part 2 ( 1 )

13 1 0
                                        

****

ماذا لو عاد معتذرًا؟
معتذرًا !!
معتذرًا عن ماذا !
إرتطم بي في كتفي بالخطأ ؟
أم تأخر على موعد اتفقنا عليه !
ألربما معتذرا لأنه لم يلقِ عليَّ تحية الصباح مثلًا!؟
أو لأنه نسى إهدائي باقة من الزهور متغزلًا في عيناي!!!


أتشفى جروح القلب و عِلاته بالإعتذار !
وإن شفيت فماذا عن الندوب !؟
أيتوقف نزيف الروح بكلمة " أعتذر " !؟
أتسامحنا الوسائد على الدموع التي ذرفناها فوقها!
أتسامحنا الأعين على ليال ذبلت فيها بالسهر والبكاء وحرمان النوم !
أينسى العقل أيام من التفكير المفرط أرهقته ليلًا نهارًا لسماعه كلمة " أعتذر " ؟
لا أريده معتذرًا بل لا أريده على أية حال ولن يعود معتذرًا فهو أضعف و أجبن من الإعتذار فحتى الإعتذار يحتاج إلى شجاعة هو لا يملكها و لن يملكها
لم نتعلم الكره يومًا و لن نرهق أرواحنا بهذا الشعور فإما صديق أو حبيب و هو ليس هذا و لا ذاك فما عاد سوى غريب لا يمثل شيئًا على الإطلاق فكيف له أن يعتذر !؟

- ماذا لو عاد معتذرًا ؟!
لا مكان له و لو جاء بثقل الأرض ندمًا!!

ابتسمت راسيل و هي تنظر من نافذة غرفتها المطلة على الحديقة حيث كان إيلام يركض خلف أورا و الآخرى تضحك هاربة منه .. كان عمرها سنة اليوم على الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ستتمم سنة مع ذلك كانت تستطيع الوقوف على ساقيها .. اللعينة الصغيرة منذ اليوم الذي تحركت فيه و لم تترك مكانا لم تحشر نفسها في وسطه .. حرفيا أفقدتها عقلها مرة تجدها في الثلاجة و مرة وسط آلة الغسيل و مرة أخرى في درج الحمام بجانب مواد التنظيف نائمة .. مع انها حريصة جدا و تراقبها كظلها مع ذلك الصغيرة كانت ماكرة بمجرد أن تنام تنزل من السرير و تزحف بعيدا عنها ..

هزت رأسها بسخرية و هي ترى كيف كانت تبدوا جميلة جدا .. نسخة مصغرة عنها شعرها بني قصير ناعم و لكن يشكل دوائر حلزونية مضحكة .. بشرتها عادية عيونها كبيرة و تمتلك رموش كثيفة جدا إضافة إلى أنف صغير و شفاه كرزية ... لم تأخذ من والدها شيئا من شكله و لكن داخلها نسخة عنه .. لديها روح قيادية جبارة و شخصيتها عنيدة .. حرفيا تمتلك نظرته المميتة و تصبح مرعبة أثناء الغضب .. آخر مرة غضبت كسرت كل ألعابها و هذا كله لأنها ارادت أن تغير لها ملابسها .. الشرسة تكره خلع ملابسها مثل والدها تحب دائما البقاء بملابس الخارج على أمل أن تخرج قليلا ... و هذا حقا يمزق قلبها .. مع كل يوم تكبر فيه طفلتها كانت تلاحظ أنها محرومة من عدة أشياء يحظى بها الاطفال في عمرها ... صغيرتها لم ترى البحر و لا مرة .. لم تذهب لمدينة الملاهي .. لم تتجول في الشوارع و الطرقات .. لم تأكل في المطاعم و ترى أطفال في سنها لتلعب معهم .. حرفيا كانت أسيرة هذه الأسوار العالية و بشخصيتها المتمردة كانت تجد صعوبة في التحكم فيها ... هزت رأسها بسخرية تلاحظ كيف ضربت إيلام بالكرة بينما سقط الآخر يدعي أنها هزمته لتنفجر صغيرتها ضحكا تصفق بيديها ... أضيفوا لمواصفاتها أنها مجرمة صغيرة تحب الضرب و العنف لا تفهم من أين لها بذلك ... كل مرة تراها تتحدث في الهاتف و ترفض أن تقدم لها الهاتف تقوم بسحبها من شعرها و تأخذ منها الهاتف بالقوة .. لديها قوة كبيرة أصابعها رغم صغرها و لكنها فتاكة .. أصلا قد تنسى أي ألم في العالم و لن تنسى يوم ولدتها .. تبا حرفيا كادت تموت في ذلك اليوم لم تخرج إلا بعد أن سحبت منها انفاسها و رغم أنها كانت منهكة .. متعبة و فاقدة لكل قواها إلا أنها لم تسمح لجسدها بأن يتغلب عليها .. لم تنم حتى رأت وجه طفلتها و احتضنتها و ما إن قدمتها لإيلام ... في تلك اللحظة فقط نامت و هي مطمئنة عليها إيلام الوحيد الذي سيموت من أجل صغيرتها بدون أن يرف له جفن .. من يراه سيعتقد أنه والد الطفلة ..

ضغطت على أسنانها و هي تتذكر اللعين الآخر ... لم تراه منذ ذلك اليوم .. مرت بالفعل سنة و ثمانية أشهر كاملة لم ترى فيها وجهه مع ذلك تعلم أنه يراها .. تعلم أن عيناه عليها و على عاءلتها لأنه وعدها و فلامينغوا لا يخلف بوعده بالفعل رأت في العديد من المرات آريكسو و جادس أو دايڤ .. حتى جيڤ و لينا و لكن لم تراه .. فقط هو من لم تراه عينيها و كان هذا أفضل بحق الجحيم كان ذلك أفضل شيء حدث لها إبتعداهما عنه .. قرارها الذي أخذته كان هو الخيار الأفضل .. لا يحبها و لا يريد أن يحبها لذلك حررته و المقابل حماية عاءلتها .. وضع لها عدة شروط و هي عدم الخروج بدون حراسة .. التوقف عن العمل و التصوير و العديد من الأشياء الأخرى و هي قبلت بها جميعا من أجل طفلتها قبلت بكل شيء لأن حياة أورا أهم لديها من العمل و من التفسح ...

توقفت عن التفكير و هي ترى إيلام يدخل من الحديقة برفقة أورا لتتوجه ناحيتهما ساحبة الصغيرة منه بينما تكلم الآخر بعد أن قبل خدها : الجو راءع راسيل دعينا نطعم أورا و نخرج مجددا ..

ابتسمت تمسك الغبي الكبير من خده بقوة : أحيانا لا أفهم هل أنا أم أورا أو أمك إيلام .. احتضنها من الخلف بينما مشى بها ناحية المطبخ يتحسس بطنها التي عادت صغيرة مثل قبل : أنا زوجك و إبنك الكبير و أخ أورا و والدها و صديقك و كل شيء تريدينه و الآن إخرسي و أطعميني لأني سأموت من الجوع

أنهى كلامه يبتعد عنها ما إن دخلا المطبخ لتهز رأسها بسخرية و هي تراه يأخذ منها الصغيرة محتضنا إياها بقوة و جلس على الطاولة يخبرها أن هذه تسمى شوكة و الآخرى تسمى ملعقة في حين الصغيرة تضحك ممسكة إياه من وجنتيه بيديها الصغيرتين كأنهما حقا أب و طفلته و هذا جعلها تبتسم مرة أخرى بعيون دامعة تسأل في أعماقها شخصا لن يسمعها أبدا .. لماذا لست أنت من يكون هنا ! ... لماذا لست أنت من تحمل صغيرتك .. من تحتضنني .. من تدمع عيناي و أنا أرى جمال عاءلتنا .. فقط أخبرني لماذا ! ...

مسحت دمعة سقطت من عينيها بسرعة لتستدير ناحية الطعام و أخذت تضعه في الصحون كل ثانية تأتيها صورة الوغد أمام عينيها .. سواء فتحت عيناها أو أغمضتهما .. في الحقيقة أو الاحلام لا طالما يزورها كل يوم .. كل شخص ننسى ملامحه ما إن يغيب طويلا أو على الأقل يصعب علينا تذكر تفصيله بوضوح إذا لماذا تراه الآن كما لو أنه حقيقي يقف بجانبها أمام رخام المطبخ و يساعدها في تحضير الطعام ..

أفاقت على نفسها ليختفي من أمامها كالسراب بمجرد أن تكلم إيلام خلفها يسألها إن كانت تحتاج مساعدة لذلك هزت رأسها تضع لهم الصحون فوق الطاولة لتجلس مقابلة لهما .. كان يطعم أورا بيديه و ليس فقط الطعام إيلام حرفيا كان مسؤولا تماما على صغيرتها .. يلعب معها .. يطعمها بنفسه يغير لها حفظاتها ... يحممها و يسهر على نومها أو مرضها .. في تلك اللحظة تذكرت يوم ولادتها اووه تبا كم كان يوما عصيبا .. حقا كان يوما متعبا بشدة من لم يجرب ألم الولادة لا يحق له فتح فمه و التكلم عن الألم أبدا ..

انتهوا من تناول الطعام لتجمع الصحون بينما توجه إيلام بأورا للحمام كي يغسل لها وجهها ... طوال الطريق و هو يبتسم بسخرية بسبب أصابع أورا اللعينة حرفيا لديها مفك صواميل و ليس أصابع كل مرة تقرصه فيها تجعله يتألم .. امسك إصبعين لها بين أسنانه و ضغط عليهما قليلا لتنفجر الصغيرة ضحكا .. حرفيا نسى كم من مرة طلب من راسيل أن يجروا تحاليل الحمض النووي على الصغيرة ليتأكدوا أنها إبنة فلامينغوا يا إلهي لا تشبه والدها في أي شيء من شخصيته عدا الوحشية .. ذلك طوال اليوم يعبس و هذه طوال اليوم تفتح فمها تضحك .. الآخر وجهه يساوى البوؤس بمعناه الحقيقي و هذا الوجه الصغير الجميل بالنسبة له يساوي الحياة .. قرب لها يديها من حوض الغسيل لتبدأ أورا في اللعب بالماء و رشه به و لم تتوقف حتى جعلت الحمام بأكمله مبللا و هو أيضا بللته و لم تكتفي بذلك بل بللت نفسها أيضا ...

و الآن راسيل حقا ستتحول لوحش ... اللعينة أصبحت مهووسة نظافة منذ اليوم الذي أنجبت فيه أورا حتى ألعابها تعقمها لأنها تحشرها في فمها ... اخذها للغرفة و بسرعة خلع عنها ملابسها كي لا تمرض ثم وضعها على السرير يخرج لها ملابس أخرى جافة .. مع أن الأطفال لا يميزون و لكن أورا حرفيا كانت تفرح كثيرا إذا ارتدت اللون الأسود اللعينة اختارت لونها المفضل من الآن ... جلس بجانبها مرة أخرى يعض على شفته و هو يرى الصغيرة تمسك عضوها الصغير و تلعب به تصفعه تارة و تخنقه تارة أخرى ليضحك بأعلى صوته هامسا لها بصوت منخفض : أورا .. صغيرتي نصيحة مني أتركيه .. هيا بيبي اتركي عضوكِ لا تنحرفي من الآن لا زال الوقت مبكرا ... نظرت له الصغيرة بعدم فهم ليكمل مومئا رأسه : أعلم .. اقسم بخالق السماء أني أعلم بأن الانحراف وراثة يجري في دمكِ و أعلم أيضا أن دماءك عاهرة مثل والدكِ و لكن أنا أريد مساعدتك ستؤدين نفسك هل تريدين هذا ؟.. و شهق يضع يديه على فمه لتفعل الصغيرة مثله شاهقة و وضعت يديها الصغيرتين على فمها تعيد حركات الأكبر منها ...

هيا و الآن حقا لم يتحمل إيلام ذلك لهذا إنقض عليها يدغدغها و يقبل لها عنقها و بطنها ينفخ عليها بينما كانت أصوات أورا تملأ المكان جاعلة من راسيل تضحك بسخرية من خلف الباب و هي تحدق بهما .... دخلت للداخل لتضرب رأس إيلام بخفة من الخلف جاعلة إياه ينظر لها بوجه مصفر قبل أن يبدأ في تلبيس أورا لملابسها قبل أن تمرض

حملت صغيرتها بين يديها تهزها كي تنام بينما التفتت لإيلام بطرف وجهها : بعد خمسة ساعات عيد ميلاد أورا ..

أومأ لها بإبتسامة واسعة ليمسك قدمها الصغيرة يتحسسها و يدغدغها عليها : أجل ستصبح سنة أمام الناس .. مع انها بلغت سنة قبل ثلاثة أشهر و لكن الجميع في الخارج يعتقد أن اليوم عيد ميلادها .. فقط سأتمنى لها طول السنين و أساسا أنا أتمنى ذلك لها كل يوم ..

حقا صغيرتها أتممت السنة قبل ثلاث أشهر و لكن تم تقييدها أصغر من عمرها الحقيقي بثلاثة أشهر ... علمت من فيكتينا أن أول شيء فعله فلامينغو بعد ان خرج من السجن أنه سأل عنها و حين أخبرته أنها حامل بطفلة سألها عن شهر الحمل و من حسن الحظ كانت فيكتينا في صفها ... أخبرته أنها حملت بعد سجنه بشهر كامل مما قتل شكه في أن تكون أورا طفلته مع ذلك لم يقطع الأمل بل جعل فيكتينا تأتي له بشعرة من رأس الصغيرة يوم ولادتها ليتأكد بالفحوصات و هي قامت بأخذ شعرة من رأس إيلام لتبدوا أورا طفلة إيلام أمام الجميع لا يعلم الحقيقة سوى هي و فيكتينا و إيلام بالإضافة للينا التي أقسمت أنها ستحفظ سرها و أساسا تثق بها كثيرا .... هزت رأسها مسندة إياه على كتف الأحمق اللطيف بينما احتضنها هو يحاوط خصرها بيده و نظر كلاهما للمرآة أمامهما يرون صورة عاءلتهما الجميلة ... أب و أم و طفلة ... عاءلة سعيدة .. أجل راسيل حصلتِ على عائلة سعيدة رغم الحياة القاسية .. رغم الظروف القهرية المحيطة بك ... حصلتِ على طفلة كما تمنيتِ دائما .. منزل جميل و زوج يحبك بشدة و يهتم بك و بصغيرتك ... هل رأيت .. هذه هي السعادة ....

و هذا جعلها تبكي أجل بكت من شدة سعادتها و هي تشعر بإيلام يعتصرها بيده كي يوقفها عن البكاء .. مع ذلك لم تتوقف لأنها لم تكن سعيدة حقا .. إعتقدت أن إبتعادها و الزواج .. إنجاب طفلة و بيت دافيء هو السعادة و لكنها كانت مخطئة .. لن تنكر أنها سعيدة لوجود من يحبونها و تحبهم حولها .. و فخورة بتحقيقها لحلمها رغم كل شيء .. رغم أن الموت يسحبها مع ذلك مزقت يديه ببراثينها و تمسكت في الحياة بأسنانها حقا كانت سعيدة لكل هذا و مع ذلك .. رغم كل هذا كانت فارغة من الداخل ... قطعة كبيرة في قلبها كانت فارغة لا يوجد من يملأها .. جزء كبير من قلبها أخذه منها .. استولى عليه و رغم حيازتها المادية لذلك الجزء إلا أن الحيازة المعنوية كانت له ... شيء داخلها يحن لتلك الأيام .. كل مرة تغمض فيها عينيها تراه حقا .. ترى أنه هنا يناديها ككل زوج ينادي زوجته .. يقبل خدها و يخبرها أنها جميلة اليوم ... يحمل طفلته و يخبرها أنه سيموت من أجلهم إذا تطلب الأمر .. حقا مجرد تخيل كل هذا يجعل دائما قلبها ينبض بجنون .. يجعلها تنام على أمل أن تفتح عينيها و تراه بجانبها ... كانت و لا زالت تحبه حقا .... لا تعلم متى ينتهي هذا الشيء المؤلم داخلها و لكنها لن تنكره ما دامت حية .. ستقولها بينها و بين نفسها .. ستردد كل يوم أنها أحبته و خذلها ... أنها كانت أكثر أنثى في الكون تحبه و تعشقه و لكنه لم يفعل المثل ... أنه أهانها و لآخر ثانية لها في قصره أذلها و دعس فوق كرامتها ... رغم كل صراعها مع نفسها كي ترحل إلا أنها عادت من أجله .. من أجل حبه و ماذا فعل في المقابل .. آراها كم أنها رخيصة و بدون كرامة ... مزق قلبها رغم علمه أنها تخوض حروبا داخلية و زادها هو إحراقا ... لن تندم على شيء فعلته ذلك اليوم ... وعدت نفسها أنها ستحفظ ما تبقى من إنسانيتها .. سابقا كانت وحيدة الآن أصبح لديها إبنة لا يجب ان ترى أمها بدون كرامة و تتعذب بسبب رجل ... صغيرتها يجب أن تكبر و تصبح بشخصية قوية عكسها كي لا تذل مثلها ... و هو إنتهى .. سافيدش أصبح صفحة حزينة من كتاب جميل طوتها و لن تقرأها مجددا .... و مع الوقت ستتخطاه... و كأنه لم يجمع بينهما شيء من قبل

لا طالما رأت داخل عينيه أنه لا يحبها .. و لا تلومه ليس شرطا أن يحبك كل من تحبه و لكن لماذا الكذب ظنت لثانية لعينة من حياتها أنه ربما ... ربما أعني الأمر فقط مجرد ظن تافه منها أنه لربما حمل لها و لو القليل من المشاعر ... ربما سيفتقدها بعد أن ترحل .. انتظرته كثيرا .. انتظرت حقا أن يأتي و يعيدها .. أن يخبرها أنه يحبها .. أن المكان بدونها فارغ و أنه ضاع و هي بعيدة عنه ... حقا انتظرت ذلك حتى ملت من الانتظار .... مع كل ألم لها كانت تهمس بإسمه .. حتى و هي تلد كانت تبكي مشتاقة له تتمنى أن يأتي و يمسك يدها ... لم تغمض عينيها حتى لثانية رغم المخدر فقط لتراه إذا أتى و لكنه لم يفعل .. لم يأتي و لم يشتق لها .. لم يسأل حتى عنها ... تكلمت مع داليدا عدة مرات و علمت منها أنه لم يسأل ... و كل مرة تقول لها أنه بخير كانت تغرس سكينا في قلبها .. بالطبع سيكون بخير راسيل لأنك بالنسبة له لا شيء ...

احست بإيلام يسحب من يديها أورا التي نامت ليضعها على سريرها بسرعة ثم عاد ليجلس بجانبها ممسكا وجهها الدامع بين يديه يمسح عنها دموعها : لا تبكي أرجوك راسيل .. و ابتلع ريقه ممزقا قلبها عليه : دموعك تقتلني لا تبكي .. أعلم صدقيني أعلم أنك تموتين من الداخل .. و أعلم أنك تشتاقين له و لكن أنا عاجز .. لا أستطيع فعل شيء من أجلك ..

أومأت له بتفهم تدفن وجهها في صدره محتضنة إياه بقوة بينما ارتجف جسدها تماما ... شيء داخلها كان يحثه على الارتجاف و كأنها ستتجمد من البرد .. كان شعور الحسرة ... أجل شعور الحسرة .. أقسى شعور يعيشه الشخص .. أن يتحسر على شيء لا يستطيع الوصول له ... أن تكون بين يديه السعادة مع ذلك قلبه .. روحه و كيانه اجتمعوا على شيء واحد و هو هلاكهم ... تبا لنا نحن البشر كم بارعون في إختيار من يحرق قلوبنا بإتقان .... مرر يده على شعرها و دموعه كانت تصارع عينيه كي لا تنزل .. رآها طوال هذه السنة و الاشهر العديدة التي مرت عليه بجانبها .. عاش كل ثانية معها يراها تموت أمامه بحب رجل لا يحبها ... المشكلة أنه لا يلومها الحب أكبر منها .. شعورها إذا دل سيدل على أنها بشر .. أنها أنثى بعد كل شيء و ليس رجلا آلي .. تمسكها بحبه كان أقوى من أن تجابهه لأنه أكثر من يعرف هذا الشعور ..

كان يحبها بكل ذرة من جسده اللعين .. يحبها بطريقة تفقده عقله لدرجة تجعله يتمزق إذا رأى دموعها على رجل آخر ... و نعم يحبها لدرجة تجعله يتمنى لها السعادة .. يتمنى لو يستطيع رسم البهجة على وجهها حتى لو كانت تلك السعادة مع رجل آخر ... لا يهم إذا لم تكن له المهم أن تكون سعيدة .... و لكن في نفس الوقت لا يستطيع لوم ساڤيدش .. أخبرته عن كل شيء حدث معه .. كل شيء حرفيا كيف عانى و هو طفل .. ما فعلوه به و ما جعلوه عليه ... لا يلومه كونه لا يحبها لأن الحب ليس معادلة رياضية .. أنثى جميلة زائد رجل وسيم يساوي حب ... لا الحب شيء مختلف لا تختار له شريكه بل هو من يختاره لك ... قبل جبينها هامسا لها بقلب ممزق : ستتخطين ذلك راسيل .. أعلم أنك ستتخطين ذلك أيضا ستنتهي هذه الليلة و ينتهي كل شيء ثقي بي ...

هزت رأسها تمسك قميصه بقوة تبكي بأعلى صوتها كأنها طفل صغير .. لا قلبها و لا عقلها يتحمل هذا اليوم ... لا شيء حرفيا يتحمل هذا الألم .. لم تبكي هكذا منذ سنة كاملة .. لم تضعف و تنهار بهذه الطريقة منذ سنة لعينة كاملة و لكن هذا اليوم حقا مزقها و يمزقها و سيمزقها داءما .. ما دامت حية ستموت بسبب هذا اليوم لذلك تكلمت .. أفصحت عما يحدث داخلها لأكثر شخص تعلم أنه سيفهمها و لن ينظر لها على أنها ضعيفة لأنه رأى كم كانت قوية طوال هذه الفترة : ستطفيء الشموع بعد خمس ساعات إيلام ... زوجته ستطفيء الشموع بعد خمس ساعات و تحتفل بمضي سنة على زواجها منه ... أعلم أنه حقها .. و أعلم أنها زوجته و لكني أحترق هنا إيلام .. أنا .. أنا و ابتلعت ريقها تبلل شفاهها الجافة : أنا أموت كلما يأتي هذا اليوم ...

أومأ لها بتفهم يدفن وجهها في صدره .. تبا كان حقا يعلم بأنها تموت .. الأمر ليس بيدها فقط تمنى لو كان بإمكانه مساعدتها و لكن ماذا بيده أن يفعل و هو عاجز .. حرفيا لن يتردد في تقديم قلبه للعين الآخر فقط كي يحبها به .. و يقدم له عيناه كي يراها بهما .. في تلك الحالة لن يستطيع رؤية شيء غيرها و قلبه لن ينبض الا ليردد اسمها .. أجابها يأخذ نفسا عميقا كي يبقى قويا أمامها : سينتهي راسيل .. اصدقيني سينتهي هي بضع ساعات و سيعود كل شيء كما كان هيا انظري لأورا .. انظري له ..

نظرت لصغيرتها و هذا جعلها تبتسم بينما تراها تدخل يدها تحت حفاظاتها تحاول تحسس عضوها .. امسكها مارس من يدها ليضعها على خد الصغيرة : هذه أهم شيء راسيل .. لا تنسي أنك فعلتِ كل ذلك من أجلها.. كان بإمكانك البقاء معه .. لم يطلب منك الطلاق و أخبرك أن تبقي إذا أردتِ و لكنك فضلت الرحيل من أجل أورا .. لم تجهضيها و لم تقطعي أنفاسها داخلك رغم حبك لوالدها فقط كي تعيش لذلك لا تبكي .. تذكري أنك أروع أم قد تحصل عليها أورا .. و تذكري أنك أكثر أنثى أحببت ذلك الوغد كي لا تندمي على شيء .. هو الخاسر صدقيني لقد خسر قلبا أحبه بصدق ...

أومأت له توافقه على كل حرف قاله .. أجل هي ضحت من أجل صغيرته .. هي تخلت عن حب حياتها لتحمي صغيرتها منه .. و كما قال إيلام كانت أكثر أنثى أحبته في الكون .. مهما عاش و سيعيش لن يجد إمرأة تحبه مثلما أحبته هي .. و هذا جعلها تبتسم بإنكسار تنظر لإيلام بعيون تحولت للأحمر من شدة البكاء جفونها انتفخت تماما لتبتسم : معك حق إيلام .. لن تحبه أنثى بقدر ما أحببته .. مع أنه مزق قلبي .. مع أنه تزوج بينما يعتقد أني أتمزق لأنجب طفلته للحياة .. و مع أنه يحتفل بعيد زواجه الأول و تجعدت ملامحها تذكر نفسها بكل شيء فعله بعد أن تخلى عنها : و رغم أنه تزوج من فنانة مثلي و جعل إسمها يلمع مكان إسمي .. رغم كل هذا سأتمنى له حياة سعيدة هل تعلم لماذا ...

أجابها الآخر بدون ذرة تفكير و كأنه جرب الإجابة مسبقا : لأنك تحبينه

أومأت له لتمسح دموعها آخذة نفسا عميقا لتبتسم بعد ذلك متخطية الأمر كالعادة : هيا دعنا ننام .. النوم سيخفف من حالتي اللعينة ..

ضحك الآخر ليقف من السرير : اذهبي لتغسلي وجهك و أنا سأجهز السرير .. توجهت للحمام كما طلب منها لتغسل وجهها بالمياه تخفي تحتهم دموعها بينما تحدق بإنعكاسها في المرآة .. تنظر لملامحها التي لم تتغير إطلاقا إذا لم نحتسب غرة شعرها التي جعلتها تطول بنفس طول شعرها ... أجل زوجته تمتلك غرة لذلك هي لم تعد تمتلك واحدة ... لن تنكر أن الغرة القصيرة تليق بها أكثر مع هذا لن تعيدها تعلم أنه تزوج من فنانة و بغرة قصيرة و فوق كل ذلك جعلها تجري عملية تجميل لتصبح شبيهة لها فقط كي يخبرها أن وجودها و عدم وجودها نفس الشيء بالنسبة له ... أن لا شيء فيها مميز لدرجة انه لن يجده في غيرها

قاطع أفكارها صوت هاتفها لتخرجه من جيب بنطالها و هذا جعلها تبتسم بمجرد أن رأت من المتصل .. حسنا ربما تخيلت كل شيء في الكون إلا أن تصبح صديقة مقربة من ڤيكتينا .. اللعينة كل يوم تزور أورا و تأتي لها بالهدايا و اذا لم تأتي بنفسها تتصل و تراها عبر الكاميرا ... ردت عليها تفتح الكاميرا لتسمع ما قالته الأخرى

ڤيكتينا : الساقطة إرتدت فستان أحمر يشبه الفستان الذي إرتديته قبل سنتين في عيد الحب ... و صففت شعرها مثلك .. تبا لها تبدوا جميلة جدا و لكن نسخة مصغرة عنك فقط .. أنت أجمل منها مع ذلك أنا أجمل منكما و ضحكت تعيد شعرها الاحمر للخلف جاعلة من راسيل تضحك بسخرية رافعة إصبعها الأوسط في وجهها

راسيل : تبا لك بيبي ..

هزت الأخرى رأسها لتأخذ رشفة من كأسها : لن أخبرك عن حالك لأن عينيك أكبر دليل لذلك أخبريني كيف حال بطلتي أورا !

راسيل بإبتسامة جميلة : بخير و لكنها لا تريد التكلم لحد الآن .. الطبيب أخبرتني أنها بخير و لكن أعتقد أن الأمر عبارة عن مجرد تأخر في النطق

ڤيكيتينا : طبعا ستتأخر في النطق كيف لا و هي لا تراني كل يوم سوى لساعة واحدة ... لو كنت معها لكانت تكلمت كالبلبل منذ عدة أ....

قاطعتها راسيل تتنهد بملل و من نظرة عينيها علمت أنها لا تريد قصفها لذلك ابتسمت بسخرية معيدة رأسها للخلف : إذا عزيزتي هل اشتقت لي !

راسيل بإبتسامة ساخرة : و كيف سأشتاق لك و أنا أرى وجه المشعوذة خاصتك كل يوم .. غيبي لك أسبوعين ربما أشتاق

لوت ڤيكيتنا شفتيها بإمتعاض : جاحدة لا تقر بالمعروف ... تجعلينني أندم لأني ساعدتك هيا سأكرر في نفسي أني فعلت ذلك من أجل أورا حبيبتي الجميلة .. إبنتي التي لم أنجبها و أدمعت عينيها يبدوا أنها ثملت الليلة : هل تعلمين راسيل .. لم أتمنى شيء من الرب سوى أن أتألم مكانك يوم ولادتك ... سألت الرب لماذا لست أنا من أتألم في الداخل مكانك .. و إنفجرت ضحكا وسط تجعدات وجهها المتألمة قهرا : سألته لماذا جعلتني عقيمة و لكن في النهاية فهمت أن كل شيء يحدث لنا مقدر .. ربما ما يحرمك إياه الرب يكون فيه سعادة غيرك ... أنت مثلا ضحيت بشهرتك و سعادتك مع الرجل الذي تحبينه فقط مقابل أن لا تقدمي المعلومات لأولئك الأوغاد و هذا سينتج عنه سعادة أطفال ربما كان مصيرهم سيكون مثل سيدي .. و أنا أيضا حرمني الرب من الإنجاب كي أشعر بك و أساعدك ... هكذا نحن البشر نقتسم بيننا المشاعر و الأقدار ... لن أحزن مجددا لأني عقيمة سأتذكر أن وجه أورا يساوي كل ذلك ... و إنفجرت بالبكاء ككل أنثى ضعيفة .... ككل إمرأة حرمت من الإنجاب ... كانت فيكتينا من النساء القويات ذات شخصية جبارة و لكن منذ أصبحت مقربة منها رأت فيها جانبا آخر ... تبين في النهاية أن جوهر الناس الحقيقة لا يظهر من أول لمعة ... كم من زجاجة نعتقد انها ألماس لأن الشمس أصابتها .. و كم من ألماس نعتقد أنه حجر فقط لأنه لطخ بالوحل ... كل منا لديه جانب شرير و هذا لا يعني أنه شيطان .. هذا درس تعلمته مع حمراء الشعر و لن تنساه أبدا

مسحت فيكتينا دموعها تعاود الضحك بسخرية كبيرة بينما حركت الكاميرا في الارجاء : أنظري اللعينة جعلت حفلة السنة و كأنها زفاف آخر ... لعينة تغار حتى من إسمك صدقيني تعلم أن ما يجعلها مع الزعيم أنها تشبهك فقط .. ثبتت الكاميرا مجددا على وجهها تكمل بغضب : ثم ذلك اللعين ماذا أصاب عينيه لماذا لا يتزوجني أيضا و ضحكت تضرب رأسها بثمالة لا يبدوا أن عقلها موجود أساسا : ماذا قلنا أيها الرأس .. سيدي سننساه نحن الآن أصدقاء راسيل و الصديقات لا يعشقون نفس الرجل

هذا حقا جعل راسيل تنفجر ضحكا لاعنة إياها : تبا لك فيكتينا لا تتصلي بي مرة أخرى و أنت ثملة .. ألا تمتلكين عائلة

تمزق قلبها و هي تسمعها تجيبها : لا أمتلك غيرك أنت و أورا

إبتسمت في وجهها دموعها ملأت جفونها المحمرة : نحن دائما هنا من أجلك فيكتينا

فيكتينا : و أنا دائما هنا من أجلكم ... ثم نظرت لمكان ما قبل ان تعيد نظرها لراسيل : هيا راسيل تبقى القليل على إطفاء الشموع المشرفة تناديني كي أقدم ملاحظاتي ... سآتي غدا و نغتب في الساقطة ... و هزت رأسها بسخرية : قال راسيل نسخة ثانية قال .. اللعنة لولا المليارات التي يدفعها كي يجعل أفلامها تنجح لن تسوى شيء .. جمهورك لم يتقبلها أبدا .. ما دمت صديقتي سأقولها لك .. أنت جوهرة ناذرة بيبي هيا باي قبلي لي شفاه الفراولة و أخبريها أني سآتي غذا لآكلهم لها
أومأت لها بصمت تام لتغلق الاخرى تاركة إياه تنظر لشاشة هاتفها التي أطفأت كما إنطفأت تلك الشرارة في قلبها ... يدفع المليارات كي تنجح زوجته بينما مسح لها كل أعمالها سابقا ... يحظر كل جوائزها بينما كان لا يباركها حتى في نجاحاتها .. يفتخر بزوجته بينما كان يشعرها أنها لا شيء ... حسنا تبين أنه ليس قاسي و لا عديم القلب في النهاية .. مشكلته فقط كانت معها هي ... لم يحبك عليك اللعنة ألا تفهمين هذا .. لم يحبك و لا يحبك و لن يحبك توقفي عن البكاء .. إمسحي دموعك إنسيه .. إحرقيه و حوليه لرماد .. هذا ما كانت تصرخ به داخلها بينما إنهارت تماما عقلها لا يتذكر سوى الألم الذي عاشته بين يديه .. لا تذكر سوى الإهانات و الذل .. أين ماضيه الآن .. لماذا نساه حين أصبح ملكا لأنثى أخرى .. ألهذه الدرجة يستطيع الإنسان أن يؤذي شخصا فقط لأنه لا يحبه .. و لكن لماذا ... هل مشاعر الناس شيء من حقنا أن ندعس عليه .. هل حب شخص لنا يخول لنا أن نستغل مشاعره و نذله فقط لأننا مدركين أنه لن يتخلى عنا .. لا .. ليس الجميع هكذا و هي أكبر مثال .. لا تحب إيلام و لكن لو تستطيع ستفتح قلبها و تضعه في أعمق شبر هناك فقط كي تحفظه عن أذى الناس .. الأمر و مافيه أنه لم يخترها بل أجبر على الزواج منها لذلك قسى عليها بتلك الطريقة

وضعت هاتفها على رخام الحمام لتسقط على ركبتيها ببطء كبير تحاول حشر وجهها في ذلك الخشب أو اي كان المهم أرادت ان تخفي دموعها كرهت أن تراهم و كرهت أن تتألم بسبب شخص لا يهتم لأمرها أساسا تعبت من حتى من حبه ... لا تريد للا أن تحبه و لا أن يحبها فقط تريد أن تفقد الذاكرة و تنساه للأبد ...

سمعت صوت إيلام في الخارج يتحدث مع أورا النائمة يخبرها أنها محظوظة لأنها إبنة راسيل .. أن أمها أقوى إمرأة رآها في حياته و أنها ستكبر و تفتخر بها ... و هذا جعلها تمسح دموعها بقوة تضغط على أسنانها بينما وقفت من الأرض لأنه ليس مكانها .. أجل هي قوية .. شجاعة و أم مسؤولة .. هي فخر لصغيرتها .. تبا لرجل يجعلها تسقط هكذا .. تبا لكل شيء ستكون الأم المثالية لصغيرتها حتى لو تطلب ذلك أن تقتل حبها داخل قلبها .. ستكبر و تنسى كل الجروح تشفى مع الزمن و لن تدوم سوى النذوب .. النذوب قبيحة لا تذكرنا سوى بقبح ما عشناه و هذا ما ستحصل عليه .. نذوب تجعلها و تجعل قلبها يتوب عن حب رجل مثله

ككل ممثلة بارعة نظرت لنفسها في المرآة ترسم إبتسامة دافئة .. إبتسامة كافية لترسم السعادة في وجه إيلام و أورا و تبا لقلبها فاليبكي الدم إذا تطلب الأمر .. أعادت الإشراق و الحياة لوجهها لتخرج من الحمام كشمس أشرقت بعد ليلة مظلمة .. ما إن رآها إيلام إبتسم يضرب السرير بجانبه : تعالي هنا .. توجهت لمكانها تحشر نفسها تحت الغطاء لتحتضنه بقوة بينما أخذ يمسح على شعرها الناعم مكملا قصة أمس : تلك كانت قصة الحورية آريل التي شاهدناها في ذيزني و لكن القصة الحقيقة مختلفة .. القصة الأصلية كتبها كاتب و شاعر دانماركي إسمه هانس كريستيان أندرسن سنة 1837 روى فيها عن حورية بحر أنقذت حياة رجل من الموت و أغرمت به و منذ ذلك اليوم .. أصبح الزواج منه أكبر أمنياتها و لكن لم تستطع أولا لأنها لا تمتلك ساقين و ثانيا لأن الحورية التي تخرج من البحر يحرم عليها أن تعود له .. كما نعلم جميعا آريل ذهبت لتلك الساحرة التي حولت لها ذيلها لساقين و لكن في الحقيقة قامت بشق ذيلها لنصفين و آريل تحملت ذلك الألم الكبير فقط من أجل حلمها و كان شرط تلك الساحرة في قصة ديزني أن تقدم لها صوتها و تحصل على حب الرجل الذي أنقذت حياته من الغرق و أغرمت به كي تستطيع العيش .. بعد ذلك خرجت لليابسة و وجدها أمير .. في القصة التي نعرفها أحبها و تزوجا و حضيت بالنهاية السعيدة و لكن في القصة الأصلية الأمير لم يحبها بل أحب إمرأة أخرى و ماتت الحورية آريل بعده .. أو هكذا كانت تعتقد .. في الحقيقة هي لم تمت بل تحولت لملاك جميل و حضيت بنهايتها السعيدة في عالم آخر ... يعني في القصة الحقيقية آريل نشأت في عالم و تمنت عالما آخر و في النهاية كانت نهايتها في عالم منفصل تماما أجمل من الأولين ... و هكذا أنت راسيل .. نشأت في عالم الوحدة و تمنيت عالم الحب و السماء إتارت لك عالم آخر تماما ... عالم إسمه أورا

إبتسم و هو يشعر بإبتسامتها على صدره قبل أن ترفع رأسها تحدق في عينيه لتسأل بعيون دامعة : لماذا أنت هكذا إيلام ؟ ... لماذا شخص مثلك يعيش هنا و يحب فتاة مثلي .. أجابها يبعد خصلة من غرتها الطويلة عن وجهها معيدا غياها خلف أذنها : أنا هكذا لأني لن أستحق أن أقول أني احبك إذا كنت عكس هذا ... و أعيش هنا لأنك تسكنين الأرض .. و أحبك لأنك تستحقين أكثر من مجرد حب

سقطت دموعها على جسده لتمد يدها تمسح على لحيته الخفيفة بحنان : أنا آسفة جدا .. أعلم أنك تحبني مع ذلك تراني أحب رجلا غيرك .. أعلم أنك تستحق مني كل شيء مع ذلك أحرمك من كل حقوقك .. آسفة لأنك تحبني .. هز رأسه بسرعة ملامحه تحولت للجدية ليجلس ممسكا وجهها بين يديه : لا تقولي هذا راسيل ... لا انكر أني أحبك جدا .. و لكني لا أغار حين أرى حبك لسافيدش .. هل تعلمين لماذا لا أغار .. هزت رأسها ليكمل : لأني لو غرت سأطمع .. و إذا طمعت سأحاول و إذا حاوت قد أخسر او أنجح .. نجاحي يعني السعادة لكلينا و خسارتي تعني تحطيم قلبك و تركك وحيدة لا تمتلكين ثقة في أي شخص ... لذلك حرمت على قلبي مثل هذه المشاعر ... أحبك و أموت من أجلك و أغار أيضا و لكن كل شيء في حدود

أومأت له بتفهم لتحتضنه بقوة تدفن وجهها في كتفه بينما ربت على ظهرها قبل ان يعيد الإستلقاء واضعا راسها على صدرها يمسح على خصلاتها الناعمة حتى أحس بإنتظام أنفاسها دليل على نومها .. أمسك يدها الموضوعة على عضلة صدره يتحسس ذلك النذب الذي خلفته على نفسها بسبب فلامينغوا .. مجنونة حقا كادت تقتل نفسها فقط كي تجعله يبدوا كالعاهرة .. نظر لساعة والدتها التي كانت تتحكم عن طريقها بشريحة فلامينغوا .. رغم إنتهاء عملها بها إلا أنها لم ترميها لأنها آخر ما تبقى لها من رائحة والدتها .. فقط وضعت بها برنامج ينبهها كل مرة يحين موعد طعام أورا كي للا تنساها أبدا .. حرك الساعة الإلكترونية قليلا ليرى الساعة كانت تشير لل 23:55 ... خمسة دقائق ... تبقى فقط خمس دقائق لتطفيء زوجته شموع عيد ميلاده .. غريب حقا أن يسأل هو مثل هذا السؤال و لكنه حقا سأل لماذا ليست راسيل المسكينة تعيش ذلك الآن ... رآها كيف عانت في بعده .. كيف ماتت كل مرة تدعي أنها لا تهتم لأخباره حين تبدأ فيكيتنا في الحديث عنه بينما تختبأ خلف جدارن المنزل تسترق السمع على أخباره الموجعة لقلبها

ماذا فعلت له هذه الفتاة غير انها أحبته ... لماذا قسى عليها حتى يئست .. ماذا ينقصها .. هل هي حقا ناقصة أو هي فقط كاملة في نظره هو ؟ ... حسنا إذا كانت كذلك سيقدم عينيه لذلك اللعين ربما يراها بنفس المنظور ... إحتضنها بقوة كبيرة يسمع صوت عقرب الساعة يتحرك و مع كل حركة له يمزق قلبه من الداخل ... لا نهاية لما يحدث حوله .. راسيل لن تنسى فقط ستتناسى و يوما بعد يوم ستذبل كزهرة إنقطعت عنها المياه .. أجل ستكبر و تصمد من أجل أورا و كن يوما ما بين ازقة الوحدة ستضيع و تجد نفسها عادت لنقطة البداية ... و هذا جعل دمعة لعينة تنزل من عينيه مسحها بسرعة يغمض جفونه يحاول ان ينام بدوره ... سيكون قويا من أجلها لتكون قوية من أجل أورا

هذا آخر ما قاله لنفسه قبل أن يسمع صوت إنفجار قوي في الناحية الخلفية من المنزل الذي يسكنانه ...... لم يفهم شيء .. في ثانية كان الهدوء يخيم على المكان راسيل و أورا ينامان بجانبه بآمان و في الثانية التي بعدها تحول المكان لساحة حرب صوت الرصاص ملأ المنزل .. راسيل كانت بجانبه و في لحظة وجدها تحتضن أورا لصدرها وجهها شحب تماما بينما الصغيرة تبكي بأعلى صوتها بسبب إستيقاظها ... ماذا حدث و كيف حدث ؟ .. هذا ما ركض بسرعة يريد أن يجد إجابة عنه ... حمل سلاحه ليتجه ناحية النافذة يراقب الوضع في الخارج ليجد الرجال الذين وضعهم سافيدش ليحموهم دخلوا في إشتباك إطلاق نار مع رجال آخرين يبدوا أنهم رجال المنظمة ... إختاروا هذا اليوم بالتحديد و هذا التوقيت كي يهجموا فقط لأن الجميع منشغل بحفل السنة من زواج سافيدش ... نظر لساعة يده و كما توقع تماما كانت تشير لمنتصف الليل ... في الخارج لا يوجد سوى رجال الحراسة .. دايف و آريسكوا .. جادس جميعهم في الحفل لذلك سيكون هذا الوقت الأمثل لإختطاف راسيل ... لعن بأعلى صوته ليتجه ناحية الباب موجها كلامه لراسيل : هيا بسرعة للقبو ... يجب ان تختبئا جيدا حتى يأتي فلامينغوا

و سحبها من ذراعها بقوة يتجه بها ناحية القبو بينما نظرت له بخوف كبير : ماذا عنك .. ماذا ستفعل ... أجابها بدون تردد او تفكير حتى : سأحميكم .. ثم نظر لها بطرف وجهه يبتسم إبتسامته المطمئنة : لم أتدرب كل تلك الأشهر لأختبيء راسيل .. هيا أسرعي .. نزل في الدرج يركض و هي خلفه ليدخل رقم سري أدى إلى فتح ذلك الباب الإلكتروني المجهز ثم دفعها برفق للداخل .. مزق قلبها يقبل فروة رأس أورا ثم قبل جبينها هامسا لها و كأنه لن يعود مجددا : كوني بخير دائما .. هل إتفقنا

هزت رأسها دموعها إهتاجت : لن تموت أليس كذلك ... إبتسم ينظر داخل عينيها الخائفتين : لا أعلم فقط ما أعلمه أني سأموت سعيدا من أجلكما ... لا تخرجي مهما حدث سأحاول مساعدة الرجال لإلهائهم حتى يأتي فلامينغوا ... و بدون ان يسمح لها بحرف واحد أغلق الباب الحديدي بسرعة .. إستند عليه يسمع صوت صراخها الشبه مسموع من خلف الباب بينما سحب نفسا عميقا دقات قلبه كادت تفجر صدره مع ذلك لم يكن وقت الخوف ... بأقصى سرعته ركض في ذلك الدرج ليعيد تغطية باب القبو .. إيجاد مكانه في حد ذاته سيتطلب وقتا كبيرا سيكون كافي لقدوم سافيدش .. توجه إلى الباب ليرى الرجال يطلقون على الأعداء ... إختبأ خلف الباب يسأل أحدهم كان قريبا منه : هل إتصلتم بزعيمكم ؟

أجابه الآخر بين طلقات مسدسه : أجل أخبرناه سيأتي في اي لحظة

أومأ له إيلام لينخرط في القتال يطلق النار على الأعداء بينما لاحظ أن الرجال في حد ذاتهم كانوا يحمونه ... أساسا الإتفاق كان أن يحميهم هاذا سبب تضحية رجاله بأنفسهم فقط كي يتمكنوا من حماية حياته ... رجل لعين بمزاج يشبه الجو مع ذلك كان لديه كلمة إذا خرجت من فمه لا تعود .... مرت تقريبا أكثر من عشرة دقائق على القتال ليسمع أحد الرجال يتحدث بجانبه : سيد إيلام عد للداخل رجاءا و دع الباقي علينا ... هز رأسه يطلق على أحد الأعداء ليسقط ميتا : لن أدخل حتى يأتي زعيمكم ...

كانت تلك آخر جملة تفوه بها قبل ان تنفجر البوابة الرئيسية بسرب من السيارات السوداء و في ثانية تحولت الحديقة لبحر دماء ... بعد أن خرج دايف خلفه مجموعة من الرجال و نفس الشيء مع آريكسوا و خاصة ذلك الوحش المسمى جادس ... تبا لي و لا رصاصة خرجت من مسدسه عبثا .. كل رصاصاته كانت تسكن جماجم أهدافها كأنها تعرف طريقها لوحدها ... في أقل من خمس دقائق أنهوا كل شيء ... خرجت آخر رصاصة من مسدس جيف ليسقط على إثرها آخر رجل من رجال المنظمة و بدون حتى أن يشارك زعيمهم برصاصة واحدة ... و كأن الأمر لا يستحق حتى ان يتدخل فيه و حقا لم يحتج الأمر ذلك وحوشه كانت كافية

تذكر راسيل المسكينة ليعود بسرعة للداخل ينزل للقبو و بسرعة أعاد فتح الباب ليجدها جالسة أرضا تحتضن صغيرتها بخوف .. ما إن سمعت صوت الباب يفتح رفعت نظرها له لتنفجر بالبكاء تقف من مكانها ... إحتضنها بقوة لصدره يهمس ضد فروة رأسها : لقد زال الخطر صغيرتي .. هيا لا تبكي لقد ماتوا جميعا

أومأت رأسها بدون أن تبعده عن صدره و بدون أن تسأل أي حرف خرجت برفقته من القبو تتجه إلى الصالون .. جلست فوق الأريكة الجلدية في حضنها أورا ليجلس بجانبها يحاوط كتفها يردد لها أن لا تخاف و أن كل شيء سيكون بخير رغم علمه أن كلماته لا تنفع معها .. الموت أصبح شيء لصيق بها .. تعيش كل يوم لا تعلم إذا كانت ستكون غذا حية أو لا .. إذا كانت سترى صغيرتها مرة أخرى أو لا .. و إذا كانت ستبقى بشرا أو تتحول لقاتلة سفاحة بدون قلب .. حرفيا لا تعلم إجابة أي سؤال من هذه الأسئلة كل ما تعرفه أن ما حدث اليوم لا يعني إلا شيئا واحدا أن صبرهم بدأ ينفذ ... لم يتحركوا طوال تلك الأشهر بوجود جاليلو و مانويل بالإضافة لذلك المدعو راست كان يدعمهم برجاله و مثله كاسياس .. سمعت حتى أن أحد أعدائهم يسمى جوستن كان يمدهم بالنووي فقط من أجل حمايتها ز حتى بعد خروج سافيدش من السجن لن يقتربوا منها و لكن الآن تجرأهم يعني أنها لن تكون الأخيرة .. سيأتون مرة أخرى و هذا ليس سوى قرصة أذن كما يقال ... و المضحك في الأمر لا ليس مضحكا في الحقيقة بل يقهر هو أن والدها له يد في كل هذا ..

توقفت عن التفكير و هي تسمع صوت خطوات ثابتة تقترب منها جعلت قلبها ينبض بقوة .. حتى لو لم تراه لألف سنة لن تنسى صوت خطواته .. و وقع أقدامه .. مهما غاب عنها لن تنسى حركته .. كان أكثر ما تعشقه فيه ... لم تقلها عن عبث ذلك اليوم .. حقا شيء في طريقة حركته كان يضيع سنين حياتها بأكملها ... ببطء تام و كأنها تتمنى أن يتوقف الزمن رفعت أنظارها ترى حذائه ثم ساقيه لتصعد لصدره .. عنقه .. ذقنه .. شفاهه .. ثم عينيه .... كجرس كنيسة ضرب قلبها داخل صدرها يبدأ صلاته مرة أخرى كأنه عبد لهذا الرجل و لا حكم لها عليه ... عيناها لم تستطع حتى إغلاقها و ريقها علق في فوهة حنجرتها كأنها تخاف أن تبتلعه و تبدوا كمن كطفل لعابه يسيل لرؤيته بطله الخارق ... هذا كان يحدث معها في تلك اللحظات عيناها حبيستا عينيه قبل أن تشعر بيد صغيرتها تتمركز موضع قلبها و كأنها إنزعجت من تلك الدقات العنيفة .. مما جعلها تفصل تواصلها البصري بينهما تنظر لطفلتها التي إبتسمت في وجهها من عينيها قرأت أنها إذا كانت تراه بطلها الخارق فهي تراها الحياة بالنسبة لها و نعم ذلك كان أكثر من كافي لتبتسم في وجه صغيرتها ساحبة نفسا عميقا و في ثانية بردت نظراتها و إختفت منها كل المشاعر مثله تماما ... نظرت له كأنه لم يعد يهمها

لحظات فقط حتى لفت إنتباهها دخول لينا من الباب ... إبتسمت في وجهها لتقف من مكانها تريد إحتضانها و هنا لاحظت كيف رمقها سافيدش بنظرة متقززة بسبب توب النوم الذي كانت ترتديه .. كان قصير يصل لمنتصف فخذيها به حمالات رفيعة جدا و جزء كبير من نهديها مكشوف ثم أبعد نظراته لينظر لإيلام الذي كان عاري الصدر مما زاد قرفه ليبعد نظراته من عليهم تماما رامقا أورا بقرف كأنها قمامة بينما جلس ساحبا سيجارة لنفسه

تجاهلته تماما كأنه غير موجود لتحتضن لينا التي إنفجرت بالبكاء تنظر لأورا الجالسة فوق الأريكة .. همست لها في أذنها بشفاه مرتجفة : كدت أموت هل تعلمين ذلك ... ما إن سمعت بأمر الإغتيال شعرت أن قلبي توقف .. خفت عليكما كثيرا ... قبلت خدها تحتضنها بقوة أكبر : لا تخافي لم نصب حتى ... ثم أبعدتها عنها تحدق بها : ماذا حدث هل عدت لمجال المافيا ... هزت لينا رأسها تكاد تخبرها أنها لم تعد فقط أتت من أجلها إلا أن أخاها قاطعها بنبرة باردة كالصقيع : أجلا كلامكما لاحقا ... و سحب نفسا عميقا من سيجارته ليكمل : و أنت إجلسي لدي ما سأقوله لك

إبتسمت و هي ترى لينا توميء لها بحنان لتجلس معيدة أورا في أحضانها بينما أكمل كلامه بدون أن ينظر لوجهها حتى : أولئك رجال المنظمة ... و هجومهم هذا يعتبر قرصة أذن فقط .. يبدوا أنهم سيعادون الهجوم مجددا لذلك علينا توخي الحذر أكثر ... سكت قليلا يضغط على سيجارته قبل أن يكمل : بقائكم هنا خطير ... لذلك سنغير مكانكم

أجابه إيلام بإستغراب : ليس و كأنهم لن يتمكنوا من الوصول لها إذا غيرت مكان إقامتنا .. فقط كثف الحراسة و دع دائما أحد أصدقائك هنا و ذلك سيفي بالغرض كما أن إنتقال أورا سيسبب لها تشتت إعتادت على هذا المنزل كثيرا

نظر له فلامينغوا بنظرة مميتة ليجيبه بتقزز : لم أترك زوجتي و المعازيم من أجل أن أسمع خبراتك المعدومة في المجال هل فهمت ... لن تفهم أحسن مني قلت سنغير مكانكم يعني سنغيره .. كما أن تشتت مسخكم آخر إهتماماتي

حسنا هذا جعلها تتدخل بنبرة محذرة قلبها حرفيا تحطم بسبب كلامه عن طفلتها بتلك الطريقة : أولا لا تقل عنها مسخ مرة أخرى ثانيا لا تتحدث و كأنك تقدم لنا معروفا هذا واجبك أو هل تريد أن أذكرك في الصرصور الذي أزلته من جمجمتك ..... ما إن أنهت كلامها رمقها بنظرة مميتة إلتقت فيها أعينهما و تبا لذلك اللقاء .. لا شيء هناك غير الكره و التقزز ... كلاهما كان يرمي نظرات لوم و عتاب كره و غل للآخر قبل أن يفصل ذلك التواصل معيدا ظهره للخلف : ليس سافيدش من يتم تذكيره بوعوده ... و لا يتم تعريفه في عمله أيضا لذلك أخبري مخنثك أن يترك إقتراحاته لنفسه

راسيل بنبرة محذرة : ليس مخنث ... تكلم بإحترام لا أعتقد ان احدنا قلل إحترامك منذ دخلت ... لسنا مضطرين لتحمل مزاجك اللعين من أجل القيام بواجبك ... و بخصوص قرارك حسنا سننتقل و لكن إلى أين

هذه المرة رأت شيئا في نظرات عينيه بطريقة ما إستطاعت تحديده ... كان ينظر كأنه يبحث عن ذاتها القديمة .. يبحث عن راسيل خاصته و كأنه لا يصدق أنها تغيرت لهذه الدرجة لا يعلم أن القسوة تغير أيضا .. مثلما غيرته غيرتها ... فقط هكذا اصبح الأمر بينهما ليوميء بتفهم فكه تصلب كالحجر مبعدا نظراته الميتة من عليها لينظر لإيلام مقدما له الإجابة : ستنتقلون للقصر ... قصري

فتحت عينيها بصدمة بعد ما قاله تنظر لإيلام الذي إلتفت لها بسرعة كأنه يخاف أن تفقد الوعي يراقب تغير ألوان وجهها كأنه قوس قزح .. إذا تم قياس ضغطها الآن سيجدونه إنخفض من شدة الصدمة بينما بقي هو على حالته الباردة يدخن من سيجارته بهدوء تام كما لو أنه لم يخرج من فمه قنبلة الآن ... لثانية فكرت في خطورة أن تكون هي و طفلتها قريبين منه خاصة بوجود زوجته هناك قبل ان تنظر له هازة رأسها : لا ... لن نذهب لقصرك .. هذا لا يجوز أقصد كيف س.. سكتت لا تعرف ما ستقوله ليكمله هو بكل وقاحة و قلة حياء : كيف ستعيشين في قصر زوجك السابق و تقابلين وجه من كان يضاجع روحك خارج جسدك كل ليلة .. هل هذا ما أردت قوله ... و إبتسم بسخرية واضعا ساق فوق ساق : لا تخبريني أني لازلت أمتلك تأثير عليك زوجتي السابقة ؟

ضغطت على أسنانها بقوة و قبل أن يجيبه إيلام قاطعته هي : لو كان لك ذلك التأثير عزيزي لما قبلت زوجي الحالي أمام عينيك ذلك اليوم .... تذكر القبلة أليس كذلك أو تريد أن أعيدها أمامك الآن لتؤكد صدق نظريتك من عدمها

هذا أمات إبتسامته الساخرة عيناه أظلمت كقاع الجحيم فكه تبا كاد ينفجر من شدة ضغطه على أسنانه .. يا إلهي كان يبدوا كوحش جريح لا يعرف مصدر جرحه و لا مكان نزيفه قبل أن يسيطر على أعصابه بنجاح و كما عودها دائما أومأ يقف من مكانه : مجرد هراء فقط ... لن يغير شيء لا تحاولي إثبات شيء لي بينما تفعلين عكسه ... على كل حال لا تأتوا أساسا كنت أعلم أنك سترفضين ... من نسى منا حقا لن يهتم لرؤية الآخر أمامه مع غيره... المهم سيبقى دايف هنا لحراستكم

تحرك بعد ذلك متجها ناحية الباب يرمي نظرات لأخته كي تتبعه و هذا ما فعلته لينا بعد ان ودعتها بعينيها تلحق أخاها و كدا يخرجان من الباب ... كدا يكونان في الخارج لولا صوت راسيل خلفهما تردف بنبرة قوية : حسنا ... سنأتي

نظرت لأخاها الذي إرتفعت شفاهه بإبتسامة نصر و كأنه توقع أن كلماته تلك ستستفزها لدرجة القبول قبل أن يعيد برود ملامحه مكملا طريقه راميا لهم آخر أوامره : جهزوا أنفسكم بسرعة

في القصر كانت داليدا جالسة في الصالون تهز ساقيها من شدة توترها بينما تنظر لفيكتينا التي كانت تراقب الخارج بالدقيقة و الثانية ... بعد نوبة بكاء مميتة و كأنها ستخسر عائلتها ... من يراها لم يصدق انها كانت تبكي بسبب تعرض حياة راسيل للخطر .. بالطبع ليس لذلك السبب داليدا لابد أنها كانت تبكي بسبب حفل السنة على زواج سافيدش ... من المؤكد أن هذا هو السبب ... الجميع يعلم أن فيكتينا تكره راسيل بالطبع لن تبكي من أجل حياتها .. حسنا و لكن بالنسبة لها هي كانت حقا خائفة على راسيل ... حتى لو لم تعد زوجة سافيدش إلا أنها تحبها و لا تتمنى لها سوى الخير و السعادة ... أحست بيد جورج على كتفها يربت عليها بحنان : داليدا عزيزتي أرجوك إهدأي قليلا ... هذا ليس جيدا للصغير ..

نظرت له قليلا قبل أن توميء بتفهم تضع يدها على بطنها تتذكر أنها حامل في شهرها الأول ... بعد معاناة كبيرة و حرب مع العلاج حملت أخيرا و ستصبح أم في سن ال39 سنة ... مرت سنة و سبعة أشهر على زواجها من جورج و رغم أنه يعاشرها تقريبا كل ليلة إلا أنها تأخرت في حملها منه بسبب حبوب منع الحمل التي كانت تشربها سابقا كي لا تحمل من دايف ... بذكره كبر في عينيها حقا ... توقعت أن يعترض على زواجها أو حتى ان يحاول التقرب منها مثل قبل و لكنه لم يفعل ... بالعكس تقبل الأمر بكل روح رياضية و رأته في العديد من المرات يجلس مع جورج و يتحدث معه كأصدقاء ... حقا جعلها تشكره على وقوفه بجانبها و سعادته لها كما كانت ستفعل هي لو وقع في حب فتاة أخرى ... و أساسا لاحظت شيء غريب بينه و بين آيدا لم تستطع تحديده ... أصبحا مقربين من بعض كثيرا ... لا تستطيع تسمية ما بينهما حب لأنها رأته عدة مرات مع الخادمات في القبو و سمعتها كثيرا تتحدث مع شبان عشاق لها في الهاتف مع ذلك كانا كمن إتحدا على شيء لم تعرف ما هو تحديدا

نظرت لسارينا زوجة سافيدش الجديدة و التي كانت تتصفح هاتفها بغضب كبير تنظر لما كتب عن ليلة اليوم .. يبدوا أنها إنزعجت بسبب ترك سافيدش للحفل قبل دقيقة من إطفائها للشموع .... حسنا لن تقول أنها سيئة مع ذلك لم تكن لطيفة أيضا ... تعطي كل شخص في هذا القصر وجهه و نوعا ما كانت باردة المشاعر و جافة في تعاملها معهم و الذي يختلف بمجرد أن يكون سافيدش متواجدا بينهم تصبح أكثر انسجاما و لباقة ... حتى حين تعبر عن مشاعرها المزيفة تبدوا و كأنها تقوم بمشهد تمثيلي حرفيا جميعهم يهربون من دراميتها المملة

طردت أفكارها لآخر مكان في عقلها و هي تسمع صوت عجلات السيارة تتوقف وسط الحديقة لتقف من مكانها بسرعة تخرج خلف فيكتينا التي ركضت للخارج ... وقفوا أمام الباب ينظرون لسافيدش الذي فتح باب سيارته ينزل منها تلته لينا و لحظات فقط حتى أحست قلبها سيخرج من صدرها و هي ترى راسيل تنزل من السيارة الأخرى برفقتها إيلام و الصغيرة أورا و معهم الكلبة لولي .... من شدة فرحتها لم تهتم حتى لسارينا التي تحولت ملامحها للغضب من شدة غيضها دخلت للداخل بينما إحتضنت هي راسيل بقوة تقبلها و تخبرها أنها إشتاقت لها كثيرا .... مع انها تتحدث معها يوميا إلا أنها حقا كانت مشتاقة لها و لصغيرتها أورا .... دخلت للداخل حيث كانت سارينا جالسة على إحدى الآرائك تدعي إنشغالها بهاتفها و لم تبعده عنها سوى لتقف و تقبل خد زوجها قبل ان تعاود الجلوس كما لو أنها لا تهتم لوجود راسيل بينهم من الأصل و ليس كأن هذا أزعج راسيل كانت حرفيا غير مهتمة لحركات السخيفة زوجته تماما

لن تمر حركات عدم الإهتمام و الإنتباه هذه عليها .... لم تؤدي هذا المشهد التمثيلي مرة أو مرتين في أفلامها حرفيا كانت تستطيع تمييز من يمثل من حركات أعضائه الحيوية ... التمثيل أيضا كان علم يدرسون فيه علم النفس ليجيدوا التحكم في أعضائهم بطريقة إحترافية و يبدوا أن زوجته لم تدرس لا تمثيل و لا غيره ... من ضغطها على هاتفها ... و إبتسامها على أتفه الأشياء او ربما حتى لا يوجد أساسا شيء يتطلت الأبتسام .. من هذه الحركات قرأت أنها متوترة من وجودها هنا و تحاول إدعاء عدم الإهتمام

مسكينة تحتاج لسنوات طويلة من التمثيل لتقنعها و الآن بما أنها تريد التمثيل ستريها كيف يكون على اصوله بهذا توجهت ناحية الأريكة المقابلة لها لتجلس عليها بكل ثقة و هدوء تضع صغيرتها في احضانها لتتكلم بنبرتها المتعجرفة : صغيرتي تريد النوم .. أخبرهم أن يجهزوا لنا غرفة

إبتسمت داليدا و هي ترى سارينا ترفع نظرها رامقة راسيل بنظرات إشتعلت من شدة الغضب و كأنها لا تتحمل أن تأتي زوجة زوجها الأولى و تلقي الأوامر في قصر هي سيدته .... للحظات نظرت لها كأنها تريد تشويه وجهها بينما
تجاهلتها راسيل تماما تلعب مع صغيرتها غير مهتمة للأخرى حتى تكلمت تسيطر على نفسها : أوووه راسيل .. كدت لا أعرفك بعد أن أزلت الغرة .. ماذا ألم تري نفسك جميلة بها حتى جعلتها تطول ؟
و بقلة إهتمام أجابتها راسيل كأنها تريد جلطها : بما أن الحمير أيضا أصبحوا يقصون لهم الغرة تركتها لهم ...

ثم رفعت نظرها تبتسم في وجهها بكل براءة : ذكريني ماذا كان إسمك ... و قبل أن تجيبها الاخرى بغيض قاطعتها توميء متذكرة : اجل .. اجل شبيهة راسيل .. مرحبا عزيزتي شيء جميل أن أرى معجباتي اللواتي غيرن وجوههن ليشبهوني ... حرفيا رغم أنهم كثيرات و لكن عملياتك متعوب عليها حقا ... لولا أني أمتلك أشياء مميزة لا يمكن تقلييدها لقلت انك نسخة عني حقا ... مع ذلك مهما تشابهنا من الخارج يبدوا اننا مختلفات من الداخل .. خاصة في الذوق .. أنا أحب الاشياء الجديدة و يبدوا انك تحبين المستعمل ... انهت كلامها ترمي نظرات باردة على سافيدش قبل ان تتنهد واقفة من مكانها : حسنا بما أنك لن تطلب لهم ان يجهزوا لنا غرفة سأذهب لغرفة زوجي السابقة

و تقدمت ناحية الدرج لتقاطعها زوجته يبدوا أنها فقدت سيطرتها على نفسها : تلك غرفتي أنا الآن لم تعد غرفتك عزيزتي

إلتفتت لها راسيل بسخرية : و من تحدث عن غرفتك ... و سكتت كأنها تحاول تذكر إسمها بدون فائدة كانت حقا لا تعرف حتى ماذا سموها لذلك تخطت ذلك تكمل حديثها : كنت أتحدث عن غرفة إيلام السابقة هنا ... لا تخبريني أنهم لم يخبروكِ أيضا بأني جمعت رجلين لي في قصر واحد

أنهت كلامها تضحك بأعلى صوتها تسخر من الوضع لتكمل طريقها بكل ثقة و كأنها تمشي فوق السجادة الحمراء .. فخامة هذا كل ما كانت تبدوا عليه .. شامخة .. واثقة و قوية ... حرفيا هذا ما سيجعلها تعيش في هذا القصر من بعد الآن ... نظر لها إيلام بفخر .. من يراها لن يصدق أنها من كانت تبكي قبل عدة ساعات ... حتى و إن أحس المرء منا بالضعف هذا ليس عيبا .. العيب أن يعترف بضعفه و يجعل غيره يراه و هذا ما لن تفعله أبدا و هو سيساعدها في ذلك ... نظر لهم بهدوء ليبتسم : حسنا تصبحون على غير غدا سنكمل

ما إن غادرا من أمامهم نظرت سارينا لسافيدش الذي كان مشغولا بسيجارته نظارات عينيه كانت تحدق بالدرج الذي صعدت عليه و كأنه يريد الصعود خلفها و كسر الغرفة فوق رؤوسهما ... تكلمت بنبرة مليءة بالغنج تتحسس يده : لا تغضب بيبي .. لا أعتقد انها ستبقى كثيرا أليس كذلك ... ما إن حرك عيناه ناحيتها أحست أنفاسها إختفت قبل أن تسمع إجابته التي خرجت كأنها من جبل ثلجي : ستعيش هنا من اليوم .... لن تبتعد عني ... و سكت ساحبا نفسا عميقا ليكمل : كي أستطيع حمايتها

ضغطت على أسنانها تشعر بقلبها يرتجف من شدة الخوف ... كانت هذه الفتاة أسوأ كوابيسها حرفيا ... شيء في هوس هذا الرجل بها يجعلها تشبه القبلة اليدوية التي تتجول أمام جحيم من النيران .... ماذا ستقول و ماذا ستترك .. مرت عليها سنة منذ تزوجته رأت معه عجائب الكون ... كل ليلة حرفيا يكسر غرفة النوم بأكملها بعد أن يثمل و يفقد عقله .. يقدم لها سلاحه و يطلب منها أن تفجر جمجمته ليتوقف ذلك الشيء داخله عن الصراخ ... بدون أن تذكر مناداته بإسمها أحيانا بالخطأ أو أثناء محاولاته الفاشلة في أن يقترب منها و يلمسها ... غير لها كل ملامح وجهها ليجعلها نسخة عن راسيل و من كومبارس غير محترفة للتمثيل حتى .. جعلها فنانة مشهورة مقابل ان تمثل له انها راسيل ... حرفيا كل مرة يثمل يبدأ في الحديث معها و كأنه يتحدث مع راسيل .. أحيانا يلومها لأنها تخلت عنه و سمحت لرجل غيره أن يلمسها يسألها كيف نست كل تلك الأشياء التي عاشوها مع بعض و أحيانا أخرى يجن و يضربها يخبرها انها عاهرة كاذبة أنها خائنة و لن يصدق بعدها إمرأة تخبره أنها تحبه

حرفيا رأت الجنون بشكل مستحدث معه ... في الليل مجنون مختل عقلي و مريض نفسي وحش لعين و في الصباح ملك البرود الرجل الرزين الذي لا يعرف أحد ما يجول داخل جمجمته قريبا جدا سيصيبها بالجنون ... مع ذلك كانت تحمل له مشاعر الحب ... ليس بذلك الحب الذي يعرضها للتخلي عن حياتها من أجله أساسا لا تجد سببا سيجعلها تموت من أجل اي رجل لذلك تحبه كرجل غير حياتها من كومبارس تمارس الجنس مع المخرجين و المنتجين فقط لتحظى لنفسها بدور ثانوي إلى فنانة إسمها يملأ الصحف حتى لو كان عبارة عن شبيهة راسيل تعرف أنه لا يحبها و لكن من يهتم المهم أنه زوجها و لن تسمح لشيء أن يغير من هذا النظام الذي تعيشه

إبتسمت تدعي التعب لتتكلم كما لو أن احد سيهتم بذلك : عذرا بيبي أشعر أني متعبة سأذهب للنوم و أنت لا تسهر كثيرا ... رمقها بنظرة جانبية مميتة جعلتها تبتلع ريقها مصححة كلامها : أقصد متى ما أردت تعال للنوم .. أومأ لها مشيرا بيده أن تغادر كأنها حيوان أليف و هذا ما فعلته تبتلع إهانته ... أساسا سمعت من الخدم أن حتى راسيل سابقا كانت تعاني من نفس معاملته هذه ... يعني ان القسوة فيه طبع و ليست تطبع رغم أنه يدعي عكس ذلك تماما أمام كاميرات التلفاز يحاول دائما ان يظهر بمظهر الرجل الذي يحب زوجته مع أنها تعلم جيدا أن ذلك فقط لقهر راسيل و لو بصورة او خبر و اكبر دليل على ذلك أنه لم يلمسها منذ تزوجها و لو مرة واحدة

نظرت داليدا للينا التي سحبت نفسا عميقا تضع يدها موضع قلبها : من حسن الحظ أن الأمر إنتهى على خير .. لو حدث لها شيء كنت سأفقد عقلي .. هيا على كل سأذهب للنوم غدا لدي حصة في الصباح الباكر يجب أن لا أتأخر على الأطفال ..

أومأت لها داليدا بفخر و هي تراها تتجه إلى الدرج بذلك الفستان الجميل تبدوا ككل أنثى في سنها .. جميلة و ناعمة .. حرفيا لينا القديمة ماتت بعد ما حدث لها ذلك اليوم ... لا تعلم من نصحها أن تجد لنفسها شيئا تشغل به تفكيرها لتنسى وجعها و لكنه حقا فادها ... إختارت لنفسها أقرب شيء لها من مواهبها و كان الرسم... منذ كانت طفلة صغيرة كانت تعشق الرسم و لكنها تخلت عن هوايتها بعد أن إنخرطت في مجال المافيا أو بالأصح أصبحت ترسم لوحات فنية بطريقة أخرى فوق أجساد ضحاياها .. الآن و بعد سنة كاملة من الإلتحاق بالفنون الجميلة أصبحت تجيد الرسم جيدا و تم تعيينها كمدرسة رسم في احدى مدارس التحضيري ... تعلم الأطفال الصغار حمل الفرشاة و الألوان و كيفية التنسيق بينها ... منه تقوم بشيء تحبه و منه تعوض خسارتها لطفلها المسكين و غدا ستكون أول حصة لها

لفت إنتباهها تحرك سافيدش ناحية مكتبه لتنظر لجادس و آريكسوا الواقفان أمامها ثم نظرت لجورج الذي خرج برفقة دايف للحديقة لتتحدث قليلا مع جادس و آريكسوا قبل أن تودعهم متجهة إلى مكتب سافيدش ... دخلت بعد أن طرقت الباب لتجده واقفا أمام زجاج النافذة يحمل كأسه في يده و يحدق بالفراغ بصمت تام و شرود قطعته هي تقترب منه : لماذا فعلت ذلك ؟

حرك كأسه بطريقة دائرية مستفزة قبل أن يرتشف منه سائلا : ماذا فعلت ؟

داليدا بإبتسامة ساخرة : جادس و آريكسوا أخبراني الآن أنهم تعرفوا على جثت بعض الرجال الذين داهموا منزل راسيل و لم يكونوا من المنظمة بل من رجالك ... ما معنى هذا الآن ؟

ببرود تام و كأنه لا يتحدث عن زوجة رجل آخر أجابها لثانية لم تتعرف عليه و هي ترى تلك النظرات الغريبة في عينيه كشيطان كسر أصفاده : شاهدي جيدا من اليوم فصاعدا و ستعرفين معناه ...

هذا فقط ليقدم لها كأسه الفارغ يخرج من مكتبه تاركا إياها تحدق بظهره لعدة لحظات قبل أن تهمس تحت أنفاسها برعب : تبا لي ...

**

بعد ليلة لم تغمض فيها عينا لها وقفت راسيل أخيرا من سريرها ساحبة أكبر قدر من الأوكسجين تخفف به تعبها المرهق ... ليلة كاملة و هي تحرس العائلة التي صنعتها بيديها ... العائلة التي أختها من براثين الموت لتعيشها .. صغيرتها و الرجل الوحيد الذي يحبها أكثر من نفسه ... لم تنم لتضمن أن اللعين الآخر لم يأتي طوال اليل ليراقبهم او ربما ليفعل شيئا مجنونا مثله .. يكفيها أنه احضرهم لقصره و جعلها ترى وجهه الذي يقطع الفرح و السرور من درب التبانة و الآن راسيل عليك ان تجهزي نفسك ليوم جديد و حرب جديدة ... نظرت لوجهها في المرآة مقربة وجهها منها لتهمس بصوت أشبه بهمسات الموت : هل سمعت أيتها اللعينة بداخلي ؟ ... هذه حرب و هو عدو فيها ... إضعفي امامه و سأنتف شعرك ..

أنهت كلامها تبتسم برضا و هي ترى لمعة عيناها بينما سكت قلبها الغبي و كأنه شخص مات داخل سيارة لازلت تسير لا تعرف مسارها مع ذلك تتبع طريقها الى نهايتها المجهولة ... خلعت ملابسها لتدخل تحت مرش المياه و بدأت تغسل نفسها بينما سمعت إيلام يتحدث مع أورا التي غستيقظت بمزاج سيء اليوم ... يا إلهي على مزاج هذه الصغيرة .. مثل الجو احيانا مشمس و جميل و احيانا غائم و سيء جدا .. إبتسمت تسمع إيلام يسألها بصوت مرتفع : راسيل هل ستتأخرين ؟

أجابته تضع من الشامبو فوق فروة رأسها : لن أتأخر كثيرا إسبقاني و سألحق بكما

و هذا ما فعله إيلام خرج مع اورا بينما بقيت هي تستحم و تغسل فروة رأسها جيدا لتستغرب توقف المياه التي كانت تنزل من المرش فجأة و بدون سابق إنذار ... ماذا هل خرب المرش أو ماذا ؟ ... اغلقت المرش و أعادت فتحه و لم تسقط المياه لذلك توجهت للحوض تريد ان تزيل الشامبو من عليها و لكن نفس الشيء ... المياه لم تنزل من الحنفية ... لعنت في سرها هازة رأسها بعدم تصديق .. في قصر سافيدش و تنقطع المياه ؟ .. يا إلهي إذا علم بذلك سيبيد شركات المياه في البلد بأكملها ...

بقلة حيلة سحبت منشفة لفت بها نفسها ثم خرجت بتلك الحالة تريد ان تطلب من أي خادمة أن تفتح خزان المياه ربما أحدهم أغلقه بالخطأ و من حسن حظها قابلتها إحدى الفتيات يعملن في القصر لذلك توجهت لها بسرعة تسألها : عزيزتي هلا فتحتم خزان المياه لقد إنقطعت في غرفتي و لم أنهي حمامي ..

أجابتها الاخرى : كنت قادمة لأخبرك انه حدث خلل في أنابيب المياه التي تمرر الماء لغرفتكم سيدتي و الرجال يقومون بتصليحها فقط إذهبي لغرفة أخرى و أنهي حمامك او توجهي لحمام القصر

راسيل بحاجب مرفوع : خلل في الأنابيب و المياه تنقطع فقط في غرفتي ؟؟ .. كيف حدث ذلك كادت تقول شيئا آخر إلا أن الشامبو تسلل لعينيها لتضغط على أسنانها من الالم المحرق ... امسكتها الخادمة من كتفيها تمشي بها بينما كانت تتكلم بنبرة مرتبكة : سيدتي أنهي حمامك الآن و سنرى بخصوص الأنابيب لاحقا .. فتحت باب إحدى الحمامات تكمل كلامها بينما كانت راسيل تفرك عينيها تريد ان تزيل منهم الشامبو : سأحضر لك ملابسك و أعود

هذا فقط لتسمع صوت الباب يغلق خلفها .. مدت يديها امامها تحمي جسدها من أي عائق امامها ساقيها تأخذانها بإتجاه مرش المياه الذي كان مفتوحا .. هل فتحته الخادمة ؟ و لكن متى ؟ .. أجلت تلك الأسئلة لأنها ستحصل على إجابتها بعد قليل لترفع رأسها قليلا مقابلة للمياه التي سقطت على وجهها مرورا بجسدها ... اخذت تفرك عينيها بسرعة حرفيا أحست أنها ستفقدهم من كثر ما يحرقان .. و بعد أقل من دقيقة تمكنت أخيرا من فتح عينيها المتلونة بحمرة كالدم لتحرك رأسها في المكان حولها و هنا كادت تموت أو تصاب بسكتة قلبية في الحال و هي ترى آخر وجه ارادت أن تراه الآن ...

لثانية او أكثر لم تقل شيئا فقط نظرت بعيون محمرة لفلامينغوا الواقف امامها يرتدي بنطاله بينما كان صدره عاري يبدوا أنه كان يستحم ... ضغطت على اسنانها بقوة تمسك منشفتها التي كانت تسترها بقوة كي لا تسقط منها : ماذا تفعل هنا أخرج بسرعة ..

ألقت كلامها بنبرة آمرة ليقابلها ببرود تام يدخل بجانبها تماما تحت مدى المياه : هذا حمام مكتبي .. أخرجي أنت إذا أردتِ

رمقته بنظرات متقززة لم يراها بسبب إغلاقه لعينيه لتوميء بصمت تام تبتعد عنه .. متجهة إلى باب الحمام قبل أن يسحبها من ذراعها معيدا إياها بقربه .. بهمجية صرخت تسحب ذراعها من يده : اترك عليك اللعنة .. نظرت له بعيون محذرة : لا تلمسني .. إياك فلامينغوا .. اقطع الجزء الذي تلمسه بي هل فهمت .. أقطعه مثلما قطعتك من حياتي

لاحظت كيف نظر لها بهدء تام ملتزما الصمت و كأنه محكوم بالإعدام إتخذ من الصمت سلاحا بينما يرى موته أمامه .. كان كذلك في تلك اللحظة .. لا شيء في سواد عينيه غير الهدوء المميت كمن يبحث عن شيء ما على أمل أن يراه .. لذلك قبل أن يجد شيئا داخل عينيها أبعدت نظراتها عنه تخرج من مدى المياه التي جمعتهما .. حتى المرش كان يبكي في حضورهما .. عيونها بكت و السماء بكت شاهدة كم أحبته و خذلها .. لا مكان له في هذه الروح حتى لو كان القلب وطنه و التفكير نشيده .. يكفي ما عاشته بسبب هذه النظرات الباهتة .. الصامتة كصاحبها .. يكفي ما عانته على يدي هذا الرجل .. يكفي إذلالا لنفسها فقط أمسكت مقبض الباب بقبضة من حديد كأنها ميت يتمسك بالحياة

فتحت الباب معطية ظهرها له لتخرج على مكتبه عيناها تلمح كل زاوية و كل ركن به ... كل أريكة خانها عليها و كل باب لم يتمكن من كتم أنين نساءه عن مسامعها ... نظرت لكل شبر وقفت فيه تبكي أمامه تصارع قلبها و كرامتها ... رأت نفسها كل مرة كانت تجلس كطفلة صغيرة فوق ساقيه لأنه أراد و تُرمى كمنشفة تحت ساقيه حين تنتهي رغبته منها ... ببساطة نظرت لكل ذلك الظلم الذي أحست به في هذه القطعة من هذا القصر اللعين قبل أن تعض شفتها بقوة و حسرة على نفسها التي ظلمتها قبل الجميع مذكرة كل إنش منها أن هذا هو وقت التكفير عن الذنوب .... لا لجلد الذات لا لتعذيب الروح و الندم الآن حان وقت إثبات أنها لم تعد لعبة بين أصابع يديه

بصمت تام تحركت بإتجاه باب المكتب تريد الخروج قبل أن تتوقف على صوته يهمس خلفها : حين أنجبتها ...هل تألمتِ؟

أغمضت عينيها ترسم إبتسامة سعادة و هي تتذكر ذلك الألم ... ذلك الألم الذي احبت كل جزء منه .. الألم الذي أحسته سبيلها للراحة .. أجل كان مؤلما حد الجحيم و لكنه بالنسبة لها على الأقل كان هاوية النعيم الأبدية ... لا تعلم كم دقيقة وقفت بتلك الوضعية تبتسم مغمضة العينين دموعها تساقطت على وجنتيها قبل أن تعيد فتحهم ليقابلها إنعكاسه في المرآة هنا أجابته بكل صراحة : لم أجرب شعور مؤلم بقدر ما عشته بين يديك ... جعلتني أنسى حتى كيف أتألم .. شكرا لك نفعتني في شيء على الأقل

اكملت طريقها بسرعة ساقيها كانت تسابق الرياح رغم سيطرتها على أعضائها كي لا تظهر توترها .. كل همها أن تبتعد عنه و عن مداه .. يكفي .. لن تقترب و لن تسمح له أن يقترب أكثر وجودها معه في قصر واحد لا يعني أن ترى وجهه كل ثانية بهذا امسكت مقبض الباب تريد فتحه و الخروج بسرعة و لكن يبدوا أن له رأي آخر ... ما إن حركت المقبض وجدته مغلقا من الخارج بالمفتاح .. إبتسمت بسخرية تفهم أخيرا لماذا لم تنقطع المياه إلا في غرفتها و لماذا أحضرتها الخادمة لهذه الغرفة بالذات و في الوقت المتواجد فيه هنا.... حسنا يبدوا أنه لا يريد تركها و شأنها

بسرعة اخفت إبتسامتها الساخرة لتلتفت له ببطء رهيب عيناها كانت متطابقة مع عينيه .. لا شيء فيهما غير البرود كمن ينظر لنفسه في المرآة تماما .. همست تقلب عينيها بملل : ماذا ؟ ... ألهذه الدرجة اصبحت سخيف ؟

إبتسم بسخرية مستندا بجسده على حافة المكتب : سخيف ؟ .. و هز رأسه بعدم تصديق : ماذا عنك ألهذه الدرجة أصبحتِ وقحة ؟

راسيل ببرود : إذا كانت الوقاحة ستنفعني مع أمثالك فنعم أنا وقحة ... و الآن إفتح لي الباب دعني أغرب عن وجهك

رفع حاجبه بسخرية بينما لاحظت يده تتجه لعلبة سجائره الموضوعة على الطاولة .. بأصابع مشدودة الأعصاب سحب سيجارة لنفسه دافنا طرفها بين شفتيه ثم أشعلها ببطء مميت ينظر لجمرتها كأنه لا يريد النظر لوجهها في هذه الثانية ... طرح النفس الذي سحبه بإتجاه الأعلى طارحا معه سؤاله بدون ان ينظر لها : لهذه الدرجة لا تثقين في نفسك إذا أغلق عليك باب واحد معي

و إبتسم يقترب منها فاصلا كل فراغ بينهما ينظر لها بتلك النظرة المستفزة ثم و ببطء حرك يده مقربا إياها من كتفها ... لم يلمسها فقط حاوط جلدها .. جاعلا نظراتها تحتد أكثر ليهمس أمام أذنها بنرجسية : يمكنكِ إثبات حقيقة المسافة التي تفصلنا بكل القوانين المباحة .. و يمكنني القسم بأن لمسة واحدة مني تستطيع جعلك تقتربين بمنزلة اللابُعد بحثا عن حبي

و هذا جعلها تبتسم بسخرية .. نظرت له بعيون فارغة كما كان ينظر سابقا فقط ترسم إبتسامة أقسمت أنه يتمنى تمزيقها عن شفتيها لتمسك يده مبعدة إياها عنها بقوة و بغل تلك السنوات و الذكريات تعلم أنه لم يتأثر من ضغطها على يده لذلك آلمته بما أطلقت من لسانها : أبعد يدك عن أملاك زوجي .. زمن لمسة منك قد إنتهى و دعني أذكرك كما لم اخنك و انا زوجتك لن اخون زوجي معك و إذا كان قلبي يعيش من أجلك فما أجمل العيش بدون قلب ... ها أنت عشت بدونه و لم تمت

رمت له يده بجانب جسده بكل تقزز لتستدير ناحية باب مكتبه ترسم إبتسامة على زاوية فمها ملتفة له بطرف وجهها رامية ما تمنت قوله كل هذه الفترة : بعد ذلك اليوم .. إكتشفت ان إنتظار ذرة حب منك يُشبه إنتظار العبد دوره في يوم القيامة ... الفرق أنك أنت قسيم الجنة والنار هنا و أنا انثى لا تمشي فوق سراط إذا كان الوقوع فيهما ضرورة تحتمها علي قوانين الطبيعة و الآن إفتح هذا الباب اللعين دعني أخرج

لم تنظر له حتى فقط نظرت للباب حتى رأته يمد يده ممسكا بمقبض الباب و بضغطة قوية واحدة فتحه هامسا امام أذنها مرة اخرى : كان مفتوح ... و لكن يبدوا أن جسدك عبد للجحيم أو النعيم .. كما قلت الوقوع فيهما ضرورة تحتمها عليك قوانين الطبيعة

هذا فقط ليعود لحمامه تاركا إياها واقفة على وضعيتها تضغط على أسنانها بقوة قبل أن تنظر ليدها الصغيرة لاعنة إياها .. حسنا لا تلعني يدك عليك اللعنة مقبض باب مكتبه هو العالق .. توجهت لغرفتها تسب حظها طوال الطريق حتى وصلت هناك حيث وجدت إيلام جالس على حافة السرير يضع أورا فوق ساقيه .. ما إن دخلت نظر لها و لمنظرها قبل أن يبعد عيناه بطريقة مزقت قلبها مع ذلك لم يقل شيء فقط إبتسم كأنه يصارع كي يرسم شبح تلك الإبتسامة ثم فتح خزانة ملابسها ليخرج لها ثوبا

إبتلعت ريقها تقترب منه بهدوء قبل أن تحتضن خصره بمللة ملابسه من الخلف بسبب منشفتها المليئة بالمياه ... احست تصلب عضلاته لتهمس له بصوت رزين بكل ثقة : لم يحدث شيء مما تعتقده إيلام ... إنقطعت المياه في غرفتي و الخادمة أخذتني لمكتبه هناك وجدته يستحم .. لم أعلم أني في مكتبه و إلا لم أكن سأدخل .. الشامبو منعني من فتح عيناي ... أنا وعدتك فلامينغوا إنتهى من عقلي حتى لو عاش ألف سنة داخل قلبي صدقني

إلتفت لها بهدوء يمسك فستان ما بين يديه .. ثم بحنان مد يده الحرة يبعد خصلة من شعرها إلتصقت بفعل المياه : أنا آسف .. لم أقصد النظر لك بتلك الطريقة

هزت رأسها تبتسم بسخرية : لا تعتذر .. حتى أنا نظرت لنفسي هكذا في يوم ما ... لا تهتم فقط ثق بي لن أسمح له باللعب بي مجددا .. لن أسمح له أن يلمسني حتى أقسم بروح أورا التي لا أمتلك أعز منها أني لن أخونك أبدا ... ليس أنت إيلام .. لا تستحق مني ذلك .. طفلتي لا تستحق ذلك و كرامتي .. كبريائي الجميع لا يستحق مني ذلك و الآن إبتسم إبتسامتك تفعل أشياءا جميلة في يومي

هذا فقط جعله ينفجر ضحكا محتضنا إياها بقوة لاعنا نفسه لأنه شك و لو لثانية من الأمر رغم معرفته الجيدة لها ... ربما إمرأة أخرى تفعل ذلك و لكن ليس راسيل .. لا طالما كانت إمرأة تموت مع وعد قطعته .. للأسف لم تفي فقط بالوعود التي قطعتها على نفسها و لكن لكل شيء حدود تعرف نفسها جيدا .. تقتل قلبها إذا كان صوته يحكم على غيرها بالإعدام .. لم تؤذي شخصا في حياتها و لن تؤذي أبدا .. لا إيلام و لا طفلتها و لا أطفال أبرياء .. ستعيش بحمامة سلام حبست في قفص مظلم .. لا يهم إن كان المكان ضيقا و عتمته قوية ستبقى كما هي .. لن تسمح لشيء أن يغيرها لا الحب .. لا الخوف و لا الرغبة

إبتعدت عن إيلام لتلتفت لأورا التي أصدرت أصوات حماس قوية .. اللعينة الصغيرة تفرح كل مرة تراها تحتضن إيلام حرفيا كانت الصغيرة تحبه كثيرا و أساسا الوقت الذي تمضيه معه أكثر من الوقت الذي تمضيه معها ... تنام بجانبه .. تأكل من يديه .. تبكي في أحضانه ... مثل أمها تماما إتخدت من هذا الرجل طوق نجاتها .. نظرت له بطرف عينها تردف بسخرية : ستدخل الجنة إيلام هل تعلم ذلك .. أنت أنقذت روحين

إبتسم يهز رأسه : أنا في الجنة راسيل ...

أومأت بإمتنان لتقترب من صغيرتها التي كانت تجلس على مؤخرتها فوق السرير تحاول نزع حفاظاتها عنها .. هذه الصغيرة حقا خطيرة حتى الحفاظات لم تسلم منها .. فقط قدموا لها خمس دقائق و ستخلعها حقا ... أمسكت لها يديها الصغيرتين تبعدهما عن الحفاظة لتقبلهما هامسة لها : أورا صغيرتي هل تكرهين أمك ها ؟ ... نظرت لها الصغيرة بعدم فهم لتمسك وجنتيها المملوئتين : آخر مرة خلعتي حفاظاتك جعلتني أتعلم غسل الملابس بيدي .. سابقا حين كنت حاملا بك جعلتني أمسح الأرضية أيضا .. أنت تريدين موتي يا صغيرة .. هل وضعك والدك في بطني لينتقم مني بك .. سمعت إيلام يضحك بأعلى صوته لتنظر له أورا و في ثانية إنفجرت ضحكا أيضا تضحك بعدم فهم

الجميع كان يضحك كعائلة إيلام يفعل حركات مضحكة بوجهه لأورا و الأخرى تصفق و تصرخ بسعادة بينما كانت راسيل تبتسم لفرحة صغيرتها متمنية لها أن لا ترى عينيها الحزن يوما .. في كل هذا لم تنتبه راسيل للولي التي كانت مستلقية على السرير تسند ذقنها عليه و تنظر لهم بنظرات يتيم ينظر لعائلة سعيدة ... نظرت لها بطرف عينها لتنفجر ضحكا متجهة ناحيتها تهمس في طريقها بحب : ما بها لولي الجميلة .. ما بها صغيرتي الأولى

ما إن وصلت لها أدارت الأخرى وجهها للناحية الأخرى .. يبدوا أنها غارت و أخذت على خاطرها .. يا إلهي منذ اليوم الذي أنجبت فيه أورا و هذا هو حال لولي .. مع انها تلعب مع الصغيرة و رأتها في عدة مرات كي تحميها من اي شيء .. حتى مرة زحفت الصغيرة للشرفة و كادت ترمي نفسها لولا لولي التي سحبتها من ملابسها معيدة إياها للداخل مع ذلك كانت تغار منها كثيرا ... بيطريتها أخبرتها أنها تخاف على مكانتها لذلك تتخذ وضعية الحزن و البؤس كل مرة ترى فيها تقربها من أورا .. حملتها من ذراعيها محتضنة إياها بقوة لصدرها بينما دفنت الكلبة وجهها في عنقها تصدر أصوات غريبة

إيلام بسخرية : هيا راسيل توقفوا عن الدراما .. يا إلهي حتى الكلبة أصبتها بعدوى الدراما

ضحكت بسخرية تبعد الكلبة عنها لتسحب فستانها هامسة له : ماذا أفعل لم أكن هكذا أعتقد أن بقائي مع وجه العاهرة أفسدني

أومأ لها بالموافقة بينما صرخت أورا تقطب حاجبيها لتقرب راسيل وجهها من وجه صغيرتها تحرك حاجبيها بإستفزاز : ماذا والد حقا عاهرة

ما إن أنهت كلامها صفعتها الصغيرة على فمها بقوة ليضحك إيلام ... لا .. لا تفهموها بالخاطيء لم تدافع عن والدها هي فقط تضرب أي شخص يقول كلمة عاهرة ... ذلك بسببه هو .. كل مرة تقول راسيل كلمة عاهرة أمام أورا يضربها برفق على شفاهها كي لا تسب أمام طفلتها و الصغيرة حفظت هذه العادة منه أصبحت كل شخص يقول كلمة عاهرة تصفعه على فمه

بعد فترة قصيرة من المناوشات العائلية إرتدت أخيرا راسيل ملابسها ليخرجوا من الغرفة متجهين ناحية قاعة الطعام ... بمجرد أن دخلوا للداخل صفعتهم رائحة الأطعمة الشهية .. الطاولة حرفيا كانت على وجه الإنفجار من الأطباق المملوءة بكل ما تشتهيه النفس و كأنهم يستظيفون عائلة الوزير .. إبتسمت راسيل في وجه داليدا كأنها تشكرها على كل هذا .. قابلتها الأخرى بنظرات حب كبير قبل أن يجلسوا في مقاعدهم

رمت عينيها على مقعدها القديم و الذي لم يكن فارغا بل كانت زوجته جالسة هناك .. أخذت مكانها الذي تركته فارغا و هو ملأه .. لابأس أساسا هذا هو الصحيح .. ما تعيشه الآن هو الشيء الذي يستحق كل ما ضحت به ... تصالحها مع نفسه و هدوء الحرب التي كانت تقام بين عقلها و قلبها يستحق كل شيء لذلك لا وقت للحزن و الندم .. إذا أردت الندم إندمي على شيء واحد و هو إجرامك في حق نفسك ... و هذا هو جزاؤك راسيل ... إفراج مشروط

أعادت نظرها لصحنها بدون أن تنظر ناحية فلامينغوا الجالس في مكانه كعادته يمسك جريدته يقرأها بصمت قبل أن ينزلها رامقا إياهم بنظرة باردة .. إلتقت عينيها به للحظة ثم فتح فمه يريد أن يسمح لهم في البدء بتناول طعامهم إلا أن أورا قاطعته تصدر صوتا سعيدا ثم مدت يدها تسحب حبة جمبري تقربها من فمها الصغير ... نظر لها الجميع و أولهم هو بينما بدأت تأكلها و تصدر أصوات سعادة .. ثانية فقط لترى الجميع يحاولون كتم ضحكتهم

هيا لا يحضون كل يوم بمشهد رؤية احد يقاطع فلامينغوا و يبدأ الأكل بدون إنتظار إذنه .. الصغيرة متمردة حقا ... مدت راسيل يدها تسحب لها حبة أخرى بعد أن أنهت الأولى غير مهتمة بالبركان الذي ينظر لهما بغضب فكه تصلب كالحجر .. رمقهم بتقزز لعدة لحظات ثم أعاد رفع جريدته مصدرا أمره بنبرة غاضبة : تناولوا طعامكم

شرع كل واحد منهم في تناول طعامه على طريقته ... داليدا كانت تتناول طعامها من يدي جورج بينما لينا كانت تأكل بسرعة كي تلحق بأول حصة لها في المدرسة ... إيلام و راسيل كانا يطعمان أورا بينما كان جيف يقلب في صحنه بشرود تام ينظر للطعام بحسرة يتذكر أياما إشتاق لها كثيرا ... كيف كان يجلس في نفس مكانه هذا يأكل من طعامه المختلف عن طعام عائلته لأن إيما من زينت صحنه بيديها .. منذ كانت طفلة ترسم له قلبها في صحن طعامه تقدمه له كل يوم ... تصلب فكه يحاول إيقاف ألم قلبه الذي مات بعد ان غادرته .. إشتاق لها كثيرا مهما قال و تكلم لن يصف ما عاشه هذه الفترة ... كالمجنون بحث عنها في كل مكان ... بدون فائدة .. ذهب لجامعة الصحافة في الجنوب و لكنه لم يجدها مسجلة هناك .. سأل والدتها و أخبرته أنها لا تريد أن تتواصل معه إطلاقا

و بعد اشهر من التشتت بين البحث عنها و حماية عائلته فقد الأمل في إيجادها ... فقط إنتظر أن يخرج أخاه ليجدها له و لكنه صدم أن ألمه كان على يدي أخاه ... أن الشخص الذي إنتظره ليساعده كان هو نفسه من يخفيها عنه .. مع ذلك توسله .. كاد يقبل قدميه كي يعيدها له و لكنه رفض .. بكل جفاء أخبره أنها لا تريد العودة و أنها طلبت منه أن يحميها و هو وعدها بذلك .... لم يهتم أنه أخاه و مزق قلبه عليها ... تبا له كم كرهه بعد ذلك اليوم .. سنة كاملة لم يتحدث معه ... لم ينظر لوجهه حتى ... يقوم بأعماله على أكمل وجه و لكن بدون أي تواصل بينهما

اخرجه من شروده صوت لينا تهمس له بتوسل : كل قليلا أخي أرجوك

نظر لها بطرف عينه يرى نفسه القديمة في عينيها .. لينظر ليدها التي أمسكت بيده .. تبا للحياة .. جعلت من أخته المتوحشة فتاة لطيفة و جعلت من ذلك الشاب اللطيف وحش بكل معنى الكلمة .. ملامحه تغيرت بطريقة هو نفسه أصبح لا يميز هذا الذي يراه في المرآة كل صباح ... جسده أصبح مخيف بل مرعب .. تشوه بآثار الرصاص و النذوب الذي غطاها بتلك الوشوم القبيحة ... حتى شخصيته تغيرت تماما أصبح أكثر قسوة .. قلبه مات داخله .. في الداخل اصبح المكان مظلما .. كأرض غابت عنها الشمس لا هو إستطاع العيش وسط ظلامه و لا تمكن من إسكان شخص هناك و كأنه بيت كتب بإسم أنثى واحدة كانت إيما

لحد الآن لم يستطع أن يفهم كيف إستطاعت التخلي عنه هكذا رغم علمها أنه سيصبح هكذا إذا تخلت عنه ... كيف تركت حبها و إستطاعت العيش بعيدا عنه ... سمع من دايف أنها لا تسأل عنه حتى .. اخبره أنها بخير ما دامت بعيدة عنه .. و كان ذلك سبب أول دموع له ... كالطفل الصغير جعلته ينام فوق سريرها في المرفق يبكي بالساعات مشتاقا لها .. جعلته يخاف حتى تحول ذلك الخوف لرغبة في تمزيقها ... حتى أصبحت لهفته غضب يريد تفجيره فيها .. حتى اصبح هدفه في الحياة فقط إيجادها ليؤلم قلبها كما آلمت قلبه

هكذا يحدث عادة .. يجد الإنسان نفسه أحيانا إذا خاف بشدة من شيء يتحول خوفه رغبة للتخلص من ذلك الشيء فقط كي يستطيع العيش و التنفس و هذا ما يحدث له يريد إنهاء هذا الألم ليشعر بدقيقة واحدة من الراحة ..

أبعد يده من يد لينا و بوقاحة ضرب شوكته مع صحنه بقوة ليقف من كرسيه يريد الخرج من قاعة الطعام إلا أنه توقف على صوت أخاه يأمر بنبرة محذرة : عد لمكانك

أغمض عينيه يضغط على مشط اسنانه بقوة كاد يكسر بها اسنانه ... في ثانية تحولت ملامحه بدى من هناك كمختل عقلي .. عروق جبينه برزت بينما كان يهز رأسه بطريقة مخيفة و بصعوبة بالغة سيطر على نفسه ليجيب بنبرة ناشفة لا تحتوي على أي نوع من أنواع الإحترام : إهتم بشؤونك

هذا فقط ليكمل طريقه ناحية الباب يريد الخروج قبل أن يتشاجر مع أخاه أمام الجميع و لكن يبدوا أن الآخر لديه رأي لا يتوافق مع رأيه بنبرة مميتة امره هذه المرة علم أنه فقد صبره : قلت عد الآن و أكمل طعامك

هيا بما أن الأمر حتمي لم يهتم لشيء فقط إلتفت له بملامح غاضبة يعود ناحيته و بهمجية سحب جريدته من يديه ممزقا إياها لنصفين ثم ضرب له كأسه صافعا إياه مع الحائط صارخا في وجهه : قلت إهتم بشؤونك .. لا تتدخل في حياتي اللعينة .. ماذا فعلت بتدخلك ها .. ماذا فعلت عليك اللعنة غير أنك حطمتها .. أنظر لي أخي أنظر .. أنظر كيف جعلتني .. تنفس بعنف يحاول إدخال الهواء لرأتيه وجهه أصبح أحمر تماما : أنظر أي مسخ أصبحت عليه .. هل أنت سعيد الآن .. هل أنت راضٍ على الوحش الذي جعلتني عليه .. أنت .. رفع أصبعه في وجهه مشيرا ناحيته بأصابع الإتهام : أنت من حطمت حياتي حين أخذت إيما عني لذلك لا تتدخل في أي شيء يخصني فقط إلتهي في حياتك التي حطمتها أيضا ... إذا كنت تريد جعلي مختل عقلي مثلك فحسنا هنيئا لك لقد أصبحت نسخة عنك و الآن إبتعد عني .. فقط تذكر أنك أخ غير شقيق لي و لا تحاول تقمص دور الأخ الأكبر الذي يموت من أجلي .. انت من قتلني أخي

قال كل ما لديه بنفس واحد ملامحه تجهمت تماما بينما نظر له الآخر بعيون باردة خالية من المشاعر : هل إنتهيت

سأل بهدوء ليبتسم بسخرية هازا رأسه بلا فائدة ... أجل لا فائدة مهما قلت و مهما فعلت لن يهتم .. لم يهتم و هو يراك لسنة كاملة تتمزق أمامه و تحتضر ببطء لذلك لن يهتم الآن أيضا لذلك و بهدوء إبتعد عنه ينظر له بنظرات لوم و عتاب غير مهتم لما ينتظره فقط نظر له بتلك النظرات التي قطعها فلامينغوا يقف من كرسيه ينظر له بنفس تلك النظرات المميتة و في ثانية وجد وجهه ملتصقا مع الطاولة .. عمته و الجميع كان يحاول تهدأة فلامينغوا بدون فائدة .. شد قبضته على جمجمة أخاه ليقرب فمه من أذنه مردفا بنبرة مرعبة : إفعل سيرك الحمير هذا مرة أخرى أمامي و سأجعلك أكبر مهرج بعد أن أشوه وجهك ... و بخصوص تلك الصغيرة إفهم أنها لا تريدك ... ألا تفهم عليك اللعنة .. الفتاة قالت أنها ستقتل نفسها إذا رأتك مرة أخرى .. نستك جيف و أنت أيضا إنساها .. يكفي لقد حطمتها و إلا لما تركتك .. نل عقابك بصمت لسنا مضطرين لتحمل هذه الدراما التي تعيش فيها .. صبرت عليك سنة كاملة .. سنة لعينة بأكملها و لكن إنتهى صبري .. ستعود لعقلك غصبا عنك و تلك الصغيرة ستطردها من جمجمتك .. دعها تعيش

ما إن أنهى كلامه أحس جيف به يبعد قبضته القاتلة عنه ليرفع رأسه من الطاولة ينظر لعمته و لينا تبكيان عليه بصمت .. فقط مسح الدم من فمه و أنفه ثم نظر لراسيل التي كانت تحتضن صغيرتها و تحاول وضع يدها على فمها كي توقف أصوات سعادتها يبدوا أنها أحبت المشهد الذي رأته .. إبتسم بسخرية يوميء بتفهم ليعيد نظر لأخاه .. نظر له قليلا لينفجر ضحكا كمختل عقلي مومئا بتفهم : حسنا سأدعها تعيش حين تفعل أنت أيضا ذلك أخي

لاحظ كيف تصلب فك الآخر بقسوة ليقترب منه مقربا فمه من أذنه هامسا هناك بصوت لم يسمعه غيره : حين تتركها تعيش بسلام سأترك أنا إيما تفعل ذلك و إلى يومها لا تنهاني عن شيء و تفعل مثله ... قبل خده بعد ذلك يبعد وجهه عنه يزيد من إبتسامته القبيحة : آسف أخي لم أقصد الصراخ في وجهك .. أعتقد أنها آثار المخدرات
هذا فقط ليخرج من قاعة الطعام تاركا الآخر ينظر له بنظرات غريبة .. كان ينظر كأنه يرى ضياع أخاه قبل أن تتدخل داليدا بسرعة تمسك ذراعه بحنان : لا تغضب منه .. يمر بمرحلة سيئة جدا فقط إصبر قليلا و سيعود جيف القديم ... تنهد بغضب يبعد ذراعه عن يدها ليخرج بصمت تام بينما بقيت واقفة مكانها تنظر لظهره بحزن كبير ... تحدث معه عدة مرات في هذا الموضوع و لكن هكذا هو سافيدش .. رزين عاقل صبور في كل شيء عدا ما يخص إخوته .. يتحول لرجل مجنون او بالأصح يتحول لأب يرى إبنه يضيع و يحاول مساعدته بأي طريقة

نظرت للينا التي قبلت خدها تحتضنها بحنان : هيا عمتي لا تحزني من أجل الصغير سيحزن أيضا .. مظرت لبطنها و في ثانية إبتسمت ناسية كل همومها توميء بتفهم قبل أن تودعها لينا تخرج لعملها ... نظرت لزوجها جورج الذي وقف من مكانه يحمل هاتفه في يده ك حسنا داليدا إرتاحي حبيبتي سأذهب للعمل الآن و سأتصل بك لا تجهدي نفسك رجاءا

أومأت بطاعة ليقبل خدها بدوره و خرج و لم يبقى في قاعة الطعام سوى راسيل و إيلام إضافة إلى سارينا و آيدا ... سحبت نفسا عميقا و هي ترى الحرب العالمية الثالثة تكاد تبدأ و التي إفتتحتها سارينا رامية كلامها لراسيل بينما تنظر لصفحتها على الأنستغرام : الجميع يتحدث عنك عزيزتي راسيل

نظرت لها الأخرى بنظرة جانبية رافعة حاجبها بإستخفاف : و متى لم يتحدثوا عني ... أنا لست شخص يستطيع الإنسان نسيانه بسهولة

ضغطت على اسنانها بقوة تحاول إبتلاع ريقها بطريقة عادية تفهم قصد اللعينة الأخرى ... أجل لم تكن شخصا يستطيع الإنسان نسيانه بسهولة و أكبر دليل على ذلك هو زوجها أخفت إنزعاجها بسرعة تهز رأسها بسخرية : و لكن ما يقولونه عنك هذه المرة قبيح جدا

عقدت راسيل حاجبيها بإستغراب لتقف سارينا من مكانها متجهة ناحيتها ثم جلست على الكرسي الفارغ بجانبها لتبدأ في قراءة ما تم كتباته : إنتقال الفنانة المعتزلة راسيل جيوفيتشي لقصر زوجها السابق برفقة زوجها الحالي و طفلتهما بسبب المداهمة التي حدثت على منزلها

راسيل : و أين القبيح فيما كتب لا أفهم ؟

إبتسمت سارينا تريها التعليقات بينما تلت عليهما إحداهم : "لابد أنها شعرت بالغيرة من الممثلة الصاعدة سارينا دوستيوفيسكي و مثلت دور المسكينة أمام زوجها السابق المعروف بنبله فقط كي تفسد علاقتهما .. حقا راسيل أصبحت عاهرة"..

نظرت راسيل للتعليق المكتوب بينما تمسك الهاتف في يدها و كادت تجيبها إلا أن أورا سبقتها تصفع سارينا على فمها بقوة عاقدة لحاجبيها .. أوووه قالت عاهرة أمامها حسنا إذا تستحق ذلك ... نظرت سارينا للصغيرة بصدمة بينما رمقتها الأخرى بنظرات غاضبة لثانية رأت نظرات سافيدش في عينيها قبل أن تقف راسيل من مكانها معيدة الهاتف لها بينما حملت صغيرتها تحتضنها لصدرها مقدمة لها الإجابة بسخرية : في المرة القادمة التي تعلقين فيها بحساب آخر تشمينني به تأكدي من حذف الحساب من التطبيق عزيزتي ..

هذا فقط لتخرج من قاعة الطعام تاركة سارينا تنظر للحساب الذي فتحته تشتم به راسيل في ذلك التعليق لاعنة نفسها لأنها لم تحذفه من التطبيق و لكنها لن تتوقع أن تتجرأ الأخرى على التفتيش في جهازها .. إبتلعت تلك الإهانة لتتلقى أول تعليق على الحساب المزيف من إحدى متابعين راسيل كتب لها "ضاجعي نفسك"... إحمر وجهها لتنظر بطرف عينها لإيلام الذي إبتسم في وجهها بإستفزاز هازا هاتفه في يده ... أجل اللعين هو من قام بشتمه من حساب آخر ... فقط اللعنة عليهم ... فقط وقفت من مكانها بغضب لتخرج أيضا

إنفجرت داليدا ضحكا لا تصدق كيف حولت راسيل هذا القصر في يوم واحد .. من مسلسل ممل فيه علاقات سامة لمسلسل مغامرات ... يبدوا أنهم سيحضون بأيام من خارج هذا الكون بما أنها عادت ... هيا على الأقل تمسح غبار الملل عنهم قليلا .. إلتفتت لآيدا التي إقتربت منها تضع يدها على بطنها : كيف شعورك و أنت حامل داليدا ؟

أجابتها تنظر لبطنها : جميل .. أنا سعيدة جدا

آيدا بإبتسامة ماكرة : رائع

هذا فقط لتخرج من قاعة الطعام تمشي في القصر الذي قتلوا فيه شقيقها و الجميع شهد على ذلك .. لم يتدخلوا حتى و لم يمنعوا ذلك و لو بكلمة واحدة ... مرت فترة طويلة كافية لمسح الجراح و لكنها لم تكفي لتنسيها ألمها ... كاليوم تماما تتذكر ذلك اليوم و منظره مرمي على الأرض ميت بعد أن أكمل ذلك الخنزير تشويهه .. الجميع وقف و نظر له بعدم شفقة لذلك ستهلكهم جميعا ... بالفعل أغلقت حسابها مع جيف .. أخذت منه إنتقامها أما لينا فما عاشته من ألم بسبب ليام كان كافيا ليريح لها قلبها ... بخصوص سافيدش من الأول كانت تعلم أنها لن تتمكن من اللعب معه لذلك لم تضعه في حساباتها و لكن السماء إنتقمت منه ... مشهد راسيل تقبل إيلام أمامه و منظره الآن يتعذب برؤيتها أم لطفلة رجل غيره محرق للغاية ... إذا لم يبقى في قائمتها سوى شخصان .. أولهما الخنزير اللعين دايف و في طريقها ستمزق قلب داليدا و هكذا ينتهي إنتقامها و تعود لمدينتها سواء قطعة واحدة أو مقسمة لأجزاء

خرجت من القصر بأكمله تغلق الخط في وجه عشيقها من الجامعة .. لا تنوي الذهاب للجامعة اليوم لديها درس أهم ستعلمه للخنزير اللعين .. بهذا دخلت للمرفق التابع للقصر حيث يسكن لتجد والدته اللطيفة تقوم بإعداد الفطائر .. يا إلهي كم أحبت هذه المرأة .. لا لم يكن نفاق أو حب مصلحة .. احبتها حقا بدون مقابل لأنها أفضل شخص في هذا المكان .. كانت لطيفة و حنونة عليها جدا .. تهتم لها كثيرا و نوعا ما تفرغ شوقها لصغيرتها إيما معها .. لا يؤلمها قلبها و لا تشعر بالندم إلا حين تتذكر أن هذه المرأة أكثر من سيحزن من أجل الخنزير اللعين

إقتربت منها بهدوء لتسند ذقنها على كتفها تمد يديها لبطنها و كما تفعل إيما تماما أمسكت طبقات اللحم لديها تلعب بهم لتنفجر الأخرى ضحكا : ماذا وجدتهم في هذه الطبقات لا أفهم جميعكم تفعلون نفس الحركة .. هذا كله من دايف هو من بدأها سأريه

قبلت خدها بحب تجيبها : لا تخجلي بشيء خالتي ... هذه البطن الجميلة حملت طفلين إفتخري بذلك .. على الأقل أنت خسرت شيئا من أجل أطفالك ... أنا أمي لم تفعل شيئا من أجلنا حتى خسرنا أخي ...

نظرت لها الاخرى بحزن لتلتفت بكامل جسدها محاوطة وجنتيها بحنان : لا تقولي ذلك آيدا .. أمك المسكينة في ألمانيا تتعالج بعد ما حدث مع شقيقك

إبتسمت بسخرية توميء رأسها : أجل تتعالج بعد أن خسرناه لو فعلت شيئا من الأول لما حدث كل هذا ... إمي طمعت جدا خالتي .. أذكر أننا كنا نعيش حياة عادية سابقا ... كان لدينا منزل بسيط فيه ثلاث غرف و صالون .. مطبخ و حمام متوسطا الحجم... حياة بسيطة جدا و لكنها سعيدة ... كنت في الثامنة .. اذكر جيدا كيف كان أخي يمضي يومه في لعب كرة القدم بينما كانت أختي آاراندا تساعد أمي في المخبزة .. و أبي يقدم المعجنات للزبائن ... كنت سعيدة جدا و راضية أجمل شيء بالنسبة لي هو وصول الشهر الذي سأشتري فيه ملابس جديدة ... كانت أمي تذخر كل شهر مبلغ من المال لتشتري به ملابس لواحد منها و كوني الصغيرة كنت الأخيرة بينهم و احيانا كان أخي يقدم لي مبلغه لأشتري لنفسي ... حياة جمعنا فيها الحب و الحنان حتى أتى ذلك اليوم الذي زارنا زبائن غيروا حياتنا

أغمضت عينيها تتذكر ذلك اليوم تقصه عليها بحذافيره : كان يوم عيد ميلادي .. اليوم الذي أتممت فيه الثامنة من عمري ... كنا مجتمعين على كعكة عيد ميلادي الذي توسطها رقم 8 و فجأة بدون سابق إنذار فتح باب مخبزتنا ليدخل السيد سافيدش برفقته جيف و لينا و العمة داليدا ... لم نتعرف عليهم كوننا لا نمتلك أي أخبار عن عمي ... منذ تزوج بإمرأة من المافيا إنقطعت عنا كل أخباره و لم نسمع عنه شيء غير خبر وفاته بعد ذلك قامت المحكمة بتقديم الوصاية لأبي و لكنه ترك جيف و لينا مع داليدا مع ذلك بقيت وصايتهم له ... في ذلك اليوم سحب السيد سافيدش كرسي لنفسه جلس عليه بكل غرور و تعجرف ... كان في ال24 سنة على ما أعتقد و لكن نظراته لرجل هرم في الحياة .. رغم صغري و لكن كل غرائزي أخبرتني أن هذا الرجل خطير فقط سكتنا جميعا ننظر له و للطريقة التي نظر بها لكعكة عيد الميلاد ثم ألقى كلامه عرضه على أبي .. اخبره أن يتنازل له عن وصاية جيف و لينا مقابل أن يغير له حياته .. يقدم له كل ما يريده مال و ممتلكات و نفوذ .. و رغم إمكانه من فعل ذلك بدون مقابل و لكنه لم يرد قتلنا أعتقد أنه فضل الطرق السلمية ... أبي لم يرفض التنازل عن وصاية جيف و لينا لأخاهم الذي لم يراه أحد من قبل مع ذلك رفض المال .. لم يرد مال حرام قال أنه سيبعد أطفاله عن هذا العالم القبيح و لكن أمي أقنعته .. كانت جشعة جدا ... اصبحت تبكي و تخبره أنها تعبت من العمل في المعجنات و ان تريد حياة سهلة و مريحة ... و هكذا أقنعت أبي لتخطوا أول خطوة في تحطيم حياتنا ... أختي إنهوست بالسيد سافيدش من أول مرة رأته .. ذهبت له و طلبت منه أن يدربها برفقة لينا و ستكون تابعته في بلدتنا .. اخي دخل مجال خطير بعد تعاطيه للمخدرات .. امي اصبحت من نساء المجتمع و ابي فقد ذلك الجانب الجميل به .. ذاق حياة الترف الذي كان خائفا منها .. و في خوفه وقع أصبح زير نساء مع ذلك امي لم يعد يهمها برد قلبها تماما و كل همها ان لا يخونها مع إحدى نساء المجتمع و لا يهم إن كانت عاهرة صغيرة أو كبيرة المهم ان لا يفضحها

إبتسمت بإنكسار تهز كتفيها بينما إمتلأت عيناها بالدموع تقول كل ما كتمته في قلبها لسنوات : أنا في كل هذا لم أستطع ... لم استطع التغير بسرعة مثلهم .. كنت أركض خلف تغيراتهم بجهد كبير أريد اللحاق بهم .. اريد أن امسك شبرا من السعادة التي كنا نعيشها بلا فائدة ... كنت صغيرة جدا و لا احد منهم إهتم لذلك .. أخي أصبح يعيش في عالم آخر لا يوجد فيه غيره و تلك السعادة التي تقدمها له المخدرات .. اختي آراندا أصبحت وحشا قاسية و هجرتني تماما .. لم تعد تهتم لي ... امي ايضا لم تعد تهتم تسكت فمي كل يوم بمبلغ كبير من المال لأشتري به ما أريد ... فعلت أيضا إشتريت الملابس التي كنت أحلم بإرتداءها حتى أصبحت الملابس شيء لا يستهويني رغم أني اعشقها منذ نعومة اظافري حلم حياتي ان اصبح مصممة ازياء و ها أنا أحقق حلمي و لكن شغفي مات منذ تغيرت عائلتي و تشتت .. ربيت نفسي بنفسي و لكن أخبرك كيف تقوم مراهقة بتربية نفسها

تجعدت ملامحها بقهر لتنفجر بالبكاء تتنفس بحرقة : اصبح يومي عبارة عن النوم في المدرسة صباحا و السهر في الملاهي الليلة الغير قانونية ليلا ... حتى صديقاتي كن أسوأ مني ... لا اذكر كم شاب قبلته منذ وعيت على نفسي .. كم رجل إخبرت معه جسدي مع ذلك لم أسمح لأي أحد أن يأخذ عذريتي لأنها كانت شيء محرم علي .. شيء ليس من حقي رغم أنه في جسدي ... حددوا عدم مليكتي لذلك الجسد منذ بدأت اشعر بنعومة أظافري ... ستتزوجين من جيف آيدا .. هكذا كان الأمر .. بلا حب .. بلا أي شيء فقط سأتزوج من إبن عمي الذي لم أراه إلا مرة واحدة ... لم يهتموا لمشاعري .. هل سأغرم به أو لا ... فقط ألقوا حكم إعدامي و طلبوا مني أن أتقبله بإبتسامة ... هل تعرفين الشجعان الذين ماتوا في الحرب إعداما يرسمون إبتسامة رضا ... هكذا أرادوا مني أن أفعل .. طلبوا من مراهقة لم ترى الحياة ان تكون شجاعة ... و انا حاولت و لكني فشلت .. حقدت على كل شيء اصبحت احاول العيش .. احاول تجربة كل شيء قبل ان يتم وضعي في غرفة كعبدة لرجل لا أعرفه و مع مرور الايام و السنوات وجدت أول حب لي .. كان شاب أكبر مني بقليل أحبني بصدق و حاول إبعادي عن الهاوية التي كنت أسير فوقها ... أمسك بيدي كما تمنيت أن يفعل أبي و ربت على شعري كما تمنيت أن تفعل أمي .. سمعني و شاركني كما انتظرت من اخي و اختي ان يفعلا ... نظر لي على أني فتاة صغيرة تتقمس دور الشريرة السيئة ... رأى ذلك الجانب داخلي و جعلتي أراه .. احببته بشدة .. عشقت حتى النظر لوجهه ذو الملامح البسيطة .. ساعدني عالج قلبي و أنا حطمته .. مزقته و هجرته بسبب قرار العائلة

مهما حاولت لن أستطيع وصف ما شعرت به و انا اقف امام نافذة حفل زفافه من صديقتي ... حاول معي كثيرا لسنة تقريبا و حين لم ينفع ذلك تحول حبه لي لكره و إنتقم مني ... لم أظهر له ذلك و لكن إنتقامه قتلني ... منذ ذلك اليوم حقدت بشدة ... حين أتوا بي إلى هنا لم أتقبل أن ما خسرته بأكمله كان من أجل شخص لا ينظر لي حتى ... صديقني في الأول لم أعلم أنه يحب إيما رغم علمي لمشاعرها و لكني تجاهلت ذلك ... قلت في نفسي لم يشعر بي أحد إذا لماذا سأشعر بها ؟ ... و هو إستغل ذلك ككل الرجال لم يرحمني .. و في النهاية رماني كالقمامة و إختار لنفسه إيما ... لم أحبه يوما فقط أردت شيئا يخصني كان لديه و هو سنين حياتي التي عشتها أبكي .. عقلي لم يتقبل الخسارة لذلك حاولت ليس رغبة في الزواج منه ... مسحته من عقلي منذ اليوم الذي رأيته مع إيما في غرفتها ... ذلك اليوم رميت فيه جيف مع ذلك أردت تلقينه درس و كانت إيما الضحية ... لم أقصد الكذب عليها .. سكتت قليلا لتبتسم بسخرية : حسنا قصدت الكذب و لكن لم يكن هدفي إحزانها هي .. إيما ليست عدوتي هدفي كان جيف و هي كانت السلاح

أنهت كلامها تنظر لساقيها المرتجفتين لتشعر بيد الأخرى تمسح دموعها بحنان : لا تبكي أنت أيضا ضحية آيدا و لا تخافي إيما لم تتخلى عن جيف بسبب خطتك للإنتقام منه ... بل تخلت عنه لأنه إستغلك .. و من يستغل أنثى لن يشفق على الأخرى .. عزيزتي إذا لم تشعر المرأة بمثيلتها فكوني متأكدة أن الرجل لن يرحم كلتاهما ... نحن جنس حواء علينا الوقوف بجانب بعضنا البعض جنس آدم لا يمتلك قلبا ليشعر بأوجاعنا

نظرت لها آيدا بخجل لتبتسم الأخرى في وجهها محتضنة إياها لصدرها ... لن تنكر أنها حزنت بسبب ما فعلته آيدا في باديء الأمر و كذبها على إيما كونها في علاقة مع دايف و لكن بعد ذلك غيرت رأيها حين أخبرتها إيما أنها ليست منزعجة بسبب كذب آيدا و أنها كانت ستتخذ ذلك القرار مهما كانت صفة الفتاة التي إستغلها جيف ... حبيبة أخاها او خادمة .. حتى لو كانت عاهرة ليس من حقه أن يستغل جسدها ليستكشف جسده هو

أبعدت رأسها عن صدرها قليلا تنظر داخل عينيها الدامعتين : هيا صغيرتي إذهبي لتغسلي وجهك سأضع طعام الفطور أعلم أنك لا تتناولين الفطور في القصر رغم جلوسك معهم في طاولة واحدة

أومأت لها آيدا لتبتعد عنها متجهة للحمام ... كانت حقا جائعة لأنها لا تتناول الفطور إلا هنا ... منذ قتلوا شقيقها أقسمت أن لا تتناول شيئا معهم ... بهذا في عقلها فتحت الحنفية لتبدأ في غسل وجهها

في الغرفة المجاورة إبتسم دايف بخبث في وجه تلك الخادمة الجديدة التي بدأت العمل أمس .. بينما كانت الأخيرة ترتدي ملابسها و تبتسم في وجهه بدورها ... أنهت ملابسها لتقترب منه ملتصق بعضلات صدره تتحسسه بإغراء : هل نعيدها الليلة أيضا ؟

سكت يفكر قليلا ليتذكر أنه إتفق على إمضاء هذه الليلة مع خادمة أخرى بدأت العمل أمس أيضا .. ليبتسم بلطف ممسكا وجنتيها بين يديه و بشغف قبل شفاهها بعمق مجيبا إياها : الليلة لدي عمل مهم ... دعيها للغد

أجابته بهدوء تتجه ناحية النافذة : حسنا إذا أراك لاحقا حبيبي

دايف ينظر لمؤخرتها : باي حبي

خرجت من النافذة ليغلقها خلفها ساحبا نفسا عميقا ينظر لإنعكاسه في المرآة ... كيف كان و كيف أصبح ... يمرر عيناه على ملامحه التي تغيرت كثيرا ... كان في ال31 من عمره فقط و لكن الحياة جعلته يبدوا اكبر من سنه .. اصبح يعيش فقط ليتعذب برؤيته داليدا تعشق زوجها .. تحمل طفلها .. و تسعد بحياتها الجديدة تاركة إياه خلف ظهرها كشيء إنتهت صلاحيته .. حسنا يعلم جيدا أنها ليست مذنبة هذا هو إتفاقهما من الأول أن يمارسا الجنس بدون مشاعر ... لم يتجرأ يوما على مصارحتها بحبه لذلك كانت و لازالت جاهلة لمشاعره ناحيتها مع ذلك لا يستطيع أن لا يحقد عليها ... لم يستطع تقبل الأمر و لا تخطيه لأنه ببساطة أحبها كثيرا .. لدرجة تعمي عيناه عن كل شيء ... تبا اصبح يعيش فقط يحاول كل ليلة أن يغلق فمه و لا يخبرها زوجها أنه كان عشيقها ... و ان لا يكسر عنقه كل مرة يتحدث الآخر عن حبه لها ... ليس من حقه أن يحبها ... ليس من حق أي رجل غيره أن يحبها

إبتسم بقبح يقرب وجهه من المرآة ينظر لظلام عينيه الذي سيبتلع كل شيء قريبا مومئا لنفسه هامسا بصوت أشبه بفحيح الأفاعي : إما أنا أو الوحدة داليدا ... يا أنا يا الوحدة لا سعادة لك بيبي

يقال أن الحب أناني .... اجل هو كذلك لهذا تبا لكل شيء .. إن لم تجد لنفسها السعادة معه لن يسمح لها أن تحصل عليها مع رجل آخر ... سيحطم كل شيء بنته لنفسها .. سيريها أنها لا تستحق السعادة التي لا يكون جزءا فيها ... لن يعيش وحيدا لوحده .. لن يكون الطرف المضحي .. الرجل الذي يحب بصمت يكفي .. سكت لعدة سنوات و لن يصمت مجددا هذه المرة سيتكلم و لكن حروفه ستكون مختلفة ... سيغير من السيناريو و سيكتب نهاية مختلفة إما يكون فيها سعيدا معها أو يعيش كلاهما في حزن أبدي .. هو قلبه محروق عليها و هي قلبها محروق على حب حياتها

بهذا في عقله فتح باب غرفته يريد التوجه للحمام كي يغتسل و لكنه توقف و هو يرى آيدا مسندة بكتفها على إطار الباب الخارجي تبتسم بطريقة ماكرة ... قلب عينيه بملل يسند ظهره على الجانب الآخر من إيطار الباب ينظر لها : أرى أنك أصبحت تبقين في منزلي أكثر مني يا صغيرة

آيدا بإبتسامة خبيثة : رأيتك

دايف بعدم فهم : رأيتني ماذا ؟

آيدا بصوت مرتفع : رأيتك من فتحة الباب مع تلك الخادمة في.... قاطعها دايف بسرعة يغطي فمها بيده ساحبا إياها داخل غرفته ليغلق الباب خلفهما صافعا ظهرها مع الجدار بينما حاوطها من الأمام ... نظر داخل عينيها بغضب : تبا لك هل جننت .. اخفضي صوتك إذا سمعتك أمي لن تسكت على مدار سنة كاملة ...

لاحظ كيف رفعت حاجبها بسخرية ليرفع إصبعه في وجهها بطريقة محذرة : سأبعد يدي عن فمك و لكن لن تصرخي هل إتفقنا .. أومأت له ليبعد يده عن فمها لتسحب نفسا عميقا تمسك خصلة من شعرها الأشقر بين أصابعها تلعب بها : بما أنك تعلم جيدا أن أمك لا تحب إحضار خادمات القصر للمنزل إذا لماذا تفعل ذلك ؟.... احصل لنفسك على حبيبة و احضرها كما تشاء لن ترفض ذلك و لكن توقف عن كونك زير نساء ... كل خادمات القصر مارست معهن الجنس ... اعتقد انك إختصاصك نساء كبيرات و خادمات .. جد لنفسك فتاة تليق بك

دايف بسخرية : فتاة تليق بي ؟ ... و من هذه الفتاة يا ترى .. أنت؟

آيدا بإبتسامة مسنفزة : لا بل خنزيرة تشبهك ... لا يجب الخروج عن القطيع عزيزي دايفل

دايف معيدا كلامها بقرف : لا يجب الخروج عن القطيع عزيزي دايفل .. و أكمل بسخرية : حسنا بما أنك تعلمين ذلك إذا ماذا تفعلين في بيتي مع امي ... إذهبي لقطيع العاهرات خاصتك

آيدا تلعب بخصلة شعرها : بعد أن سمعت بدخولك لقطيعي خرجت منه

ما إن أنهت كلامها صرخت بأعلى صوتها تصعد فوق سريره هاربة منه ... صعد فوق السرير يحاول إمساكها و لكنها إختبأت داخل الخزانة تسبه و تشتمه من الداخل .. ضرب باب الخزانة بقدمه يصرخ عليها : أخرجي عليك اللعنة .. تبا لي أخرجي آيدا أقسم بخالق السماء سأقطع عضوك من جسدك

آيدا من الداخل : لماذا أتريد أن تتحول جنسيا ؟ ... تبا لك غير مقبول بك في جنس النساء أنت عار على كل الأجناس لم تصلح لا رجل و لن تصلح إمرأة يا خنزير

أغمض عينيه لاعنا حياته بسبب طويلة اللسان هذه لا يفهم من دعى عليه أن يصبح مجنون و قبلت السماء دعاءه لذلك أرسلت له آيدا ... منذ خرج من السجن وجدها هدمت حياته رأسا على عقب .. مجرد رسالة بسيطة فيها صورة إصبعه الأوسط إستغلتها و كتبت عليها فيلم هندي ... على اساس يعشقان بعض و زواج إيما من جيف هو العائق .. مع أنه ذهب للمكان الذي تختبأ فيه أخته إيما و أخبرها بكل الحقيقة ... أنه لم يجمع بينه و بين آيدا أي علاقة حب أو شيء من هذا القبيل و لكن إيما رفضت العودة على أساس أن جيف إستغل آيدا .. يا إلهي لا يفهم لماذا أخته هكذا .. حطمت سعادتها متعاطفة مع هذه الأفعى الصفراء ... لو كانت له لما أشفق عليها حتى ... سحب مقبض الخزانة يريد فتح الباب و لكنها كانت تشد من الداخل و خوفا من أن يكسر باب الخزانة التي إشتراها الأسبوع الماضي بسعر باهض ترك المقبض يوميء بتوعد لها

سحب مفتاح الخزانة من الدرج ليغلق الباب عليها ثم جلس على سريره مقابلا لمرآة الخزانة يشعل سيجارة لنفسه .. وضع ساق فوق ساق و هو يسمع صوتها تهمس من الداخل : سيد خنزير ؟

لم يجبها لتعيد المناداة مرة أخرى و نفس الشيء لم يجبها حتى ابتسم بسخرية يسمع ما كانت تقوله : إذا كنت تعتقد أنك ستخدعني بهذه الطريقة لتجعلني أخرج على اساس انك غير موجود فإنسى هذا الحلم عزيزي لن اخرج

دايف ساحبا نفسا من سيجارته : هذا اذا استطعت الخروج أساسا بيبي

لم تفهم قصده حتى حاولت الخروج من الخزانة لتجده اغلقها بالمفتاح ... نظرت حولها للظلام لتردف بغضب : افتح عليك اللعنة هل جننت سأختنق في الداخل افتح بسرعة

تجاهلها مجددا يكمل تدخين سيجارته بينما كانت هي تصرخ عليه كي يفتح الباب بدون جدوى فقط أنهى سيجارته بكل برود ليقف من مكانه يحمل بدلته في يده و منشفة فوق كتفه : ستبقين هنا و فكري في كسر خزانتي الجديدة و سأكسر عظامك بأكملها

توجه ناحية الباب غير مهتم لصوتها تصرخ بأعلى صوتها حتى جمدته أرضه تتكلم بنبرة ماكرة : حسنا إذا سأخبرهم بخصوص العمة داليدا

لعن تحت انفاسه يضغط على أسنانه بغضب لاعنا اليوم الذي علمت فيه بأمر مشاعره اتجاه داليدا .. كل هذا من جادس اللعين كانو جالسين في الحديقة قبل عدة أشهر و تحدثوا عن داليدا ينصحه أن يبتعد عنها و لا يفعل شيء مجنون كي لا يرى وجه فلامينغوا الآخر و الساقطة الصغيرة سمعت كل شيء و من يومها أصبحت تهدده أنها ستفضح أمرهم ... تنهد يرمي ملابسه على السرير مرة أخرى ليعاود فتح باب الخزانة .. ما إن اخرجت رأسها سحبها من قميصها بقوة و كالريشة وجدت نفسها بين يديه ... رماها على سريره ثم إعتلاها بدون أن يسند جسده عليها فقط منعها عن التحرك تاركا مساحة بينهما ليتكلم بنبرة غاضبة : ماذا تريدين من لعنتي يا صغيرة .. أنظري لا أمتلك مزاج لألعب معك ألعاب الأطفال فقط إبتعدي عني أحسن لكلينا

آيدا بغضب : أولا لست صغيرة في بداية الخريف سيصبح عمري 21 سنة .. ثانيا من أخبرك أني أريد اللعب معك

قرب وجهه من وجهها متعديا مساحتها الشخصية ليهمس هناك: إذا ماذا تريدين

أبعدت وجهها عنه تلتفت للناحية الأخرى متجنبة أنفاسه على شفتيها : أريد التكفير عن ذنبي

لم يفهم قصدها لتبتسم بمكر تبعده من فوقها بهدوء ثم جلست بجانبه على حافة السرير ... امسكت يده بين يديها تحت صدمته لتبللو شفتيها تنظر له بملامح الجرو ... رفع حاجبه بإستغراب واضح حتى تكلمت توضح قصدها : أنظر أنا إستغللت رسالتك سابقا لأفسد علاقة جيف و إيما و بما أنك كنت شريكا لي في الجريمة حتى و لو بدون قصد منك فأنا قررت أن اساعدك لتكمل حبك مع العمة داليدا

هذا جعله يضحك بأعلى صوته بينما شاركته هي الضحكة ... تبا تساعده ... آيدا تساعده هو في إكمال حبه ... هذه أحلام العصر الضائع لذلك نظر لها بسخرية يضرب جبينها : عليك زيارة طبيب بسرعة صغيرتي

آيدا : لا تستعمل صيغة التملك و انت تتحدث معي و بخصوص ما قلته لك فأنا جادة ... رأيت بأم عينيك كيف أفسدت علاقة جيف و إيما و خرجت منها كالشعرة من العجين .. حتى جيف لا يعلم أني أخبرت إيما عما كان بيننا .. لذلك أنا أمتلك خطة نفسد بها علاقة العمة داليدا و السيد جورج و ستخرج منها كالشعرة من العجين ... لا في الحقيقة ستخرج من الأمر على انك البطل الذي أنقذها من الزوج المخادع و هكذا لن تثق برجل غيرك بعد الآن ... هل تريد سماع خطتي؟

لاحظت كيف نظر لها بتوتر شيء في نظرات عينيه كان يتوسلها أن تساعده ... انه حقا يعشق داليدا و لا يريد ان تكون مع رجل غيره حتى لو لم تحبه لذلك قربت فمها من أذنها هامسه له بصوت اشبه بفحيح الأفاعي : حسنا إذا إفتح اذني الخنزير خاصتك جيدا شريكي في الجريمة ..

**

نزلت فيكتينا من سيارتها تنظر لساعة يدها التي كانت تشير للساعة التاسعة صباحا فقط سحبت نفسا عميقا تحمل ملفات الشركة التي طلبها سافيدش .. إتصل بها قبل ساعة يطلب منها أن تأتي بكل الأعمال للقصر على أساس أنه ليس بخير اليوم و يريد العمل في المنزل ... حسنا لو كانت لا تعرف جيدا لقالت أنه حقا ليس بخير و لكن هذا الرجل حتى لو كانت هناك رصاصة في منتصف بطنه سيكون بخير .. حتى و هو ليس بخير سيكون بخير رغما عن الألم و لكن يبدوا ان قلبه ليس بخير ... شيء به اصبح واضح بطريقة ما .. لاطالما كانت متأكدة أنه ليس من النوع الذي يجيد إخفاء مشاعره أو إدعاء عكسها ..
رجل مثله لا يجيد السيطرة إلا على المشاعر التي علموه إياها في المختبر باقي المشاعر كالحب ... الأبوة .. كل هذه الأشياء لا يجيد السيطرة عليها أبدا بل لا يعرف حتى كيف يتعامل معها و هذا ما أثبت لها أنه لا يعلم حقا بأن أورا صغيرته ... لو كان يعلم سيتحرك .. سيأخذها و يخفيها في مكان لن يراها فيه الجن الأزرق .. أساسا لا مصلحة له في إدعاء عدم علمه بنسب الصغيرة له .. لأنه ببساطة يعلم أن أعضاء المنظمة لا يهتمون بنسله هو ... لا يوجد لديهم أي مشكل معه أو رغبة في إختطاف ابناءه اي انه ليس هو الخطر الذي يحوم بالطفلة ... بل المشكلة تكمن في راسيل المسكينة ... يريدونها هي بأي طريقة حتى لو كانت تلك الطريقة إستغلال اطفالها ضدها و هذا شيء لن يسمح به سافيدش حتى في سابع حلم لهم ... لن يترك طفلته عرضة للخطر لو كان يشك و لو مجرد شك بسيط في أنها منه

قاطع افكارها خروج آراندا من باب القصر لتبتسم بسخرية تقلب عينيها بملل : أي عصفور تبرز من السماء حتى سقط برازه امامي الآن ؟

إبتسمت آراندا تقترب منها بسخرية ساحبة سيجارة لنفسها : و أي باب من ابواب السماء فتح حتى أصبحت أنت و راسيل صديقات ؟

بهدوء تام إتسعت إبتسامة فيكتينا الساخرة تحاول بقدر الإمكان السيطرة على خوفها من كشف الساقطة لصداقتها مع راسيل .. إذا علم فلامينغوا بذلك سيشك في كل المعلومات التي قدمتها له ... و تبا لن تتخيل حتى ما سيفعله بها حينها .. سيمزقها بدون رحمة .. حسنا هي مقربة منه و تعد من أكثر الأشخاص الذي يثق بهم و هذا يعني أن العقاب سيكون بقدر تلك الثقة ... أجابت الافعى الصفراء بسخرية واضحة : أولا لا تجمعي إسمي و إسم تلك العاهرة الصغيرة و ثالثنا كلمة صداقة .. ثانيا هذه لا تسمى صداقة بل مصلحة و أنا إمرأة أركض خلف مصالحي .. ثالثا مصلحتي هذه هي إرضاء سيدي بأي طريقة كانت ...

آراندا بشك : مصلحة تجعلك تبكين لأن حياتها كانت معرضة للخطر أمس ؟ ... أي نوع من المصالح هذا

إقتربت منها فيكتينا تجيبها بكل مكر العالم : هذه المصلحة تسمى تمثيل دور المهتمة و المخلصة أمام سيدي كي تبقى ثقته بي عالية و الآن غربي عن وجهي سيدي ينتظرني في مكتبه ... كما تعلمين لا يستطيع الإستغناء عن خدماتي

حركت شعرها الاحمر في الهواء لتتخطاها بدون ان تنطق الأخرى بحرف واحد .. صعدت الدرج بهدوء و عدم إرتباك تشعر بنظرات آراندا عليها لازالت تلحقها حتى إختفت عن ناظرها هنا فقط توقفت تختبأ خلف درابزين الدرج تراقب الأفعى الأخرى من فوق... بحاجبين معقودين .. من أخبرها أنها بكت أمس من أجل راسيل ؟ ... لم تكن بينهم ليلة أمس و من المستحيل أن تكون داليدا من أخبرتها و لا لينا ليس لهما اي علاقة وطيدة معها خاصة ليتحدثوا عن موضوع راسيل هي محوره ... و حتى أختها آيدا لم تكن معهم إذا من أين علمت و أين رأتها ؟

فكرت تقلب الكلام في رأسها تحاول أن تحدد هوية هذا اللعين و كنظرة أولية شكوكها تصوبت ناحية سارينا زوجة سافيدش ... هي الوحيدة التي كانت معهم و رأتها تبكي ... حسنا فيكتينا لا ترتبكي فقط إهدأي و ستفهمين ما يحدث حولك .. إبتسمت تلتفت خلفها للمرآة تنظر لإنعكاسها هامسة لجمالها بعشق : ما أجملني و انا أخطط .. تبا فاليذهب رجال الكون فداءا لجمالي

اجابها سافيدش يتحرك بجانبها :أجلي غزلك الرخيص لاحقا و الآن حركي مؤخرتك خلفي

شهقت تضرب الحطب بيدها تقرأ آيات الإنجيل على نفسها لا تفهم من اين خرج هذا الرجل .. كالشبح لا يسمع له صوت .. اكملت طريقها خلفه لتدخل مكتبه ... توجهت إلى طاولة المكتب تنظم الاوراق عليها بينما وقف هو امام النافذة يحمل كأسا من المشروب في يده و ينظر لشيء ما في الخارج بشرود تام .. لم تعلم ما ذلك الشيء قبل أن تسمع صوت روح قلبها أورا تصرخ في الخارج و صوت لولي ايضا .. يبدوا أنهما يلعبان مع بعض ... رفعت نظرها ترى ملامح سيدها كيف كان يضغط على اسنانه فكه يكاد ينفجر بينما ينظر للصغيرة بتقزز .. شيء في تلك النظرات أخبرها أنه يرى أورا المسكينة ذنب راسيل .. و دليل خيانتها له و لكل ما عاشاه مع بعض لا يعلم ان تلك جزء منه .. أنها ثمرة ذلك الحب الذي ضحت راسيل من أجله بكل شيء .. الذي تخلت عنه بسببه

تنهدت تعيد نظرها في الملفات امامها لتسحب طرد وصله ليلة امس .. تذكرت بعد عودتها امس وجدت ظرف يحتوي على إسم سافيدش تركه احدهم تحت الباب ... قلبت الظرف على ناحيتين لتعرف من ارسله و لكنها لم تتعرف عليه لذلك تكلمت بهدوء : سيدي وصلك ظرف ليلة أمس

سافيدش ببرود : من ارسله ؟

فيكتينا بإستغراب : لا أعلم سيدي الظرف لا يحتوي لا على إسم و لا عنوان فقط ختم أسود مرسوم به .. و سكتت تقرب الختم من عينيها تريد تحديد الرسمة لتكمل و هي تميزها اخيرا : غراب أسود

لم تفهم حتى مالذي حدث أو مالذي قالته في ثانية كان ينظر للخارج بشرود يتحدث ببرود و عدم إهتمام و في ثانية وجدته يسحب الظرف من يدها بسرعة و بطريقة مفاجئة أرعبتها و بدون ان ينطق بحرف واحد حتى خرج من مكتبه تاركا إياها تنظر للباب بإستغراب ... هذا الرجل مجنون حرفيا

بقيت عدة دقائق تنظم باقي الملفات لتتوجه بعد ذلك ناحية الباب فتحته تريد البحث عن سافيدش لترى هل سيبدءان العمل الآن أو لا على أمل أن تجد وقتا لتنزل و لو دقيقية تقبل اورا الجميلة و لكنها رأت راسيل تخرج من غرفتها تحمل في يدها كرة اورا السوداء ... همست لها بصوت منخفض : بس بس راسيل

نظرت راسيل ناحية مصدر الصوت لتبتسم بسخرية و هي ترى فيكتينا .. توجهت ناحيتها تسند كتفها على إطار الباب : ماذا هناك هل أصبحتِ مثل شباب الشوارع ؟

نظرت لكرة أورا الصغيرة لتسحبها من يديها تقبلها بقوة ثم أعادتها لها : الآن لن تصيبها الجراثيم بعد ان قبلتها لها بشفاهي النقية

راسيل : انت أكبر جرثومة في البشرية عزيزتي فيكتينا .. لديك مبيد واحد إسمه راسيل ضد كل أنوع القصف

إنفجرت فيكتينا ضحكا تضرب جبين الغبية الأخرى : تبا لك هل هذا لسان او رشاش فقط إخرسي و في ثانية تحولت ملامحها للجدية مقربة وجهها من أذن راسيل : دخل الفأر داخل عقلي راسيل

راسيل بعدم فهم : لا افهم ماذا تقصدين؟

فيكيتنا : سأشرح لك لاحقا و لكن مختصر شكوكي أن هناك علاقة بين سردين و آراندا

راسيل بإستغراب : من سردين ؟

فيكتينا : سارينا وجه سمك السردين النتن من ستكون في رأيك

أغمضت راسيل عينيها تضحك بأعلى صوتها لا تصدق ما سمعته قبل أن تلاحظ نظرات فيكيتنا الغاضبة .. هذا جعلها تدرك جدية الأمر لتخفي سخريتها : لا أفهم مالذي جمع هذان الإثنان مع بعض .... زوجته الساقطة تبدوا انها متمسكة به و آراندا جميعنا نعلم هوسها به ... كيف سيكونان صديقات

فيكتينا : عدو عدوي صديقي بيبي ... على كل حال انت إحذري منهما حتى أتأكد أنا من شكوكي و إلى غاية ذلك الوقت تجنبي كلتاهما و لا تبعدي عينيك على أورا أخاف ان يفعلوا شيئا لصغيرتي من غيرتهما

أومأت لها راسيل بتفهم لتعيد فيكتينا سحب كرة اورا مقبلة إياها مرة أخرى .. تكلمت راسيل بقلة حيلة : المشاغبة الصغيرة لم تشأ ان تلعب بكرتها الحمراء ... دخلت في نوبة غضب و رمتها بعيدا عنها .. تبين أنها تريد كرتها السوداء .. ستجنني حرفيا تعشق الاسود بكل معنى الكلمة .. و أخفضت صوتها هامسة بينها و بين الأخرى : شخصيتها و ذوقها مثل والدها المختل أنا خائفة ان تكبر الصغيرة و تصبح نسخة عن اللعين

أجابتها فيكيتنا بصوت عالي : و ما به سيدي ؟؟ .. انظري راسيل لا اسمح لك بشتم سيدي و محاولة قلبي ضده .. أنا وفية له دائما لذلك ضعي له السم أنت في المشروب انا لن افعل ذلك ابدا

صدمت راسيل تنظر لها و كأنه تنظر لمجنونة لا تفهم مالذي تتفوه به هذه المختلة حتى سمعت صوت أرعد عظامها من الخلف يهمس أمام أذنها : السم لا ينفع معي ... تجرعت منه كميات كبيرة حتى فقد تأثيره علي كما أن قتل الشخص بنفس الطريقة مرتين شيء ممل .. جدي طريقة أخرى

حركت رأسها قليلا ليقابلها وجهه ينظر داخل عينيها بظلام سودويتيه لعدة لحظات قبل أن يبتسم بسخرية مقربا وجهه منها اكثر حتى كاد أنفه يلمس خدها هنا فقط إبتعدت هي بسرعة تمسك الحائط بجانبها كي لا تتعثر بسبب تأثيرها عليه بذلك القرب المهلك ... رغم تسارع دقات قلبها الجنونية إلا أنها بدت هادئة تماما و بكل رزانة و ثقل نظرت له بنظرات باردة تجيبه على كلامه : بالطبع السم لا يأثر على نفسه

هذا فقط لتبتعد عنه تقسم بكل شيء تمتلكه أنه يبتسم الآن و نعم كان يبتسم حقا ينظر لظهرها بنظرات جعلت فيكتينا تهز رأسها بسخرية هامسة له : هل نبدأ العمل سيدي ؟

نظر لها في نهاية كلامها بطرف عينه مجيبا إياها : إبدإي إجراءت هذه الشراكة .. و قدم لها عقد موقع عليه ثلاث توقيعات واحدة منهم بإسمه و أخرى بإسم سيزر رايلي و التوقيع الثالث كان بدون إسم ... فتحت عينيها بصدمة لتعيد نظرها له : هل ستشارك سيزر رايلي سيدي؟ .. و من هذا الاخير لا يوجد إسمه هنا

أجابها يدخل للداخل : لا يمتلك هوية و لا تسألي أكثر فقط قومي بالإجراءات و أتركي الشركة غير قانونية و ذات أعمال سرية لا أريد من أحد أن يعلم عن هذه الشراكة غيرنا هل فهمت

فيكتينا : حتى رجالك ؟

إلتفت لها بطرف وجهه مجيب : حتى ظلي فيكتينا ... حتى ظلي

**

خرجت لينا من مكتب المدير تنظر حولها في المكان بإرتباك .. كان لقاءها جيد جدا و قام المدير بتقديم جدول حصصها و لكن كانت خائفة حقا ... أعني الأمر يحتاج الخوف .. أن تقوم هي بتعليم الأطفال و العمل كمدرسة رسم شيء غريب .. إعتادت على تدريب الرجال على القتل و الضرب المبرح و الآن وجدت نفسها ستدرس الاجيال واااو حقا هذا مثير للإهتمام و الآن لينا خذي شهيق زفير و توكلي على الخالق لن تخيبي

بهذا توجهت ناحية الفصل الأول تريد التعرف على الأطفال هناك .. الملائكة الصغار .. زينة الأرض .. البراءة .. الطفولة و الجمال أجل هذا ما فتحت الباب تبحث عنه و هذا ما وجدته

طفل يقف فوق الطاولة يضرب أصدقاءه بالأقلام يشتم بكلمات لم تسمعها من قبل و فتاتين يتشاجران من الشعر بسبب مقلمة سنوـوايت كل واحدة تقول أن المقلمة تخصها بينما طفل يقف في السبورة و يرسم علامات أمام أسماء زملاءه يرتدي نظارات يبدوا أنه المؤدب الوحيد بينهم .. و فتاة يبدوا أنها تتخذ شركة الغاز و الكهرباء قدوة لها تشعل النيران بين الفتاتين اللتان تتشاجران .. بدون أن تتحدث عن مجموعة الأطفال في الخلف يتحدثون في فيلم شاهدوه خفية عن آباءهم فيه مشاهد جنسية

احست بالشلل و هي ترى طفولتها تمر أمام عينيها ترسم الزهور و الأشجار و أكثر شيء محرج شاهدته هو قبلة الأميرة النائمة ... أجل طفولتها كانت شيء من هذا القبيل لذلك تم خداعها من أول رجل تعرفت عليه .. أما هذا الجيل من المستحيل خداعه ... تبا تكاد تقسم أن فتاة من اللواتي يقفن أمامها الآن إذا علق معها ليام ستجرده حتى سرواله الداخلي ... صدمت تماما و لعدة دقائق إكتفت بالمشاهدة على تلك الوضعية حتى فقدت سيطرتها مغمضة عينيها لثانية و في الثانية التي تلتها صرخت بأعلى صوتها تريهم التربية على أصولها : سأعد لعشرة و إذا رأيت إبن عاهرة بينكم ليس في مكانه سأبرحكم ضربا .. فتحت عينيها تنظر لنظراتهم المصدومة لتبدأ العد : واحد .. إثنان .. عشرة

أنهت كلامها ترمي حقيبتها أرضا لتدخل للداخل تغلق الباب خلفها بالمفتاح

بعد عدة دقائق ... إبتسمت برضا و هي ترى الفتاتان يحتضنان بعضهما و يقبلان أيدي بعض كل واحدة منهما تتوسل الأخرى أن تأخذ المقلمة بينما الفتاة التي كانت تشعل النيران كانت تخبرهم أن المقلمة شيء تافه و أهم شيء هو الأخوة ... حركت عينيها لذلك الطفل الذي كان يضرب زملاءه بالأدوات و يسبهم اصبح يخبرهم أن ينظفوا القسم و يزينوا الحائط بالرسومات .. نظرت لمجموعة الأطفال الآخرين الذين كانوا يتحدثون عن فيلم شاهدوه ليلة أمس الآن صوتهم ملء المدرسة يرتلون آيات من الإنجيل و في كل هذا كان ذلك الطفل صاحب النظرات يجلس فوق ساقيها تحتضنه لصدرها بحنان

أومأت بسعادة مستغربة من نفسها حقا .. تبا لو عاش إبنها كانت ستكون أفضل أم في الكون .. لم تفعل شيء فقط أمسكت رأس الفتاتين و ضربتهما مع بعض ثم علقت تلك الفتانة من ساقيها في السقف .. و وضعت القليل من الفلفل الحار الذي احضرت منه من أجل غذاءها في لسان ذلك الطفل الذي كان يسب زملاءه و جعلته ينظف القسم بأكمله لوحده من الأدوات التي رماها أرضا ... امام مجموعة الأطفال الذين شاهدوا الفيلم فقط أنزلت لهم سراويلهم و أبرحت مؤخراتهم ضربا بعصا الزيتون ... و بخصوص المؤدب الصغير حصل منها على قطعة كعك و قبلت خده بعد أن عينته مسؤول عن القسم

أخبرتكم لم تفعل شيء

وقفت من مكانها تسحب نفسا عميقا لتعدل ملابسها ثم إتجهت لمنصة القسم لتبتسم بحنان مردفة : مرحبا صغاري .. أنا مدرسة الرسم الجديدة .. إسمي تاج رأسكم لينا دوستيوفيسكي ... بالنسبة لعمري فأنا شرفت الأرض ب 28 سنة و بعد شهرين سأشرفها بسنتي ال29 ... شخصيتي طيبة جدا و لطيفة بطريقة لا تتخيلونها ... و لتتأكدوا من لطافتي فاليتجرأ واحد منكم و يثير غضبي .. و الآن فاليعرفني كل واحد منكم عن نفسه

بعد ما يقارب ساعة تعرفت على كل واحد منهم لتنتهي الحصة الدراسية معلنة عن إعلان حكم العفو على الأطفال .. فقط وقفت من مكانها لتسأل ذلك الطفل المؤدب صاحب النظارات : أي حصة لديكم الآن ؟

أجابها الصغير بسرعة : مادة العلوم آنستي

ما إن ذكر المادة تذكرت ليام ... مر فترة طويلة لم تراه فيها و لم تسمع أي خبر عنه ... لابد أنه تزوج و نساها و ربما حظى لنفسه بالأنثى التي كان يبحث عنها ... هيا على كل حال إنتهى .. لقد أنهته تماما رغم عدم قدرتها على نسيانه مع ذلك لم تبكي عليه منذ أكثر من سنة ... لم تسأل و لم تحاول حتى السؤال عن أخباره رغم إشتياقها ... لم تنساه نعم .. و لكنها لم تسامحه أيضا على كل حال ما فات قد مات و ما بينها و بين ليام دماء صغيرهما الذي سيبقى جمرة تكوي قلبها كل ثانية تعيشها ...

أفاقت من شرودها لتودع الصغار ثم خرجت تتجه للفصل الآخر تريد التعرف على الأطفال هناك .. الملائكة الصغار .. زينة الأرض .. البراءة .. الطفولة و الجمال

عدة لحظات فقط ليقف ليام أمام الفصل الذي خرجت منه ينظر لظهرها كيف كانت تسحب نفسا عميقا قبل أن تفتح باب القسم الآخر تنظر للحرب التي تقام هناك ... عض شفته بقوة ينظر لها ترفع شعرها الأسود الجميل بشكل كعكة عشوائية مما جعل عنقها الأبيض يظهر بطريقة جعلته يتذكر الليالي التي كان يدفن وجهه هناك يستنشق عطرها و هذا مزقه حرفيا .. أساسا عاش هذه الأشهر يحترق على كل شيء فعله بها ... عاش فقط يصبر نفسه بأنها لازالت تحبه ... أنها مجروحة فقط و سيأتي يوم و يعود كل شيء لمكانه .. سحب نفسا عميقا ليدخل للقاعة بعد أن إختفت عن أنظاره ليبتسم و هو يرى أولئك الأطفال الذين أعادت تربيتهم ... جلس على الكرسي لينظر لأول طفل بينهم : في أي منطقة لمستك بيدها؟

أشار الصغير لخده الأحمر ليسحبه ليام مقبلا إياه بقوة كأنه يقبل يدها .. ثم نظر لطفل آخر ليجيبه الأخير ينزل بنطاله : ضربت مؤخرتي أستاذ

ليام : و هل تريدني أن أقبل مؤخرتك عليك اللعنة .... تبا للرومانسية .. هيا إرفع بنطالك و ليعد كل واحد منكم لمكانه

**

نظرت راسيل لأورا التي تعرقت تماما من شدة ركضها خلف الكرة لدرجة أنها لم تتحمل ملابسها فوقها .. خلعتها بأكملها من بينها حذائها و الجوارب و بقيت بحفاظاتها تركض في الحديقة .. و في الحقيقة معها حق الجو كان ساخنا بشدة ... حرفيا كانوا في منتصف فصل الصيف تماما ... تكلم ليام بجانبها : الجو ساخن و أورا لازالت تريد اللعب ما رأيك أن تكمل المباراة في المسبح راسيل أشعر أني سأنصهر

ضحكت بسخرية توميء له رأسها : أجل أنا ايضا سأنفجر من الحرارة و أورا تحب السباحة في المسبح .. سأغير ملابسي و ملابس أورا ثم سأعود ..

ليام : هل تريدين مساعدة ؟

هزت رأسها بلا : فقط إبقى هنا و أطلب منهم أن يجهزوا المسبح ثم انت تعرف لولي ستغار إذا صعد كلانا مع أورا

أومأ بتفهم ليبقى في الحديقة بينما صعدت هي بأورا لغرفتها ... في طريقها قابلت زوجة سافيدش تمشي و تتبختر في القصر كأنها طائر الطاووس ... سحبت نفسا عميقا و هي ترى الأخيرة تقف امامها تنظر لأورا بطريقة غاضبة لأنها صفعتها على فمها صباحا قبل ان تسأل بطريقة أحستها إستجواب : إلى أين ؟

أجابتها بملل : و ما دخلك أنت هل أتجول في قصر أمك و لا أعلم ... هيا إبتعدي عن وجهي بسرعة صغيرتي متحمسة للمسبح

ضغطت سارينا على اسنانها بقوة تفهم قصد اللعينة ... سترتدي ملابس بحر لتثير جنون الوحش الآخر لذلك قاطعتها بسرعة : أنا ايضا كنت سأنزل للمسبح .. هيا جميل سنتسلى مع بعض

تجاهلتها راسيل غير مهتمة لها أو بها فقط دخلت لغرفتها... غيرت ملابس صغيرتها أولا .. خلعت لها الحفاظات لأنها لا تحتاجهم الآن ثم ألبستها ملابس بحر سوداء عبارة عن قطعتين قطعة علوية تغطي حلاماتها الصغيرة تمتد منها خيوط تربط في العنق و تنورة في الأسفل قصيرة بالكاد تغطي مؤخرتها ... كانت أورا سعيدة بشدة لأنها تعرفت على ملابس السباحة .. تعشق السباحة عكس والدها .. لم تراه يوما يسبح لا تعلم السبب رغم أنها متأكدة من أن السبب يعود لشيء حدث له في الطفولة و بالتحديد في ذلك المختبر اللعين

طردته من عقلها بسرعة لتخرج ملابس سباحة لنفسها كانت عبارة عن قطعة واحد .. مثل زي السباحة الذي يرتدونه في أولومبيات السباحة .. يأتي شورت فوق الركبة يلتصق به قميص بنصف أكمام و عنق طويل به سحاب في منتصف الصدر ... جمعت شعرها على شكل كعكة ثم حملت صغيرتها بيد و في اليد الأخرى حملت العوامة لتسبح بها أورا لتخرج تريد النزول للمسبح و لكنها صدمت من منظر سارينا .. حرفيا شلتها بذلك الزي ... كانت ترتدي ملابس بحر مكونة من قطعتين أغلبها خيوط و تغطي أسفلها بقماش شبه شفاف ... نظرت لها من رأسها لأخمص قدميها لتتكلم بحكم خبرتها بفلامينغوا و غيرته المرضية على شريكة حياته : سيقتلك إذا رآك هكذا ... غيري ملابسك بسرعة ستتسببين في مقتل حراس القصر المساكين

اجابتها سارينا بهدم إهتمام تعيد لها الصفعة : و مادخلك انت هل هذا جسد أمك و لا أعلم هيا إبتعدي عن وجهي بسرعة لأني متحمسة للمسبح

رمقتها راسيل بتقزز مجيبية إياها : الأصل يبقى اصل و تقليد تقليد ... حمقاء

سحبت نفسا عميقا بعد ذلك لتنظر لأورا التي إبتسمت في وجهها لتقبل شفاهها تريد النزول و لكن باب مكتب سافيدش فتح لتخرج منه فيكتينا و هو خلفها ... نظرت فيكتينا لأورا التي صرخت بحماس بمجرد أن رأتها محرقة قلبها تلوح لها بيدها تريد منها أن تحملها و لكنها لم تستطع فعل ذلك أمام فلامينغوا خشية أن يكشف صداقتها مع راسيل لذلك ودعته بإحترام لتكمل طريقها ترسل قبل لاورا من تحت لتحت بينما بقيت راسيل متجمدة مكانها تنظر للوحش الذي تحول أمامها

لم تستطع حتى أن تتحرك خطوة واحد تيسبت مكانها لا تفهم ما به ينظر لها بهذه الطريقة ... إبتلعت ريقها تعود بخطوة للخلف ما إن إقترب منها بدوره ليلتصق ظهرها مع الجدار .. إرتجفت رجفة قوية بمجرد ما ضرب الحائط أمامها بقوة لتسيطر على نفسها بعد ذلك تنظر داخل عينيه بعدم خوف بينما تكلم بنبرة غير متنزنة بتاتا كلامه لا يمتلك إنشا واحد حتى من المنطقية : إلى أين بهذه الملابس عليك اللعنة ؟

أجابته بسرعة و عدم تردد : إلى المسبح ثم لا تلعني عليك انت اللعنة

فلامينغوا بنبرة آمرة : لن تنزلي هكذا .. أنت مكشوفة بأكملك لن تسبحي هذا .. بل لن تسبحي أبدا هيا عودي لغرفتك

أعطاها ظهره يريد دخول مكتبه لتبتسم بسخرية لا تصدق ما سمعته ... هل جن الرجل في أواخر عمره أو ماذا .. أواخر ماذا أنت أيضا لم يكمل حتى عقده الثالث ... حسنا حسنا فقط ركزي راسيل .. اجل اللعين جن تماما لذلك تكلمت بتمرد : ملابسي ليست مكشوفة و اساسا لا دخل لك بي ... إذهب و إهتم بزوجتك

تحركت متجهة ناحية الدرج و لكنه أوقفها يسحبها من ذراعها بقوة ليضرب ظهرها مع الحائط مؤة اخرى تزامنا مع سقوط العوامة من يدها ... نظرت له بصدمة كبيرة حين صرخ بأعلى صوته كالمجنون : قلت لن تنزلي بهذه الملابس تعني لن تنزلي و إلا سأأمرهم بإفراغ المسبح و إسبحي أنت و مسخك في الأرض

ما إن أنهى كلامه نظر كلاهما لأورا التي صرخت بأعلى صوتها تصفق بيدها من شدة الحماس تنظر لوالدها كأنها ترى مشهدها الرائع ... تجاهلت حماس صغيرتها لتعيد نظرها له : ما دخلك بي فلامينغوا ... في ماذا يعنيك سباحتي من عدمها .. فقط توقف و دعنا نعيش في سلام لا أريد مشاكل

أمسك ذقنها بقوة مقربا وجهه منها غير مهتم لأورا التي إختفت بين أجسادهما .. بطريقة سخيفة كان هذا أول حضن له مع صغيرته و بدون أن يدرك حتى .. همسك امام شفتيها عيناه نهشتها بلا حياء : و أنا أريد المشاكل ... ما لدي قلته لن تسبحي و إنتهى

هذا فقط ليبتعد عنها هذه المرة يدخل مكتبه صافعا الباب في وجهها ... نظرت للباب بعيون دامعة قبل ان تنظر لأورا التي سكتت تماما تنظر لدموعها بحزن كأنها شعرت بألمها .. هكذا دائما مهما كان مزاجها جيد تدخل في وضعية البومة حين ترى دموعها .. قبلت خدها هامسة لها بنبرة ممزقة : أنا آسفة صغيرتي

هذا فقط لتعود بها إلى الغرفة تغير ملابسها ... تبا له فقط لا تفهم مالذي يريده منها ... ألم يكن يخنقها بسبب ملابسها سابقا على اساس انه يغار كونها زوجته .. ألم يمزق قلبها كل مرة يخبرها أن كل تصرفاته كانت بسبب رابطة الزوجية .. حسنا إذا أين رابطة الزوجية اللعينة الآن ؟ ... لماذا لا يذهب و يهتم لزوجته التي تسبح في الأسفل شبه عارية ... لماذا لا يغار عليها كونها أنثى تحمل إسمه ؟ ... قاطع شرودها صوت الباب يفتح ليدخل منه ليام يبحث عنهما بسبب تأخرهما ... ما إن رآها بتلك الحالة أغلق الباب بسرعة يركض ناحيتها ممسكا كتفيها : ما بك راسيل ؟

أجابته تجلس على حافة السرير : لا اريد البقاء في هذا القصر إيلام .. أريد الرحيل

تمزق قلبه و هو يرى دموعها .. جلس القرفصاء أمامها ينظر ليعينها : ماذا فعل لك أيضا ؟

اخبرته بكل شيء بالتفصيل ليوميء بتفهم ضاغطا على اسنانه بقوة : حسنا راسيل .. نامي الآن سأخبر الخدم ان لا يجهزوا لنا الطعام ... اومأت له بنعم ليخرج من الغرفة فكه تصلب من شدة ضغطه على أسنانه .. حسنا إلى هنا و يكفي .. فقط توجه إلى مكتب اللعين لاعنا كل شيء حي ... بمجرد أن دخل رآه واقفا أمام نافذة مكتبه بنفس وضعته اللعينة مثله .. توجه ناحيته ليتكلم بدون مقدمات : حين كانت زوجتك .. لم أقترب منها حتى .. إحترمتها كزوجة و إحترمتك كزوج لها و الآن عليك أن ترد الدين .. ستحترمني كما إحترمتك

فلامينغوا ساحبا نفسا من سيجارته : هل طرقت الباب قبل الدخول ؟

نظر له الآخر بصدمة لعدة ثواني لم يجد ما يجيبه به قبل ان يسحب نفسا عميقا يهدأ به نفسه معيدا فتح عينيه : أنظر فلامينغوا ... من اليوم لن تتدخل في شؤون زوجتي لديك زوجتك إهتم بها ... ملابس راسيل ليست شيء من شأنك أبدا كما أنها إمرأة تعرف قدر نفسها أتمنى أن تصوب إهتمامك على زوجتك .. في الأسفل رجالك لعابهم يسيل على جسدها و كما قلت لك زوجتي إبتعد عنها تحكم في زوجتك فقط

أومأ له فلامينغوا بنعم يسحب نفسا آخر من سيجارته : و من قال أني لا أهتم بزوجتي ؟

نظر إيلام لسارينا الشبه عارية في المسبح لعيد نظره للمختل العقلي بجانبه : أعتقد أنك تحتاج مراجعة طبيب عيون ... زوجتك شبه عارية في الاسفل و أنت هنا تتدخل في ملابس زوجتي

هذا جعل فلامينغوا يلتفت له بإهتمام واضح مصححا له كلامه : بل أتدخل في شؤون زوجتي .. و اخرج ورقتين من جيب سترته مقدما إياهم له ليعقد إيلام حاجبيه .. قبل ان يفتح إحداهما ليجدها ورقة طلاق راسيل من فلامينغوا فتح الأخرى ليجدها ورقة زوجها هو من راسيل ... لم يفهم شيئا حتى نزل بنظره لمكان ختم المحكمة الغير موجود على الوثيقتين
للحظات حدق بالوثيقتين بصدمة قبل أن ينظر لفلامينغوا بعيون مرتعبة : ألم تسجل طلاقك منه و لا زواجي أنا ؟

إبتسم الآخر بطرية جعلته يتمنى تمزيقها من على وجهه النرجسي المغرور اللعين .. مردفا بكل تعجرف : أجل لم أسجلهما .. و هذا يعني أن راسيل تخصني ... قل أنها زوجتك مرة أخرى و سأكسر أسنانك و أجعلك تعدهم ... تلك المرأة زوجتي .. و ضرب صدره بقوة مقربا وجهه من أذنه يحرف حروفه في أعمق نقطة داخل عقله : زوجتي أنا

هذا فقط ليخرج يمشي بغروره المعهود بينما بقي إيلام واقفا مكانه كرجل قاموا بصلبه .. ينظر للوثقتين برعب تام .. ستجن .. راسيل ستفقد عقلها إذا علمت بهذا ... ادخل أصابعه في خصلات شعره لاعنا حياته اللعينة ليرمي الوثيقتين ارضا داعسا عليها يصرخ بأعلى صوته : عليك اللعنة فلامينغوا

**

S_RWhere stories live. Discover now