❓مدىٰ دِقَّة تأريخ مولد أمير المؤمنين "عليهِ السّلام" فـ(١٣)ـي من شهرِ رجب؟!

❓مدىٰ دِقَّة تأريخ مَولدِ أمير المؤمنين "عَليهِ السّلام" فــــ(١٣)ــي منْ شهرِ رجب..؟! |( الكتاب الكريم وَ حديثُ العترة يأمرنا وجوباً عقائدياً بأن نفرحُ في كُلِّ يومٍ نجدُ قُلوبَنا تشتاقُ لأميرِ المؤمنين ، وَ تَفيضُ حُبَّاً وَ حناناً باتجاههِ
"صلوات الله عليه" فَفَرَحُنا لا يُقَيِّدهُ زمان وَ لا مكان ؛ لأنَّ عليَّاً لا يُقَيِّدهُ زمانٌ وَ لا مكان❣️ )

⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛⬛

✍️ سؤالٌ عن مَولدِ أمير المؤمنين في الثالثَ عشر من شهرِ رجب ، مضمونهُ ؛ البحثُ عن مدى دِقَّةِ هذا التأريخ ، هل فعلاً هذا التأريخ هو تأريخٌ دقيقٌ صحيحٌ لمولدِ أمير المؤمنين "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه"..؟!!
الجــــــواب : احتفالُ الشّيعةِ في الثالثَ عشرَ من شهرِ رجب على أنَّهُ مولِدُ أمير المؤمنين "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" ، إذا أردنا أن نُحدِّدَ الزَّمانَ الَّذي انتشرت فيهِ هذه الاحتفالات فإنَّنا سنشيرُ إلى القرنينِ الماضيين ، فَقبلَ القرنين الماضيين لم يكن هذا الأمرُ معروفاً.

🔎 لنتتبَّعُ لكم الموضوعَ بنحوٍ سريعٍ:
وَ لابُدَّ أنْ تعلموا ؛ مِن أنَّهُ في زمانُ وجودِ أئِمَّتنا قبلَ ابتداءِ الغيبةِ الأولى ، منذُ زمانِ رسول اللهِ "صلَّى اللهُ عليه وآله" مروراً ببيعة الغدير فكربلاء وما بعدَ كربلاء ، إلى غيبةِ إمامِ زماننا في السنةِ (٢٦٠) من الهجرة ، في تلكم المرحلة لم يكن هُناكَ من احتفالاتٍ في مواليد الأَئِمَّة – وَ الحديثُ هُنا عن احتفالاتٍ جماهيريةٍ ، وَ ليس الحديث عن احتفاءٍ بالمناسبة وعن اهتمامٍ بالمناسبة – فالاحتفاءُ بهذهِ المناسباتِ والاهتمامُ بها كانَ موجوداً ، وعندنا من القرائنِ ما يُشيرُ إلى ذلك ؛ فَهُناكَ الصيامُ المندوبُ الَّذي وردَ ذِكرهُ في بعضِ هذهِ المناسبات ، وهُناكَ الزياراتُ المخصوصةُ الَّتي وردت عنهم في بعضِ هذهِ المناسبات ، وهُناكَ الأدعيةُ والصَّلواتُ الخاصَّةُ بهذهِ المناسبات ، عندنا العديدُ من هذهِ القرائن.
وَ حينما وصلنا إلى الغَيْبَةِ الأولى؛ الحالُ هو الحالُ الَّذي كانَ زمانَ عصر الحضور ، فلم تَكُن هُناكَ احتفالاتٌ جماهيريةٌ في مُناسباتِ الأفراحِ ، وفي مُناسبات الأحزان ، وإنَّما بقي الأمرُ في دائرةِ الاحتفاءِ والاهتمامِ وإحياء الأمرِ على المستوى الشخصي ، ولذا حين نرجعُ إلى كتاب [📚الكافي:ج١] ؛ (بابِ مولد أمير المؤمنين) ، فإنَّ الكُليني لم يُشِر إلى شهرٍ أو إلى يومٍ، وإنَّما هكذا قال ؛
( ولد أميرُ المؤمنين عليه السلام بعد عام الفيل بثلاثين سنة ) ؛ أي بعدَ مولدِ رسول الله "صلَّى اللهُ عليه وآله" بثلاثين سنة ، ولم يُشِر إلى شهرٍ أو إلى يومٍ ، وهذا يكشفُ عن أنَّ الاهتمامَ بهذا الموضوعِ من جهةِ تحديدِ الشُّهورِ وَ الأيَّام ما يرتبطُ بالولاداتِ وَ الشّهادات لم يَكُن واضحاً في الأجواءِ الشيعيَّة ، وَ إنَّما هو بحدودِ الاحتفاءِ والاهتمامِ وإحياء الأمرِ على المستوى الشخصي لِمن كانَ مُهتمَّاً بذلك.