الفصل 1

4.8K 285 77
                                    

البكاء على الميت لن ينفعه او ينفعنا .. لكنها الوسيلة الوحيدة التي نعبر عن مشاعرنا الفائضة عبرها .. مما يشعرنا بالتحسن مع مرور الوقت ويجعل الالم النابض يتلاشى تدريجيا...

لكن ماذا افعل عندما لا أشعر بالتحسن ابدا ؟
مهما بكيت وبكيت وبكيت لا اشعر بشيء سوى المزيد من الحزن .. وتدريجيا تخدت مشاعري تماما .. واصبحت غير قادرة على ذرف المزيد

اذا فكرت في الامر قليلا ... لم ترفع زوايا شفتيها ناهيك عن الضحك منذ اكثر من اثنى عشر سنة .. عندما كانت طفلة في السادسة تنظر الى العالم بشكل اجابي وتحاول المضي للامام .. تظن نفسها شخصية رئيسية مهما عانت تجد سعادتها في النهاية.

هل هذه حقا شروط ان تكون الشخصية الرئيسية ؟
لكل كل شخص هو الشخصية المحورية في حياته الخاصة ؟ نعم ... الفرق الوحيد هو النهاية والعوامل المساعدة .. الملايين انتهت قصتهم بنهاية تراجيدية محزنة لكن لا يسلط الضوء عليهم بالطبع .. وهي على اعتاب تلك النهاية الحزينة و سيلتهمها ظلام قصتها كذلك ..

ان وعيها هذا جعلها لا تخطئ مكانتها ولا تحاول التخلص من ماضيها ..
ايدي تسحبها الى داخل الظلام  اكثر فأكثر صوت صفع وصراخ حاد يتردد في ارجاء المكان الهادىء .. عادت اعراض الفوبيا الخاصة بها ... او العديد من الفوبيات على وجه الخصوص..

الاماكن المغلقة والغرف المظلمة والمعاطف البيضاء وغرفة العمليات والمشارط والادوية والنظارات الطبية والابتسامة المخيفة .. اذا تذكرت شيئا اخر سأبلغكم عنه

عن عمد جلست في منتصف الطائرة واكثر كرسي غير مريح بسبب الازدحام من كلا الجانبين .. لكنها تريد ابعد مكان عن الجدار .. لكن .. لما بحق الجحيم يرتدي الرجل بجانبها نظارة طبية!!

بفضل التعب الشديد تمكنت من النوم لبعض الوقت بعد اسبوع من عدم الراحة.. لكن الكوابيس والفوبيا والهلوسة  يلاحقانها واعية او نائمة مما لا يسمح لها بالراحة مطلقا .. تساقط العرق البارد من على جبينها وظهرها وقد أحكمت اغلاق عينيها لتسمع صوتا هادئا يوقضها من كابوسها

"يرجى وضع حزام الامان يا آنسه, لقد وصلنا بالفعل الى وجهتنا "


فتحت هيلين عينيها ذات اللون الاخضر مع لطخة من اللون الفضي .. عيون باردة خاوية جعلت قشعريرة  تمر عاى ضهر المضيفة وتراجعها .. رغم جمال وجهها الصغير الابيض بحجم راحة اليد .. الحواجب الكثيفة بلون بندقي غامق ورموشها الطويلة الفاتحة التي تلقي ظلالا خافتة على جفنيها ... الانف الحاد ذو الارنبة المدورة والشفاه المكتنزة بلون فيروزي طبيعي ... شعر كستنائي ناعما ومتعرج خلف ضهرها مع بعض الخصلات الذهبية قد لامست اطرافه المقعد بالفعل بسبب طوله ...

همهمة ناعمة صدرت منها يقطع شرود المضيفة بوجهها حتى ادركت هيلين سقوط قبعتها التي تغطي وجهها ... غطت وجهها واخفضت رأسها للاتجاه المعاكس .. وجهها الذي لا يتوقف عن تسبيب المشاكل لها وسبب اغلب معاناتها

حياه جديدة رفقة سبع اشقاء لطفاء ♡Where stories live. Discover now