الفصل الثامن والعشرين

Start from the beginning
                                    

_ أزهار خليكي هنا لحد ما أرجع بلاش جنان لأني في موقف ممكن أقتلك و أقتل نفسي فيه..


دلف لغرفة المكتب ثم أغلق الباب خلفه بالمفتاح مشيراً لها بالجلوس أمامه قائلاً :

_ سامعك...

هل هو بالفعل موجود ليسمعها أزاحت دمعاتها بطرف ملابسها مع ذلك السائل الساقط من أنفها قبل أن تبدأ بالحديث بنبرتها المنكسرة :

_ من و إحنا أطفال جليلة بالنسبة لينا الأب و الأم... بابا مات و أنت أخدت كل حاجة و نسيت إن ليك أخوات، مهما حاولت جليلة عشان نحس بالأمان بس إحنا كنا دايماً خايفين و محتاجين حضنك مش الفلوس يا أبيه، كنت باجي أقابلك زي الأغراب بتسلم عليا بسرعة عشان مشغول فاكر إني جاية أطلب منك مصروف، بس الحقيقة إني جاية أطلب السند و الأمان...

صمتت تأخذ أنفاسها المسلوبة قبل أن تكمل باقي ما بجوفها :

_ لما عابد اتقدم ليا و جليلة صممت عليه حسيت إن الدنيا كلها اتقفلت في وشي و أنت الباب الوحيد ليا.. أخويا و طوق النجاة، روحت الشركة و البيت و كان الرد إنك في ***** حتى محدش من الحرس فكر يقولي أدخلي استني البيه جوا، روحت ليك وقتها عرفت إنك مش شبهي و لا حياتك زي حياتي أنت عايش في غابة و أنا عايشة في الجنة تحت جناح جليلة...

ارتجف فكها مع تذكرها لتلك اللحظات الأكثر من صعبة قبل أن تكمل بقهر :

_ كنت هروح بس في واحد سكران شربني غصب عني و حاول يعتدي عليا، فارس هو اللي انقذني منه... آخر حاجة فاكراها قبل ما أصحى أشوف حياتي كلها ضاعت في حضن راجل غريب إني عرضت نفسي عليه كأني لحم رخيص...

أدمت أنفها و رنين كفه على وجهها بقوة جعلت جسدها يسقط على الأرض، لا يعلم من منهما يستحق تلك الصفعة؟!.. جذبها من على الأرض ليبقى وجهه أمام وجهها هامسا بضياع :

_ ردي ليا القلم يا فريدة...

سقطت دموعها أكثر و هي تحرك رأسها بنفي قائلة :

_ أنا رديت ليك القلم من ساعة ما خليت اسمك في الأرض، أنا وجعتك و كسرتك من وقت ما أخدتني من بيت صاحبك، أنت اللي محتاج تاخد حقك و تريح نار قلبك...

لا لم يستطع الصمود أكثر..... من بهم يأخذ حقه من الآخر من الجاني و من المجني عليه، عادت جملة أزهار الشهيرة " يا واكل مال الولايا" هو لم يأخذ مالهم فقط بل أخذ كل شيء...

تركها و فر من الغرفة لا يقدر على إكمال تلك المواجهة، صعد لأزهار يعلم أنها ستفرح به و لكنه الآن مثل الطفل الضائع يبحث عن صدر والدته ليبكي عليه دون قناع...

أغلق باب الغرفة خلفه و قبل أن تقول كلمة من كلماتها السامة رأت دموعه تسقط على وجهه مثل حبات المطر، ألقى بجسده على الأرض بجوار الفراش و عينيه تقول الكثير...

حي المغربلين Where stories live. Discover now