flash back -2

42 3 15
                                    

" نشأة جارال "

" هيا تعالَ لهُنا بسرعة

نادى بِضعُ أطفالٍ على صديقهم الذي كان يحمل مثلجاتٍ بكرات متعددة ويركز في موازنتهن كي لايسقطن

" اتيت اتي... آه

اسرع بخطواته تلبيةً لندائهم ولكن ترصدت حجرةٌ في الطريق خطواته ليتعثرَ بها ويسقُط

شهق رفاقه بصدمة من انهيارِ برج المثلجات وتناثره على الأرض، حتى ان صدمتهم بسقوطه كانت اكبر من سقوط رفيقهم

فتح الفتى عيناه بعدما توسد الأرض ليرى تلك الطامة الكبرى

بين صدمةٍ وألم من السقوط تغرغرت عيناه بالدموع، لقد كان يدخر لأسابيع كي يشتريه

اجل اسابيع لأجل برج مثلجات فهذا الحي يتصف ببساطة سُكانه بالمدخل المادي فجميعهم يتراوحون بين خط الفقر وفوقه بقليل

" هل انت بخير

لكن يدٌ بيضاءُ حملتهُ فورا لتنفضَ التراب من ثيابه

رمشَ عدةَ مراتٍ اثناء النظر اليها، رغم بساطةِ ثوبها  لكنها حملت جمالاً ونقاءاً مذهلاً، شعرٌ متموج كتموجات ولون البِحارِ تماماً وملامحٌ ريفية ناعمة بعينين واسعين سوداوين

" هل انت بخير

تمتمت بقلقٍ بينما الآخر افاق من حُسنها ليعود لواقعه المأساوي... برج المثلجات

" مث.. مثلجاتي

قال بين شهقاته اثناء دلكه لعينيه محاولاً اخفاءَ دموعه

" لا بأس المهم أنك بخير

قالت وهي تتفحصه للمرة الاخيرة، لحسن الحظ لم يجرح بجرح نازف

نهضَت لتطبطب على رأسهِ وتسير لكن استوقفها صوت شهقاته التي لم تتوقف

تنهدَت بتعب، عليها ألا تفعل هذا لكن من قد يقاوم مثل هذا الموقف

عادت لتجثو بجواره لتقول

" فالأرك خدعة سحرية

فورما قالتها جذبت انظار الفتى وكذلك باقي الاطفال المتجمهرين حولهم

حركت يداها يميناً ويساراً واغمضَت عيناها متظاهرة التركيز

لتمد يدها لخلف أذنه وتعيدها ومعها عشر دولارات!

اطلقَ جميعُ الأطفال صوتاً مذهولاً من هذا بينما الفتى توسعت عيناه لتبرق بدهشة

الى عالم جديد ومختلفWhere stories live. Discover now