ألماضي أراد موتي

Začít od začátku
                                    

تعالت ضحكته ، أنه يسخر مني ومن ألمي يضحك على ضعفي وهشاشة جسدي
لو كنت في كامل قوتي لأستطعت تمزيق الحبال بسرعة ودون أي جهد ، ولكن بجسدي الضعيف والممزق هذا لم استطع
جسدي الهزيل الذي لم يذق الماء أو الطعام لأيام أو حتى أكثر

تعالت ضحكاته أكثر ، يضحك الآن ويتبدد الغضب في داخلي ، شددت يدي بقوة وانزلق الحبل من يدي
مشحماً بالدم الذي تسبب فيه الإحتكاك بالتدفق

"يا اللهي لقد أبليت بلاءاً حسناً " صفق عندما حررت نفسي كليا ليضع امامي صحن طعام ويبتسم بتلك الابتسامة المثيرة للاشمئزاز التي تخفي داخلها نوايا الشر المطلق ، لكننني لم اهتم وفي يأس ألقي بنفسي على الصحن لآكل ما تبقى من اللحم ، كان غير مطبوخ جيداً ، أنه غير طازج أبدا وأعتقد أن هناك خطأ فيه ، فمع الطعم النيء أستشعر شيء آخر غير ذلك ولكنني لم أكترث جوعي ولهفتي لتناول الطعام طغى على أي شيء في جوارحي ، تألمت أسناني من القضم الشديد ونزفت شفتي المتشققة بسبب المضغ لأنها كانت متيبسة بينما يستمر اللعين في الضحك

وفجأة بدأ جسدي في التشنج و بدأت اسعل وأبصق الدماء من فمي "أنه سم ! " فكرت في نفسي وأنا اضغط بقوة على معدتي التي باتت تحترق ، بقدر ما كان قوياً ومؤلما أنا أحاول تنظيم انفاسي ودقات قلبي المضطربة
في البداية لم يكن الأمر مهما أليس كذلك ؟
لطالما تعلمت مقاومة السم الذي يغمر عروقي كما هو الآن ولكن ، معدة خالية لأيام تفطر على سم قاتل وقوي كان هذا كثيراً جداً بالنسبة لجسدي لتحمله
شعرت أن بطانة بطني تتقشر وتتحلل بسبب السم الذي يسري في عروقي وبهذا الجسد الفاقد للمناعة
أجل فقد فقدت كل مقاومتي ومناعتي بسبب ألمي الشديد وتعذيبي المستمر وجوعي وجفافي الدائم
لم يتبقى لدي ولو ذرة طاقة أتمسك بها بجسدي المرتعش هذا الذي ينتفض الآن كورقة شجرة تساقطت أوراقها من الجفاف والعطش

إنه يغلي في أحشائي ويجعل فمي مثل فوهة بركان مشتعل ،  بات الطعم اللاذع للدماء يملأ فمي وأنفي ليقطرا على الأرض بقطرات متتابعة خلف بعضها
تشوشت رؤيتي أكثر بينما باتت أنفاسي مضطربة أكثر
علت ضحكات اللعين على صوت دقات قلبي ألمتسارعة ، كان يضحك ! كان يضحك على ألمي ويستمتع بتعذيبي هكذا كل يوم

صمت فجأة منبهر بقدرتي على المقاومة إلى الآن
لقد فوجئ بأمكانيتي لكن هذا ما زاده سعادة وأعطاه فكرة افضل عن تعذيبي

سقطت على الجانب واضعاً خدي على الأرض الحجرية الباردة ممسكاً بقوة بقلبي الذي يكاد يخرج من صدري وانا أتمزق ألما وبدأ جسدي ينتفض بقوة واطرافي تصلبت من قوة السم الذي يسري في عروقي
بينما أنظر إليه بنظرات اليأس والألم وأنا الهث بحثاً عن الهواء بعد أن أختنقت في أنفاسي بسبب أقتراب وصول السم وغمر قلبي ليقتلني تماماً

وقف أمامي مبتسماً وباتت أقدامه تلامس جسدي المهشم الذي يصارع لأجل روحه التي ستخرج في أي لحظة ، انحنى  ممسكاً بشعري رافعاً رأسي لأعلى
امسك بفكي وفتح فمي ليفرغ الترياق بفمي ألمليء بالدم القرمزي الذي لا زال يتدفق
أبتلعته بضعف وبكل ما تبقى لي من قوة
" أحسنت أيها الصغير" ربت على رأسي وتركني

أنتَ لي 🩸دُميتي 🩸Kde žijí příběhy. Začni objevovat