الفصل الحادي عشر

5.7K 657 105
                                    

#الفصل_الحادي_عشر
#أبالسة_الإنس«مجنونة في سجن الراسخ»
#رميساء_نصر

سارت معه إلى البوابة كي تري من يريد مقابلتها ولكنها تخشبت مكانها عندما رأته واقفًا أمامها، وقع قلبها منها حتى انها تكاد تقسم بفراغ محله، فراغ مؤلم جعلها تتقدم بسرعة نحوه بساق مرتعشة من شدة الخوف والرعب من أن يراه أحد وبالذات زوجها، وصلت إليه تسأله بحدة:
_ ايه اللي جابك هنا!!  وجاي تعمل ايه!؟

انعقدت ملامحه بالحيرة والصدمة من وجودها هنا فتسائل:
_ انتِ مش اتجوزتى!!

صمت قليلًا وحاول إدراك الامر ثم تسائل مرة اخري:
_ انتِ لسه شغالة هنا

كانت تطالعه بحاجب مرفوع تتطلع علي ملامحه المنصدمة بينما ذراعيها كانت تعقدهما أسفل صدرها ثم اردفت بنبرة متهكمة كارهة :
_ بتسأل!! غريبة ده حتي انت اللي جايبلي الشغلانة

انعقدت ملامحه واسرع بالرد عليها عندما سمع نبرتها المتهكمة تلك فقال لها:
_ انا مكنتش اعرف انك شغالة هنا وعرفت بالصدفة لما جيت هنا وقابلت ناريمان عمة تاليدا وقالت انها جايبة مرافقة نفسية لي تاليدا وقالت نفس مواصفاتك فعرفت ان شغلك هنا ومكنتش متخيل خالص انك جايه هنا… ولما اتجوزتي قلت انك خلاص سيبتي الشغل خصوصًا ان جوزك كان باين عليه انه مرتاح ماديًا فـ متخيلتش انك لسه مكملة في شغلك

حلت عقدة ذراعيها و اقتضب حاجبيها وهي تسأله:
_ يعني انت مكنتش عارف ان انا جايه اشتغل في البيت ده

ضحك ساخرًا من لعبة القدر وهو يقول بتمني :
_ يا ريت كنت عارف من الاول واهو كنتي هطمنيني علي تاليدا بدل ما كنت مش عارف عنها أي حاجة ومحوج لي عمتها

شعرت بأن احدهم لكمها لكمة في راسها جعل عقلها يتوقف عن العمل اما عن قلبها فشعرت بأنه يتضخم بداخلها وفاقت من هذه الحرب على سؤاله:
_ انتِ لسه شغالة هنا بتعملي ايه!؟ انتِ مش اتجوزتي خلاص

ابتلعت لعابها حتى ترطب حلقها الجاف وحاولت إخراج تلك الكلمات التي أبت الخروج من صدمة ما سمعته جعلها تعيد تفكيرها وظنونها مرة اخري التي أخطأت بهم فهو لم يكن علي علم بمكان عملها وهي أخطأت بالحكم عليه ، حاول عقلها أن يكذب ما يقوله لكن كل شئ كان ظاهر فلو بالتأكيد يعرف بانها تعمل في القصر لن يقدر على أن يأتي لرؤية ناريمان والاطمئنان علي تاليدا ولو كان يعلم بأنها عند تاليدا كان سـ يطمئن عليها من خلالها ، هي كانت تحادثه كل يوم بالفعل وتحكي له عن ما يحدث مع تاليدا وعن ما حدث لها في البيت كي تطيل الحكي معه وتستمتع بالحديث معه ، لكنه لم يكن يطلب منها ذلك، فهي من اخطأت بالحكم عليه وحتى عند مقابلته لي ناريمان كان كل حديثه عبارة عن اسئلة متلهفة عن حال تاليدا ورغبته الملحة في رؤيتها فقط ولم يأتي بسيرتها في مضمون الموضوع ، فاقت علي طرقعة أصابعه أمام وجهها تلاها صوته:
_ روحتي مني فين!؟

أبالسة الإنس «مجنونة في سجن الراسخ» بقلم رميساء نصرNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ