الفصل الثامن والثلاثون

13.7K 740 66
                                    

الفصل الثامن والثلاثون.
#بداية_الرياح_نسمة
#عاصفة_باسم_الحب
#حي_المغربلين
#الفراشة_شيماء_سعيد

صعدت سيارتها و سارت خلفه بتوتر، ملامحه و هو يخرج من المنزل لا تبشر بالخير، تخشى عليه من حدوث أي مكروة إليه، تعالت دقات قلبها مع وقوفه تحت عمارة غريبة عليها بمكان راقي..

توقفت سيارتها على بعد مسافة قليلة منه و عقلها يأخذها لأماكن لا تحب الوصول إليها، يستحيل أن يخونها فاروق فهو دائما مصدر قوتها يعشقها بجنون ترى هذا بعينه، تشعر به من دقاته و رائحة أنفاسه، رفضت قدميها النزول من السيارة...

إذا كان هذا حقيقة لا تريد إثباتها ستعيش كأنها لم ترى شيئا، ثانية واحدة و انفجرت ببكاء مرير هو متزوج عليها من أجل الإنجاب، حركت رأسها عدة مرات نافية لتجد نفسها فجأة بين أحضانه...

انتفض جسدها لا تعرف متى فتح باب سيارتها و جلس بجوارها متى شعر بمراقبتها إليه؟!... يطبق ذراعيه عليها يكاد يكسر ضلوعها كان بينه و بين النهاية خطوة واحدة، كان سيصعد لمنزل جوليا لولا إتصال حارسه بوجود أزهار خلفه...

أخذ نفس بثقل قبل أن يقول :

_ بتعيطي ليه و جاية ورايا ليه؟!...


ابتعدت عنه لترى عينيه المتوترة التي تزيد من شكها و قهرها، رسمت إبتسامة مريرة على وجهها مردفة :

_ لما طلعت غضبان خوفت عليك فكرت فتون حصل لها حاجة، بس طلع الموضوع ملوش علاقة بفتون أنت ليك حد هنا تيجي عشانه نص الليل؟!...

آه و ألف آه يا أزهار متعمدة ادخاله بكذبة جديدة متعمدة تزيد ثقله و تشعره بغباء أفعاله، يجب عليه الذهاب من هنا حتى يأتي فارس و يأخذ زهرة الصغيرة للمشفى، قرص ذقنها بخفة ثم قال :

_ ليا حد هنا يا أزهار شغل مهم و مش حابب أتكلم فيه دلوقتي ممكن...

ابتلعت تلك الغصة المريرة بحلقها ثم أومأت إليه بهدوء قائلة :

_ طيب ناوي تطلع تشوف شغلك و الا ناوي تروح معايا؟!..

ضحك من وراء قلبه مجيبا بمرح لا يناسب الموقف على الإطلاق :

_ لا يا ستي هروح مع الشيكولاتة بتاعتي و لما نوصل نبقى نتحاسب على خروجك في وقت زي ده يا حضرة المفتش... يلا سوقي هنروح بعربيتك...




بعد  ساعة كانت مستلقية بجواره على الفراش، حاولت بشتى الطرق استدعاء النوم إلا أنه رفض القدوم، أخذت تتقلب بالفراش حتى سحبها من ظهرها إليه، يتألم و هي الأخرى تتألم حبهما مؤذي و مؤلم جداً، خائف من الفقدان روحه ستكون أمام فراقها، تخشي الإختيار و النهاية لا ترغب بمعرفة حقيقة تجعلها تأخذ قرار الموت و تنفيذه واحد..

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن