الفصل الثامن : ( أين كنت !)

69 34 10
                                    

رفض أمجد فكرة التخفي التي طرحتها عليه غيث سابقا لأنه وجدها فكرة غير مريحة له إطلاقا ، كما قد خطر على باله إحتمالية إنكشاف الغطاء عنه في أي لحظة وإمكانية قتله أو وقوعه في متاعب أخرى ...

عكس جون الذي فضّل الفكرة بحجة أنه سوف يدخل عالم البشر وسوف ينظر إليه هذه المرّة عن كثب ..
قال أمجد : أنت لن تذهب صحيح !؟
- ولكني جائع يا أمجد ..
- بالله عليك ألا تستطيع أن تصبر أكثر
- ولكنّي ..
-أنصت لي هذه المرّة فحسب وكف عن التصرف بطفولية إتجاه الأشياء من حولك !
حينها إلتف جون نحو غيث وقال : أنا أعذرك ولكني أظن أنه ليس بإمكاني مرافقتك رفقة صديقي إلى المطعم
قالت له غيث ملوّحة بيديها في السماء علامة عدم الإكتراث واللامبالاة : حسنا ، لا عليك .
ومن ثم عادت ناحيته وقالت : أستطيع أن أوفّر لكما الطعام إن أردتما رفقة كائنات مثلكما .
حدّق فيها أمجد مستغربا ومن ثم قال : مالذي تقصدينه ؟
- إتبعاني فحسب وستفهمان كل شيء آنذاك .
تبعها أمجد على عجل ولكن جون هذه المرّة لم يتحرك ساكنا
قال أمجد لجون : ماخطبك يا فتى !؟
- ألم تقل لي توا أن لا نقوم بأي تحرّكات من شأنها أن توقع بنا في المصائب مجدّدا !
- أجل ولكن هذه المرّة ..
- هااا أجل أجل وكأنك تعرف أخبار المستقبل حتى تقول لي هذا الكلام الآن
- جون أرجوك لم أنت صعب المراص هكذا
- هذا لأنك..
قاطعت غيث حوارهما الحاد حينذاك قائلة : فلتتمهلوا يا رفاق أظن أن بطونكما فارغة جدا لدرجة أنها قد أثرت على عقليكما إتبعاني فحسب .
حينها ردّ أمجد وجون في نفس الوقت قائلين : ماذا ، هل ..
- هههه ، على رسلكما ظننت لوهلة أنكما سوف تقومان بضربي ، هيّا من يصل أخيرا سوف يكون الأكثر حماقة من بيننا .
ردّ عليها جون وهو يبادل أمجد نظرات خبيثة قائلا : ههه حسنا فليكن لك ذلك إذا !
ركض الثلاثة في الشاطئ بأقصى سرعة يمتلكونها وكان جون في الصدارة ومن ثمّ يليه أمجد ، وبعدها بكثير جدا كانت تتبعهما غيث و قلبها على وشك التوقف .
وصل جون رفقة أمجد إلى البيت ولكنّ غيث لم تصل بعد وكانت تتمشى بصعوبة كبيرة ، عاد جون نحوها مسرعا ومن ثم أمسك بيدها وأسرع في مشيته ومن ثم إلتف ناحيتها وقال : أنت بطيئة حقا أيتها الحمقاء .
- من الذي تنعته بالأحمق أيها الغبي !
- إنني..
حينها توقف جون في مكانه ساكنا وسحب يده من غيث تلقائيا وقال : مااا.. مالذي تفعله هنا !؟
ردّ عليه يوهان قائلا : ههه ماخطبك ؟ هل إشتقت لي كثيرا ؟! لقد أوصيت بك على أمجد و...
لم يستطع يوهان إكمال كلامه وذلك بعد عناق جون المفاجئ له وقال : نعم لقد إشتقت لك كثيرا أيها العجوز ، حمدا لله على سلامتك
- ههه ، لم يقلق عليّ أحد منذ زمن طويييل ..
حينها خرج أحد ما من داخل البيت ذو شعر أزرق وعينين عسليتين تشعان في ظلمة الليل يحمل بيده اليمنى سيفا فلاذيا كبيرا وقال ليوهان بغلظة : اه منك يا يوهان لقد كنت أتفقد أمرك كل أسبوع أو نسيت .!؟

حينها حدّق كل من أمجد و جون نحو يوهان بإستغراب كبير منتظرين منه تفسيرا عن الذي يحصل أمام أعينهما الآن ، ففهم يوهان مرادهما وردّ قائلا: حسنا لدينا الكثير لنتحدث عنه اليوم يا رفاق فلتدخلوا أوّلا ، وأنت ياغيث هل فعل لك جون شيئا؟
- لا ، لم يفعل شيئا سوى أنه قد ناداني بالحمقاء للتّو
- إعذريه ، فهو يظن كل الناس حمقى مثله
حينها ضحك الجميع بشدّة وشعر جون بإحراج وسخط كبيرين وقال ليوهان على غضب : أنا أسحب كلامي يا يوهان لم أشتق لك أبدا
- لا عليك يا فتى نحن نمزح فحسب !
- ها نعم نعم أدرك ذلك .
قالت غيث : إذا هيا بنا ، ألن تدخلو !؟
ردّ عليها يوهان قائلا : بالطبع
ومن ثمّ ذهبت غيث مسرعة نحو يوهان وقالت له هامسة في أذنه وهي تشير بإصبعها نحو أمجد وجون : إن هاذين الإثنين جائعان جدّا وقد يلتهمونك إن عاكستهما في الكلام
سمع جون كلامها فردّ عليهت قائلا : لا تقلقي يا غيث فأنا لا أحب طعم الشياطين ، ولكني أحب في تجربة لحم البشر بشدّة.
حينها ركضت غيث مسرعة في البيت وقالت وهي تطلب النجدة : سيلا فلتتكلم معه إنه يريد أكلي !
حينها إستدار جون و أمجد في نفس اللحظة نحو الرجل القابع أمامهما في الأرض وناديا بصوت يملؤه التعجب والحيرة : سيلا أما زلت حيّا حقا !!

بيني وبينك عالمان Where stories live. Discover now