الفصل الثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

_ تعبت أوي يا جليلة و الدنيا مش لاقية إلا أنا عشان كل شوية تضرب فيا، الحب طلع وحش أوي زي ما أنتي كنتي دايماً بتقولي و أنا هبلة مش بسمع الكلام، عايزة أرجع الحارة أبيع خضار مع الناس اللي بتحبني بجد أنا هنا كل ما اشوفه ادامي بحس بالعجز، مش قادرة أكرهه أو عشان أكون صريحة معاكي لا عارفة آخد حقي و لا عارفة أرجع أحبه، لا قادرة أبعد و لا أنا طايقة أكمل.. في حتة منه جوا بتكبر مع إن اللي زيه كلمة بابا خسارة كبيرة فيه، أنا مش عايزة أبعد عن ابني و لا عايزة آخده معايا في الفقر، أنا تعبت و لازم أموت بقى...

وضعت جليلة يدها على فم الأخرى قائلة بقوتها المعتادة :

_ أنا بعدت لأني كنت في كذا طريق.. فريدة مش عارفة أوصل لها و فتون اتزوجت عابد، فاروق في المستشفى و أنتي منصور قالي أنه معاكي دايما، سبتك في أكتر وقت أنتي محتاجة وجودي فيه بس أنا خلاص رجعت و في ضهرك من تاني، أنتي قوية يا أزهار مش ضعيفة عشان تقعي بالبساطة دي، ارفعي رأسك و فكري إزاي تقفي على رجلك من جديد و ترجعي كرامتك، مش بالقتل و الغباء اللي حصل ده.. فوقي و اعرفي إن أخد الحق حرفة...

أومأت لها أزهار بتعب تريد أخذ جولة جديدة ببحر النوم و الأحلام التي أصبحت تهرب بهم دائما، نامت على صدر جليلة مردفة :

_ احكيلي حدوتة يا جليلة عشان أنام...


_____شيماء سعيد____

استيقظت هاجر بعد غفوة بسيطة تتألم من جرح ظهرها، حاولت الاعتدال على الفراش إلا أن وجعها أصبح أضعاف، من الواضح أن المسكن انتهى مفعوله..
.

ألقت نظرة محبة على بناتها ثم أخذت الدواء الموضوع على الطاولة بجوار الفراش، أغلقت بعدها عينيها إلى عدة دقائق ثم أخذت نفسها ببعض الارتياح...

وضعت قبلة على وجه بناتها ثم قامت من مكانها تستند للخارج، وجدت والدة كارم تجلس على مقعدها و بيدها صينية تنظف عليها الأرز، جلست هاجر بجوارها قائلة بخجل :

_ شكرا جداً يا طنط على رعايتك لبناتي طول الفترة اللي فاتت دي..

ابتسمت إليها أم كارم إبتسامة صفراء ثم أردفت :

_ بصي يا بت الناس أنا واحدة شافت في الدنيا الكتير و عارفة الواحد في إيه من عينيه، أنتي أم و خايفة على بناتك و أنا كمان أم و خايفة على ابني، من ساعة ما بناتك دخلوا هنا و أنا طول الليل مش عارفة أنام من الكوابيس، الشر جاي معاكم لابني و أنا اللي يرش على ابني مياة أرش عليه النار...

ابتلعت هاجر لعابها بقهر.. الحديث أقل ما يقال عنه جارح رغم صدقه، فركت يديها ببعض قائلة بنبرة متوترة :

_ شعورك ده حاسة بيه كويس، بس صدقيني يا طنط أنا مش شر على....

قطعتها أم كارم بقوة :

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن