الجزء الثاني

120 9 0
                                    

نهضت بفزع بعدما هاجمها كابوس بشع ترى به ذلك الندل وهو يتهجم عليها، نظرت حولها برعب قبل أن تعود ذكرياتها عما حدث بعد هروبها وأنها الأن بمنزل رجل غريب قامت بمساعدته بالأمس، وهنا استوعبت ما اوقعت نفسها به، كيف تظل بمنزل مع رجل حتى وإن كان يظنها مثله، قررت النهوض والرحيل قبل أن يراها، خرجت من الغرفة وهي تنظر حولها وقبل أن تصل بسلام للباب سمعت صوته المندهش من رؤيتها تتحرك بخفه وكأنها تخشى أن يراها أحد:
- بتعمل إيه؟
إلتفتت له وهي تبتسم ببلاهه :
- أنا ماشي شكرا أوي لحد كده .
عندما اقترب منها بهدوء ضمت يدها حول صدرها بقلق من اقترابه
هل لاحظ أخيرا أنها فتاة؟  أما مازن عندما لاحظ توترها وحركة يدها ظن بأنها ربما أصابه بجرح فالأحمق الذي أمامه منعه من أن يرى جسده بل نهره كعذراء، ركز على صدره لعله يرى أي شيء
شعر بذنب مما حدث له بسببه، فلو كان شخص أخر كان سيتركه للموت أما أيمن وقف بجواره، علم وقتها أنه يستحق أن يكون صديق له، عقد حاجبيه يلاحظ بروز خفيف بتجاه انظاره وبكل حسن نيه مد يديه لعله يرى إن كانت تلك كدمة فلم يتوقع بدًا فزع أيمن وتلك الصرخة التي خرجت منه والكف الذي نزل على وجهه جعل وجهه يلتفت إلى الجهه الأخرى بعدم تصديق :
- يا قليل الأدب .
أشتعل الغضب وجه مازن وهو يشعر بالصدمة لا يعلم هل من فزع الأخر أم من تلك الصرخة الغريبة أم من أنكماشه بعيدًا بل وصفعة، كل ما يعلمه أن هناك شيء خطأ هتف بغيظ :
- أنت بتستهبل يلا، شايف نفسك عملت إيه دا زنبي إن خايف عليك .
أفاقت إيمي من فزعها لتعلم أنها أوقعت نفسها بنفسها فماذا سيفعل المسكين وهو يظنها رجل حاولت لملمة الأمر وهي تتحدث بأسف :
- أنا أسف، بس أنا عندي مشاكل مع التلامس، مانا قولتلك إنِ كنت برة وكنت عايش مع كل صنف ولون وأنت فاهم بقى التعود .
ثم أقتربت بتوجس قائلة :
- وجعتك ؟
ظل يرمقه بصمت وهو يدور حديثه برأسه، يعلم كيف المجتمع بالخارج، وكيف هي أخلاقهم، كما أن جنسهم مشكوك به، ربما عانى أيمن هناك في التفرق بينهم حتى يحذر هكذا، تنهد في النهاية قائلًا :
- فهمت، بس خالي بالك من إيدك لقطعهالك بعد كدة، أحنا في مصر فنشف كدة، وتعالى يلا عشان تفطر  .
رفعت يدها سريعًا ترفض :
- لا لا، أنا همشي كفاية كدة .
وعندما التفتت لتغادر قام إمساك ملابسها من الخلف وهو يجرها للداخل قائلًا :
- مفيش الكلام وبعدين أحنا لسه متعرفناش اكتر، وهتروح فين وأنت مش معاك ورق يثبت هويتك زي ما قولتلي، نفطر بس وهخدك ونشوف هنعمل إيه .
تحركت إيمي تحت يده إتجاه المطبخ لتجلس لتناول الطعام تحت الإجبار .
.......................
مرت ثلاث أيام لم تستطيع إيمي خلالها ترك المنزل الذي يؤيها، ثلاث أيام من الخوف والقلق أن يكتشف مازن أمرها الذي يتعامل معاها كصديق وأخبره عن كل شيء عنه، ثلاث أيام من المزيد من الكذب عليه كل سؤال منه كانت تجيب بكذبة جديدة خوفًا من كشف أمرها، ماذا سيفعل عندما يعلم أنني فتاة هل سيفعل كما فعل هاني أم سيقوم بتسليمها للشرطة، تريد فقط أن تجد طريقة للتواصل مع شقيقها أسر، دلفت إيمي للمرحاض تريد أن تستحم قبل أن يعود للمنزل فهي لا تجد الراحة في وجوده، أحضرت الملابس الذي أعطاها لها ودلفت للمرحاض قامت بنزع شعرها المستعار ووضعته بعيدًا عن الماء وقامت بالإسراع بالإستحمام، بعد دقائق كانت ترتدي ملابسها وتخرج من المرحاض وشعرها الطويل تضع عليه منشفة، تفاجأت وهي تراه أمامها ألقى عليها التحية بعدم إهتمام ودلف للمرحاض، شهقت بتذكر أنها تركت شعرها بالداخل أسرعت بفتح الباب دون أن تفكر لتجده يقف عاري الصدر وعلى وشك نزع بنطاله ايضٌا، بهت وجهها وهي تلتفت وتعطيه ظهرها فقال مازن :
- أنت عبيط يابني في حد يدخل على حد الحمام كدة .
- داري نفسك بحاجة اطلع أنا لسه عاوز الحمام .
- لا والله أنا جيت لقيته فاضي لما اخلص اعمل إلي تعمله .
إلتفتت تنظر له تحاول رؤية الشعر الموجود خلفه، وعندما قرر تجاهلها والإلتفات أسرعت بإمساك ذراعه وهي تسحبه للخارج :
- بقولك لسه مخلصتش اطلع بقى .
أوقفه مازن وهو ينظر له بدهشة وقال :
- أنت إزاي كدة .
رفع يده يضعها على خدها وأردف :
- أنت حلقت شنبك ليه، دا الحاجة الوحيدة إلي مخليك مظبوط .
رفعت يدها نحو فمها والشنب، فعلمت أنها لم تضعه عندما خرجت من المرحاض، فقالت بإمتعاض :
- إيه مظبوط دي اتفضل امشي لما اكمل إلي كنت بعمله .
ثم دفعته وهي تمر وتدلف للمرحاض، رفع مازن يده وهو يتحسس ذقنه التي رغم أنه لا يوجد له لحيه ولكنها خشنة بعكس أيمن صاحب الوجه الناعم والشفاة ال .....، صفع وجهه عندما ذهب تفكيره لهذه الطريقة، وقام بصفع الباب الذي يوجد خلفه أيمن وغادر بإمتعاض .

شلة مجانين Where stories live. Discover now