١| حصلت على وظيفة الأحلام بعد موتي.

52 8 21
                                    

«هل تغوطت على نفسي مرةً أخرى؟»

لم يعلم أبولو ممّ تنبع الرائحة حقًا.

يرجو أنه لم يتغوط في سراوله أثناء نومه مجددًا. رائحة نفاثة تدور بالأجواء، رائحة عفن غير طبيعية ميالة لكونها لحم محترق ربما، همس لنفسه بطمأنة. «هذا ليس غائطي، استطيع تمييز رائحة غائطي.»

حينما فتح جفنيه، لم يجد باب غرفته الذي دومًا ما كان يواجه فراشه، ولا سقف غرفته المتقرح، ولا أيًا من معالم شقته العزيزة على الإطلاق.

إنما كل ما واجهه هي نيران مستعرة، أمام عينيه، تمامًا.

انتفض من مكانه، ولكنه لم يعثر على يديه، ولا على قدميه ولا جزعه ولا واحدة من أطراف جسده، لا يشعر بهم حتى. بالأساس أين جسده؟

«على الأقل أتحدث. هذه إشارة جيدة..؟»

فكر أبولو، أنه يحلم بدون شك، وتخيل أن ما تبقى منه هي شفاهه وعينيه و.. فقط؟

النيران ابتلعت كل ما حوله، بكل اتجاه يرى نيران نيران نيران. ماذا يجري بالضبط؟

ابتسم بانتصار. «موضوع الحلم الآن: حفلة شواء.»

لأن صغيرنا أبولو، لا يمكن أن يخشى أحلامه، أقنع نفسه بنقطةٍ ما بأنه يقدر على التحكم بها أيضًا! لكن مع تسلل الشك إلى قلبه، وبعد مرور ما يقارب الأبدية وما نحوها، الشك استحوذ على قلبه واعتصره في حقيقة إذا ما كان هذا حلمًا أصلٌا أو شيء آخر.

«هل يمكنني الإستيقاظ الآن؟ ألا يكفي إلى هذا الحد؟ هيا، بربك يا أبولو أفِق!» حاول التحرك، ولكن كيف؟ إنه لا يمتلك جزعًا حتى!

ويبدو أن أيًا كان ما يجري انتهى، بطرقعة اصبع، أجل طرقعة اصبع.

أُخمدت النيران من فورها وكل الألوان بالعالم انمسحت، لا يوجد شيء، ولا ضوء ولا هواء ولا ماء ولا شيء. عدمية مطلقة. ما عدا شيء وحيد.

وقف شبح في منتصف حدود بصر أبولو، شبح مهيب طويل، يبدو وكأنه يصل إلى ما لا نهاية، وعلى هذا المشهد ارتجفت أوصاله. -إن وُجِدت-

كلمة واحدة رجت أنحاء هذه المكان أو الصندوق أو أيًا كان الذي كان فيه أبولو. «اجلبوه.»

«من؟ من سيجلب من لمن؟ ومن يريد من؟»

ظلال الشبح اهتزت، أبولو ليس متأكد لمّ تهتز أساسًا.

صوت شيء لبق وصل لأذنه -إن وُجِدت هي الأخرى- ولم يدري ما الذي بدأ بالحدوث، ولكنه قرر الاسترخاء.

هناك دغدغة خفيفة على كل أنحاء جسده، ربما، وفقط ربما هذا يعني أنه استعاد جسده.

في ذلك الفضاء العدمي التام، انفتح من خلاله باب لطيف مرسوم عليه عدة رسومات لثلاث أشخاص يحملون أيادِ بعض، رسومات طفولية قليلًا، دقق أبولو البصر حتى كاد يُصاب بالعمى ليجد اسم رالف بجوار أحد رؤوس الأشخاص.

دليل ١٠١ للأشباح: كيف تطرد إنسانًا من شقتك؟Where stories live. Discover now