35 | قطة ثملة

Bắt đầu từ đầu
                                    

دخل  إليها بخطوات هادئة عكس العواصف التي تكمن بداخله...رأها تضع كفها على عيناها التي يبدو أن البرق يصدع بها وزخات المطر لا تتوقف عندها...اقترب اكثر ناحية السرير وجلس على حافته ينظر إلى الأرضية قائلا بنبرة هادئة يائسة :

"لم نستطع ان نحميه...لم أكن ابا جيدا"

ابعدت مارفل كفها عن عيناها ونظرت إليه بعيناها المحمرتين المنتفخة اثر البكاء المتواصل ثم نهضت بجذعها واحتضنت كتفه وقالت :

"لا أعرف كيف حصل ذلك...أنا اسفة...لا تلم نفسك "

"هذا ليس خطأكِ..."

ابعدها عنه بخفة ثم امسك وجنتيها بيديه ومسح دموعها التي ترطب وجهها بأبهاميه ثم همس :

"سنحاول تخطي ذلك جميلتي...سنحظى باطفال كثر غيره الحياه لن تتوقف عند هاته النقطه لا يزال أمامنا الكثير والكثير انا الى جانبكِ وأنتِ بجانبي ..اعلم ان ذلك صعب..ولكننا سنتخطى ألم فقدانه حسنا صغيرتي؟ احبكِ وساحبكِ إلى آخر نفس لي لا تتعبي عيناكِ بالبكاء جميلتي .."

اقترب من انفها المحمر وقبله بخفة ثم احتضنها مقربا اياها لصدره وكأنه يحاول اخفائها...كان الامر صعباً...صعباً كأي شخصان فقدا طفلهما الأول...كان من المؤسف حدوث ذلك...لكنه القدر...قدر هذا الطفل كان مكتوب منذ البداية...اي لو عاش كان اما سيعيش معاقاً..او حتى كفيفاً..او مشوهاً...يمكن ان يحصل أي شيء...لذلك القدر اختار له ان لا يولد اصلاً... شعور ان تفقد قطعه من روحك لامر عسير ذلك الفراغ التي تشعر به الام بعد خسارة قطعه منها لم ترى الضوء حتى تجعلها تحترق بينما فرحه اب اختفت بلمح بصر لتحل محلها العجز والخيبة لأمر مؤسف ومحزن فكلا من مارفل وجون يشعران بفقدان قطعه من أرواحهم ولكن ما باليد حيلة...

في الصباح عادوا إلى المنزل وعلم الجميع في هذا الخبر الصائق ...وكانوا الجميع يجلسون في غرفة الجلوس وفيما بينهم جون ومارفل الذي كانا يجلسان بجانب بعضهما البعض واضعه رأسها على كتفه وتنظر في الفراغ ترتدي ملابس النوم خاصتها والجميع ينظر اليهما بحزن...كان الحزن والتعب بادِ على ملامحها...كان بوسعهم تخمين أنهت كانت  تبكي لساعات متواصلة بسبب عيناها المنتفختين...

كان الجميع صامتون...إذا رميت أبرة ستسمع صوتها حتى قبل أن تصل للأرض...اي لتلك الدرجة كان الهدوء يعم المكان...ذلك الهدوء دام لنصف ساعة فقط نصف ساعة حتى قاطعت هذا الهدوء ايزا وهي تركض من الخارج وتتجه ناحية مارفل...ثم انحنت امامها وامسكت وجنتها وقالت بحزن :

"عزيزتي...هل انتِ بخير ؟؟.."

لم تجبها مارفل بل حدقت بها بهدوء فأمسكتها ايزا من كتفها تبعدها عن كتف جون وجعلتها تستقيم وتستند عليها ليذهبا إلى غرفة مارفل...صعدا إلى الغرفة ومارفل  تبدو كالقطة الثملة...لم تنم منذ البارحة وخضعت لعملية قبل ساعات وهي متعبة جداً...وصلتا إلى الغرفة ودخلت ايزا واضعه اياها على السرير وقامت بوضع الغطاء عليها..لكي تنام...في المساء...خرج جون مسرعاً بعد ان طمئن نفسه  على مارفل وانها لا زالت نائمة....كان ذاهب لمقابلة لوكا ستروفر لأول مرة..بوجه خال من أي تعبير كمن ذاهب لحضور جنازة ما ..ملامحه منقبضة وجادة بارد كالصرح الجليدي...وصل إلى المكان المتفق عليه...وكان عبارة عن مطعم في احدى الفنادق..اراد جون مقابلة طبيعية...لا مقابلة دموية..لذلك اختار مكان عام....

إعجوبةNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ