1| بنفسجيّات البداية.

209 21 50
                                    

— 13 آب/أغسطسْ 2000 مِ ، مدينة أولسَان - كوريا الجنوبية. 

'الرّاوي.' 

كانت أيام موجة الصيف الأشد حرارةً على وشك الإنتهاء كما أعلنت وكالة يونهاب للأرصاد الجوية لكن مع ذلك كانت الشمس المُحترقة فوق شوارع المدينة لا تبدو وكأنها تضمر أي نيّة للاختفاء بشكل سحريّ فجأة مثلًا. كانت الطرق المُسفلتة الجامدة تعكس كمية مهولة من الحرارة جعلت جميع السكان يتراجعون في منازلهم الرطبة الظليلة. 

كان الشارع خاويًا تماماً إلا من مجموعة من الأولاد الذين يلعبون كرة القدم بالقرب من رشاشات مياه ريّ حديقة أحد الجيران التي تُفتح بمفتاح تلقائي كل نصف ساعة بما أن رسوم الدخول لحمام السباحة العموميّ قد ارتفعت بنحو ٤ ينّات بسبب زيادة الضرائب على المكان.

تظهر كافّة شوارع مدينة أولسان في حالة رثة حتى بعد الإصلاحات والتمويل الذي قدمه مرشّحي مجلس النواب في الحملات الترميمية الخاصة بهم، ربما كان الحلّ الأصلح لها أن ينفجر فيها مفاعلًا نوويًا ويُعاد بناؤها من الحضيض مجددًا كما يعتقد لي مينهو. حتى أن المدينة أصبحت تعاني من الجفاف دونًا عن المصائب التي تنهال عليهم كل صيف وأصبحت مرشّات الماء مثل النعيم اللحظي للأطفال، كان ذلك في حد ذاته مُدعاة للبؤس. لا مجال لوقف الأشياء للإنحدار إلى ما هو أشدّ سوءًا. لذلك يعتقد أن انفجارًا بسيطًا لمفاعل نووي لن يكون مثل المفاجأة الكبيرة للناس هنا. 

المشكلة هنا أن كوريا الجنوبية لا تمتلك أية أسلحة صاروخية لكنها تمتلك سلسلة من الصواريخ بعيدة المدى من طراز هيونمو كروز التي تشبه صواريخ توماهوك الأمريكية. وهنا شعر مينهو بأن لا بُدّ له أن يعود للواقع بما أن أفكاره تحولت من المسار التجريدي إلى آخر بتفاصيل شديدة الدّقة والذي لا يبدو مثل علامات طيبة للغاية على صحته العقلية، رُبما عليه أن يُحجّم من وزن المصيبة. مثلًا يُحرّر أفيلة من حديقة الحيوان أو ما شابه. 

قوّس لي مينهو ظهره واضعًا ملامح شديدة الجدية وهو يمرر عينيه على بضائع صبغات الشعر المرصوصة على الرف داخل المتجر. لم يكن مينهو من الزبائن الدائمين لمتجر المدينة المحليّ لأنه يرفع الثمن حوالي ٥ بنسات. لم يكن هنالك أية سبب يدفعهم لمثل هذا الفعل إلّا شئ من الغرور بما أنه محل مُموّل من الجيش، ومينهو كان يعاني من حساسية مفرطة تجاه رائحة عرق المُتعاليين أخلاقيًا. كان لديهم على ناصية الشارع كشكًا صغيرًا وبالرغم من أن مساحته فعلًا ضيقة إلّا أنه كان يجلب كافة أنواع البضائع باستثناء صبغات الشعر، كان فقط لديه صبغة صفراء منتهية الصلاحية. 

”هذه أم هذه؟“ يرفع مينهو عُلبتين من صبغات الشعر بالجوار من رأسه، مُتطلعًا للإجابة حيث تجلس شقيقته لينا فوق صندوق من أكياس المعكرونة المُغلّفة. 

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 03, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

The roulette | الرُوليتWhere stories live. Discover now