يعرفني حتى".

ثم أخذت بالهروب بهدوء و حذر  بعد ان احست بأن الباب سيفتح فجأة إذا بقيت أكثر.



يتبع ..

Jouhr || جوهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن