الفصل الثامن والعشرين

15.6K 814 58
                                    

الفصل الثامن والعشرين
ثامن عاصفة.
#عاصفة_بإسم_الحب
#بداية_الرياح_نسمة
#حي_المغربلين
#الفراشة_شيماء_سعيد

دائماً تمر علينا لحظة نتمنى لو يعود بنا الزمن للخلف أو حتى يتوقف عندها، لحظة لا نسمع أو نرى أو نتحدث فقط القلب يدق و الجسد ينتفض و العقل عاجز عن الاستيعاب..

جملتها آخر ما وصل إليه بعدها انقطع عن العالم من حوله " أنا يا أبيه" هي فريدة التي يراها إسم على مسمى إنتهت و جعلته ينتهي معها، يقود سيارته و هي تبكي بأحضان أزهار بالخلف، لم يفعل لها أو له شيء فقط جذبها معه للخارج و رحل...

اعتاد بحياته على الوجع و تأقلم على تحمله و ربما أخذه صديق الآن فقط علم أنه لم يتألم من قبل، لم يرى أو يشعر بالعذاب أبداً.. فما يسير بجسده الآن عبارة عن هزيمة يحترق و هو مرحب بهذا الحريق لا يرغب بإنقاذ نفسه...

أهو يستطع النظر إليها بعد اليوم؟!.. هي من يلقي اللوم عليها أم على صديقه؟!.. أم عليه هو؟!..

أخذت أزهار تحرك كفها على ظهرها مردفه بحنان :

_ مالك بس إيه سبب الدموع دي كلها؟!..

ضمت نفسها إليها أكثر تتمنى لو تستطيع الدخول بين ضلوعها لتفر من العالم و ما فيه، دفنت وجهها بصدر أزهار هامسة بنبرة مرتعبه :

_ أنا ضيعت كل حاجة يا أزهار و ضيعت نفسي الموت هو الحل الوحيد ليا..

عقدت أزهار بين حاجبيها بخوف و شك :

_ عملتي إيه بالظبط يا فريدة؟!...

_ اخرسوا مش عايز صوت...

نطقها بصوت من يسمعه يفقد حاسة السمع بعدها، صمتت و عينيها عليه لا تفهم شيء و لنكون أكثر صدقا ترفض فهم ما وصل إليها، وقفت السيارة بقصر المسيري لينزل و يفتح باب شقيقته جاذبا إياها بهدوء قبل أن يقول لأزهار دون أن ينظر إليها :

_ اطلعي على أوضتك يا أزهار..

رفعت حاجبها قائلة بتعجب :

_ تصدق إنك بجح فاكر إني ممكن أدخل بيتك ده تاني لو على موتي لا...

حالته موقفه يومه كل هذا لا يسمح له بالجدل أو الحديث معها، أغلق عليها باب السيارة جيدا ثم أخذ شقيقته للداخل دلف لغرفة المكتب مردفا :

_ خليكي هنا راجع لك تاني....

عاد إلى باقي عذابه و تخليص حق الجميع منه ليجدها كما توقع تخرب بالسيارة و تحاول كسر الزجاج، أخذ نفس عميق قبل أن يفتح بابها ثم وضعها على ظهره بعنف، يحاول بشتى الطرق التحكم بجسدها الذي يتلوى تحت يده، قرص فخذها بقوة لتشهق بآلام صارخة :

_ بالراحة يا جحش أنت يا قليل التربية..

وصل لجناحه ليضعها على الفراش قائلاً بتحذير :

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن