الفصل الثامن والثلاثون

Start from the beginning
                                    

هي مثله تعبت و أرهقها الاشتياق، تتمنى حياة سعيدة بسيطة و لكن كيف و هي بكل صراحة رغم حبها الشديد له تكره الزواج تعلم أنه مثلما يقول جميع من خاض تجربته مقبرة الحب و نهايته، تريده يحبها دائماً و أبداً و حلها الوحيد عدم الاقتراب ، البعيد له رونق و قيمة، ابتعدت عنه مردفة بهدوء :

_ فارس أنا مش عايزة اتجوزك و لا أعيش معاك في بيت واحد مش حابة ده و لا متقبلة الفكرة حتى ليه أنت مصمم توجع نفسك و توجعني معاك، أنا بنت خالتك و بس طلبت منك الطلاق أكتر من مرة يا ريت تحافظ على العلاقة العائلية اللي بنا...

هذه الفتاة تثير جنونه لا ينفع معها الحنان أو أي طريقة، تحمل منها الكثير و الآن أتت بآخر درجات الصبر لديه، قام من مكانه ضاربا المقعد الذي بجوار مقعدها قائلا بغضب :

_ إنتي إيه يا شيخة مفيش عندك دم أبداً أو إحساس بقولك بحبك و عايز نبقى عيلة، طلاق مش هطلق يا فريدة إنتي بتموتي فيا مش بتحبيني بس، كفاية دلع بقى تلات سنين مش فارقين معاكي...

أجابته ببرود يخفي الثورة الداخلية بقلبها :

_ لو عندك شوية كرامة و رجولة تبقى تطلقني.. مش راجل بجد اللي يقبل على نفسه يعيش مع ست مش طايقة تشم ريحته حتى...


انتهى الفلاش باااااك...


أنتبهت على حديث شقيقها، رفعت رأسها لفاروق تغصب وجهها على الإبتسامة مردفة :

_ معلش كنت شاردة شوية كنت بتقول إيه يا أبيه؟!..

رد عليها بترقب و عينيه على ملامحها الباهتة :

_ مالك بقالك ساعة جليلة بتتكلم معاكي مش حاسة بيها و الأكل زي ما هو ، في حاجة وجعاكي نروح للدكتور؟!...


هزت رأسها برفض :

_ لأ أنا كويسة ربنا يخليك ليا بس مش جعانة هقوم أرتاح جوا شوية...

أوقفها صوت فارس الذي أتى الآن قائلا بجدية :

_ فريدة أنا مسافر الصعيد بكرة عشان سبوع إبن فرحة و عثمان، محدش فيهم يعرف شكل العلاقة بنا و كل ما أسافر أطلع حجة عشان أنتي مش معايا، ناوية تيجي معايا المرة دي و الا زي كل مرة...


كانت سترفض بغضب مثل عادتها الأخيرة إلا أن صورة سمية هانم المقيمة معه أتت بعقلها لتقول بابتسامة هادئة :

_ جاية معاك بعد إذن أبيه طبعاً على الأقل أتفرج على أجواء السبوع في الصعيد يا إبن خالتي...

رد فاروق قبل أن يقوم من مكانه آخذا معه فارس لغرفة المكتب :

_ مفيش مشكلة يا حبيبة أخوكي روحي أهو تغيير، تعال ورايا يا نجم مصر...


بغرفة المكتب...

_ ها يا فارس زهرة عاملة إيه أنا مقدرتش أرن عليك بالليل حالة أزهار كانت مريبة...

حي المغربلين Where stories live. Discover now