غثاء السيل(فتاة بين براثن الذئاب)

319 5 0
                                    

بين براثن الذئاب)
*************
مقدمة للأحداث
في إحدي ملاجئ الفتيات ، يدخل رجل خط الشيب جوانبه يظهر عليه الوقار والهيبة ، ليقدّم كارتًا تعريفيًا عن نفسه لمديرة الملجأ الجالسه خلف مكتبها بوقار "
انا سيد سليمان الغزولي ، صاحب مصانع الغزولي ، وشركة الغزولي للسياحة ".
تُرحب به مديرة الملجأ بحفاوة بالغة مصافحه له بأنبهار"
تشرفنا يا سيد بيه ، يا تري إيه الخدمة اللي أقدر أقدمها لحضرتك وكانت سبب شرف زيارتك للملجأ " .
يشرئب سيد برأسه ناظرًا إلي المديرة بتعالٍ ، وجال بنظره في المكان يتطلع إلي مكونات المكتب باستحقار
" أنا تناهي إلي سمعي حسن نشأة فتيات الملجأ ، وحبيت أستعين ببعضهم للعمل في شركة السياحة بشرط يكون ذو مظهر جميل وطباعهم هادئة، ويفتح دفتر شيكاته ليمهر إحدي الشيكات بإمضائه ،تفضلي دي مساعدة للملجأ ، وكل شهر هيكون في مبلغ أكبر لو تأكدت من حسن أخلاق فتياتكم "
تأخذ المديرة الشيك ليسبل لعابها للمبلغ المكتوب وتتهلل أساريرها ، لتنهض من خلف مقعدها ، قائلة له بثقة " أنا بناتي يشرفوا أي مكان ، تعالي اتفضل شوف البنات ، واختار بنفسك اللي تناسب شركتك"
يتقدم سيد داخل البوفيه ،حيث كانت الفتيات يأكلن وجبة الغذاء لتطلب منهم المديرة آمرةً إياهم بالمثول أمامها والوقوف بجوار بعضهم البعض . كي يراهم البية جيدآ"
تصطف البنات كما أمرت المديرة ، ليبدأ سيد في تفحصهم لأختيار ما تلائمه منهم ليقع اختياره علي خمس من الفتيات شديد الجمال وذي قوام متناسق وسن صغير ، " شكرا جدا لتعاونك ،البنات هيفضلوا معايا أسبوعين يتدربوا لو نجحوا في المهام الموكلة إليهم ، هرجع أخدهم علي مسؤوليتي الشخصية،ويمكن آخذ بنات غيرهم أو عليهم هما وشاطرتهم"
تتوتر المديرة لمقترحه بأخذ البنات بدون توقيع أي أوراق ،" آسفة يا أستاذ سيد البنات دول عهدة ، معنديش سلطة أسلمهم ليك بدون أوراق رسمية او سند قانوني ، تقدر تبعت المحامي بتاع حضرتك يخلص الإجراءات القانونية ، وأنا هسلمهم ليه بنفسي غير كده آسفة " ، فيمط سيد شفايفه بسخرية " مفيش داعي انا هروح ملجأ تاني أو دار رعاية الفتيات ، بس لو سمحتي هاتي الشيك " ، تتردد ثم يفتر ثغرها عن ابتسامة صفراء " طيب اتفضل في مكتبي نتفق" .
يضحك وهو يتبعها لمعرفته أنه اصاب هدفه وهو بطريقه لمكتبها ، يصطدم بفتاة ذات عيون عسلية وفم لوزي صغير وشعر كستنائي كالحرير ، وقوام مثير يقف مبهور بتناسق جمالها مع هدوء ملامحها ليجذبها من يدها برعونةٍ ، ودخل بها إلي المديرة سائلا لها "
مين البنت دي وليه مكنتش معاهم في البوفيه ، وهي لقيطة ولا موظفة "، تنظر المديرة لشجن بألم " لا دي بنت أخوها جابها من ١٠ سنين هنا ، كان عمرها ٧ سنين ساعتها ، ومن يومها لا سأل عنها ولا نعرف ليه مكان ، وللأسف لأني دخلتها بدون أي مستندات أو أوراق فهي موجوده تحت مسؤوليتي الشخصية ، لأنها ملهاش مكان تعيش فيه غير هنا " .
يبتسم سيد بزهوٍ كأنه فاز بغنيمة غالية ناظرًا إلي المديرة قائلا لها " أنا هاخدها مع البنات الخمسة واعتبريها اتوظفت حتي لو فشلت في التدريب جهزي البنات وهبعت حد من رجالتي يأخذهم ، أما شجن هتيجي معايا لأنها هتنزل شغل من النهاردة "، تنزعج شجن من حديثهم عليها وتنزع ذراعها من يده صائحة فيه " مين قالك إني هشتغل عندك ، أو هروح معاك في أي مكان ، طنط هناء خليني هنا أرجوكي أخويا هيرجع ياخدني ، هو وعدني بكده " .
يضحك سيد بسخرية تامة نابعة عن أصله الأرعن ويطلع دفتر شيكاته ويمضي شيكًا آخرًا ويسلمه للمديرة وعينيه تأكل شجن بشراهة " متخافيش أنا رجل أعمال مش هخطفك ، عنواني موجود عند المديرة لما أخوكي يرجع بالسلامة يقدر يوصلك بسهولة ، يلا بلاش تزعليني أنتِ هتعيشي الحياة اللي بجد معايا ، من النهاردة انسي كل حياتك اللي فاتت اللي جاي معايا حاجه تانية خالص ودنيا جديدة فاتحه ليكي إيدها " .
تترقرق الدموع في عيني شجن وهي تسمع مديرتها تحفزها للذهاب معه ، تخرج شجن مع سيد القابض علي يدها بتملك ، لتضع يدها علي قلبها لإحساسها بانقباضة قوية تهز كيانها ، مع شعورها بالضيق والخنقة ، كأن القدر رسم لها مصيرًا مجهولاً أسوء مما عاشته من يتم ووحدة ، لتمسح دموعها وهي تودع زميلاتها ورفقاء دربها بالملجأ ، تركب بجواره في سيارته الفارهة ، وتستعد بخوفٍ ورهبة لما هو آت " .
*******************
تدخل السيارة جراجًا تحت إحدي العمائر الفخمة شاهقةَ البنيان ، ينزل سيد ساحبًا يديها لتتبعه ، يدخل بها الأسانسير ليصعد بهم إلي إحدي الأدوار العالية ، يفتح وهي تحدق في فخامة المبني الخارجية وتتساءل " كيف سيكون وضعها من الداخل!! " ، يفتح سيد باب إحدي الشقق ، ويدخلها مرحبًا بها " أنتِ هنا هتبقي ملكة مناديا " إليا إليا " لتأتي له فتاة فلبينية ، حدثها بالإنجليزية بضع كلمات لم تفهمها شجن ، لتهز الفتاة رأسها بالموافقة وهي تسمع تعليماته ، تضحك لها الفتاة قائلة له " سي سي سير " ، ونظرت لها قائلة " جو " ،
أخذتها لغرفة نومٍ كبيرة ، فتحت لها حمام وأشارت لها "جو ميس " ، دخلت شجن للحمام وصعقت من الجمال والروعة ، ورأت الفتاة تملأ البانيو وتعطّره ، وتأخذ يدها لتدخلها وتبدأ في تحميمها ، وبعد انتهائها تلبسها بورنص الحمام ، وأخرجتها مرة أخري لغرفة النوم .
#معرض _القاهره_ الدولي_ للكتاب ٢٠٢٣
#صاله ٢
جناحAA3
طريق المعالي للنشر والتوزيع والطباعه

 ااقتباسات  وترشيحات روايات معرض ٢٠٢٣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن