34. جُزء .. مفقود !

Start from the beginning
                                    

_ أعتقد أنك مُخطئ ، لم أسمع بهذا الإسم هنا ، لا في الوردية الصباحية أو حتى المسائية.

أردفت بجمود : غادر من فضلك.

اتسعت ابتسامته مُهدئاً وهو يرفع كلتا يديه فوراً : على رسلك أيها الشاب لما أصبحت عدائياً فجأة !

_ سأكرر هذا مجدداً ، انتهي عملي بالفعل .

قلت ذلك بينما أدفع الباب لأغلقه ولكن قوله قد استوقفني وهو يقول بتهكم وجفاء : السابعة صباحاً إذاً .. لا بأس ، أتوق لتجربة المخبوزات الطازجة وفنجان قهوة ساخن.

نظرت إليه بهدوء مطولاً أحدق إلى ابتسامته الماكرة بصمت..

هو على يقين أنها تعمل هنا ، يبدو واثقاً من قوله.

من يكون تحديداً !! أياً تكن هويته كل ما أعرفه انه رجل نتن غير سوي !

هل سيتحتم عليها ان تغير توقيت ورديتها لتتفاداه إذاً ؟

لا حل سوى .. الكذب! ، وهذا ما فعلته إذ تنهدت وقلت أمرر يدي اليسرى على شعري أصيغ كلماتي بهدوء : تم تعييني هنا مؤخراً ، ليست المرة الأولى التي أقابل فيها من يسأل عن تلك المدعوة تاتيانا ، يقول زملائي أنها كانت تعمل هنا بالفعل ، واستقالت قبل فترة وجيزة.

ظهرت تقطيبة صغيرة بين حاجبيه وقد تعلقت عيناه علي بشيء من التفاجؤ يجوبه الاستنكار لأكمل ببرود : أنا هنا بديلاً لها ، لذا ابحث عنها في مكان آخر.

استنكرت علو صوته وهو يتساءل بعدم اقتناع والغضب ينتابه تدريجياً : غادرت المقهى !! إلى أين هربت مجدداً تلك الصغيرة العاهرة!

رفع يمناه يحك شعر رأسه الخفيف المليء بالشيب وهو يتذمر مزمجراً بغيظ : اللعنة !

برزت عروق عينيه وبدت محمرة بشدة وهو يعض على شفتيه غيظاً قبل أن يقول يجز على أسنانه بقهر واضح : تاتيانا ..

هذا الرجل ..

نواياه تنضح من كلتا عينيه بوضوح ، الحقد والكراهية يتنافسان على التربع على عرش ملامحه وقد فشل في كبح نفسه وهو يقضم ظفر ابهامه الأيمن يهمس وهو يستدير : لن أبقي عظمة واحدة سليمة في جسدها ، المُحتالة الحقيرة !

عقدت حاجباي بإستنكار أنظر إليه بإشمئزاز ولكنني سرعان ما أجفلتُ إثر صوت مُدوي خلفي في ركن القهوة بدى لوقوع إحدى أدوات الركن فالتفتُ بإضطراب مدركاً إلا كون ذلك الثمل قد انتبه واستدار أيضاً ..

تلك .. المتهورة!

أسرعت أنظر إليه أرتدي قناع البرود بينما أقول بإيجاز شديد : أبقيتُ الباب مفتوحاً ، أخشى أنكَ تسببتَ بدخول أحد الجرذان الفضولية ..

ارتجفت شفتيه إثر غيظه الذي لازال يسيطر عليه ، بل واقترب يقلص المسافة مجدداً وتفاجأت به يقول بحنق : دعني ألقي نظرة ، لعلها تركت خلفها شيئاً ، ابتعد!

بَيْنَ الرّذاذْWhere stories live. Discover now