آنجيلا

340 2 0
                                    

هل اخبره ؟!
نعم اخبريه
لا لا تفعلي ذلك آن
تنهدت آن وهي تنظر بنظرات حالمة لاستاذها اليكس .
يا الهي ما اوسمه ؟ كان طويل القامة و شعره اشقر ،ذو عيون زرقاء .
بحري الذي اغرق فيه فكرت آن و هي تحدق فيه  بحب
انجيلا دياز ؟ انسة انجيلا ؟ هل انت هنا ؟
استفاقت آن من حلمها و نظراتها الحالمة تحولت الى نظرات دهشة و استفسار  لاستاذها  الذي ينظر اليها بغضب
اليكس ... اقصد 
استاذ  ويلسون ؟! 

انسة انجيلا اجيبي عن السؤال ؟
سؤال ؟ نظرت ان لصديقتها كلوي باستغراب !  لكن قبل ان تجيبها كلوي ...
انسة انجيلا أطلب منك الانتباه ... يجب أن تفهمي الدرس لكي لا تتحصلي على درجات منخفضة  اخبرها الاستاذ ويلسون باقتضاب
نعلم جيدا ان ذلك لن يحدث أبدا ... تمتمت آن بصوت منخفض لكنها ابتسمت ابتسامتها التي تعرف جيدا أنها لا تقاوم
آسفة استاذ ويلسون ،
نظر الاستاذ ويلسون مليا إليها .... انجيلا دياز ،الابنة الصغرى لرجل الأعمال انريك دياز و شقيقة زوجة الملياردير  الايطالي  ادواردو  لومباردي ، لا احد ينكر جمالها ، بشرة بيضاء ناعمه ، شعر بني ذهبي طويل مع عيون خضراء كبيرة و ابتسامة ساحرة تظهر غمازة في خدها الوردي الأيسر ،  جمالها الطبيعي الصارخ اضافة إلى ذكائها و سرعة بديهتها ، انها الوصفة القاتلة لأي رجل  ...  كل هذا و لم تتعدى الثامنة عشر من عمرها
حرك الاستاذ ويلسون راسه طاردا اي فكرة في راسه عن تلميذته ،  رغم اعجابه الشديد بها إلا انه يعلم جيدا انها بعيدة المنال...
كسر صوت صافرة نهاية الحصة الصمت الذي يخيم على القسم ... فتعالت اصوات التلاميذ من ضحك و صراخ و غناء ...
انتظرت آن خروج الجميع لتنفرد بالاستاذ ويلسون...
هيا بنا آن!
كلوي اسبقيني ...حسنا ؟ سألحقك بعد قليل ؟
هااا ؟ لماذا ؟ ألن نذهب للتسوق كما اتفقنا ؟ سالتها كلوي باستغراب
نظرت اليها آن بنفاذ صبر و هي تنقل نظراتها بسرعة بين كلوي و الأستاذ ويلسون : كلوي ارجوك ليس الآن...لحظة فقط ! انتظريني في الخارج! سأقوم باللحاق بك فورا حسنا ؟
خرجت كلوي وهي تتسائل عن سبب انتظار آن للاستاذ ويلسون... هي تعرف جيدا أن صديقتها المقربة معجبة به ..لكن عن ماذا ستود آن محادثته ؟! هي لن تجرأ على مصارحته بمشاعرها ...لا هي بالتأكيد لن تجرأ.. مهلا ....لكن ماذا لو فعلت ذلك ؟! اوه يا الهي !!!

اخيرا بقينا لوحدنا فكرت آن وهي تنظر لاستاذها ... تقدمت اليه بخطوات واثقة ، تعرف جيدا أنها جميلة ،ذات قوام انثوي ممتلئ في الأماكن المناسبة ،لكن ما يثير اعصابها هو طولها الذي لا يتعدى مترا وأربع و ستين سنتيمترا  ،لكن مقارنة مع الاستاذ ويلسون فهما يشكلان ثنائيا لطيفا ، ابتسمت آن  للفكرة
انسة دياز أهناك ما تودين سؤالي عنه ؟ سالها الاستاذ ويلسون وهو يقوم بجمع أغراضه
تتبعت عيني ان العملية بانتباه شديد
لديه يدان رائعتان ، بيضاء و طويلة ... لاحظت آن ذلك  و هي تشعر باحمرار اذنيها و خديها
اليكس ....اود ... قاطع الاستاذ ويلسون كلامها :
أستاذ ويلسون وليس اليكس...هيا اكملي ...
لفت ان عينيها و هي عادتها للتعبير عن امتعاظها او عن نفاذ صبرها
حسنا ..استاذ ويلسون ...رغم ان الكلام الذي اريد قوله لن يتوافق مع ذلك ...لكن ...فليكن ... استاذ ويلسون ...أنا .... أنت...
فجأة كل شجاعتها تبخرت و انعقد لسانها ... يا الهي ساعدني.... أنا...كنت اريد ....
قاطع صوت رنين الهاتف كلامها ...
انتظري لحظة آنجيلا ... سأجيب على هذه المكالمة...
لا بأس... ابتسمت آن بتردد وهي تلوم نفسها
هيا آن تشجعي...كلمة واحدة تفصلك عن الفوز برجلك ...لطالما راجعت هذا الحوار في رأسي...فكرت آن  ...مرارا و تكرارا ... أصارحه بحبي ...و تعلو ابتسامة جميلة وجهه و هو ينظر الي بحب
أنا ايضا احبك آن ....ابتسمت آن وهي تتخيل المشهد  افاقت  من  حلمها الجميل على صوت الاستاذ ويلسون و هو يقول
آسف انجيلا لكن يجب علي الذهاب ، يمكنك سؤالي في المرة القادمة ،حسنا ... إلى اللقاء..
اجابها الاستاذ ويلسون بسرعة وهو يخرج من القاعة
بقيت آن واقفة تحدق في الباب ...
لقد ذهب.....ذهب ولم اعترف له بشيء....يا الهي أنا  غبية... صرخت آن بعصيية لكن سرعان ما تمالكت نفسها و علت ابتسامة غامضة وجهها
حسنا ...في المرة القادمة سأصارحه بالتأكيد  .... هو ملكي ....و مادمت أحبه فسأسعى للحصول عليه....كل شيء جائز في الحب و الحرب ..... ابتسمت آن للفكرة
اخرجت هاتفها من المحفظة و اتصلت بسائقها الشخصي:
بيدرو اوصلت ؟ حسنا هذا جيد ! سأخرج الان لتوصلنا انا و كلوي لنقوم ببعض التسوق ... شكرا بيدرو
خرجت آن من القسم وهي تفكر أن جميع اصدقائها  لديهم سياراتهم الخاصة لكن والدها لم يسمح لها بالسياقة بعد ،
ليس الان  يا ملاكي.... كان هذا جواب والدها  في كل مرة تطلب فيه ان تتعلم السياقة ،لكن هي تعرف جيدا ان السبب هو حادث السير الذي لقيت فيه والدتها ايزابيلا حدفها و نجت منه آن بأعجوبة وهي في عمر الثامنة .عادت آن للمنزل بعد رحلة تبضع دامت لثلات ساعات...لكن من يمل من التسوق..؟!.فكرت آن
اكثر ما تحبه هو انفاق المال على المجوهرات و الملابس اضافة إلى مساحيق التجميل و كل ما يتعلق بعناية البشرة ....
لمحت سيارتين كبيرتين باللون الاسود و سرعان ما حلت ابتسامة عريضة وجهها ...قفزت من السيارة و ركضت بسرعة داخلة إلى المنزل....اختها هنا ...ماريا هنا ....يا الهي كم اشتقت لها ....كم مضى ..؟! ستة اشهر ...لم ارها ولم أرى ملاكي الصغير  إنزو  .... 
انزو ...انزو...صرخت آن وهي تدخل الى المنزل باحثة عنهم ....
اين هم ؟ سالت آن اليسيا الخادمة
انهم في البهو الرئيسي انستي
ركضت ان بسرعة و سرعان ما رأت اختها جالسة رفقة زوجها اضافة الى والدها الجالس في الطرف الآخر .... لكن عينيها الخضراء كانت تبحث بشغف عن احد حتى وقعت على طفل جميل ذو شعر بني و عيون خضراء كعيونها ...انزو لامبوردي ....
انزو حبيبي...نظر الطفل بسرعة إلى مصدر الصوت وعلت ابتسامة ساحرة وجهه...آني ...آني  صرخ الطفل و هو يركض ليعانق آن
ضمته آن بحب و هي تردد اشتقت اليك انزو حبيبي 
انا أيضا اشتقت اليك آني اخبرها انزو بحب .
يبدو أنك اشتقت فقط لإنزو ...ها ؟ انعود أدراجنا  إدواردو ؟ كانت هذه شقيقة آن ماريا لومباردي و الابنة الكبرى لانريك دياز و زوجة ادواردو لومباردي
ضحكت آن و هي تتقدم لتعانق شقيقتها ...تعلمين أنني اشتقت إليك كثيرا ماريا ...
شقيقتان لكن لا يوجد أي شبه في ملامحهما ، آن ذات بشرة بيضاء و عيون خضراء و شعر ذهبي بني لكن ماريا لون شعرها اسود طويل مع عيون بنية جميلة ذات قوام رشيق و طويل . لطالما مزحت ماريا عن كون انزو لا يشبه احدا من والديه و أنه يشبه خالته و التي ورثت جمالها من والدتها المتوفاة ،
حمدا لله انه لم يرث طولي تقول ان بجدية في كل مرة يتحدثون عن شبه انزو بآن 
مرحبا إدو ، تقدمت آن لتحية صهرها و قبلته على خده
مرحبا انجيلينا  حياها هو الاخر لكن باقتضاب
و انزعاج
ابتسمت آن لنفسها ،هي تعلم انه يكره الاسم المختصر الذي تناديه به "ادو " لكنه شخصية كريهة ،لا يبتسم ولا يمزح ، يعطي الاوامر فقط و كلامه دائما جدي
كم هو ممل فكرت آن و استغربت كيف وقعت اختها في حب هذا الرجل...يبدو صلبا كالجدار و باردا كالقطب الشمالي ابتسمت آن و حركت رأسها و لمحت النظرة الباردة التي رمقها بها ، ركضت بسرعة لتجلس في حضن والدها وهي لا زالت تحمل انزو
ابي مرحبا
مرحبا ملاكي  قبلها والدها قبلة حب على جبينها متأملا ملامحها ، انها نسخة من والدتها المتوفاة ، تذكر انريك دياز بألم زوجته ايزابيلا ،لا زال يعيش على ذكرياتها ولم تتمكن أي امرأة من الحلول مكانها. خرج انريك من بحر ذكرياته على صوت ملاكه الصغير وهي تسأل اختها :
كم يوما ستبقون معنا هنا ، آمل أنها ليست زيارة قصيرة كالعادة " سألت انجيلا اختها بانزعاج ، في كل مرة تأتي اختها للزيارة لا تبقى سوى يومين او ثلاثة ايام ، و السبب ان زوجها مشغول و هو يرفض العودة إلى إيطاليا بدونها هي و إنزو .
ايدواردو هنا في رحلة عمل ، سنبقى هنا اسبوعا كاملا ،أهذا جيد آن ؟
يااااي نعم جيد جدا و جدا و جدا . اجابتها آن وهي ترقص مع ابن اختها حيث تعالت ضحكاتهما . تأملت ماريا شقيقتها و هي ترقص مع ابنها ،  ملأت الدموع عينيها ، لطالما أحست بتأنيب الضمير ، شقيقتها فقدت أمهما و هي في عمر الثامنة ،فقدت حنان و حب الأم في عمر صغير ، تعلم ماريا جيدا أن آن تعلقت بها عندما فقدتا امهما ،كانت ماريا في عمر العشرين ، وكانت آن لا تفارقها أبدا ،لكن بعد سنتين تعرفت ماريا على ايدواردو ،كان حبا من النظرة الأولى ، تواعدا لمدة قصيرة و بعدها طلبها للزواج ، كان الخبر ثقيلا على آن ، حيت لم تتقبل ابدا فكرة الابتعاد عن شقيقتها  ، كرهت آن ايدواردو لمدة طويلة، فكرت ماريا بحزن  ، لكن الآن  تشعر بالحب و الفخر وهي تشاهدها ، لقد كبرت جيدا و أصبحت فتاة جميلة ذات شخصية قوية و لطيفة ، هي لا تشبهها أبدا ، لطالما  كانت آن  متمردة و ذات طابع ناري ، عكس ماريا الهادئة .




You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 11, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أنت لي Where stories live. Discover now