الفصل السابع والعشرين

Start from the beginning
                                    

تركها و دلف إلى بيت صديقه لو بقي أمامها دقيقة واحدة لن يقدر على السيطرة على أعصابه، كل ما يريده الآن فريدة و من بعدها الطوفان، أما هي ظلت بالسيارة مكانها ترفض الوقوف أمام أي كلمة أخرى منه ستقتلها يكفي ما وصلها إلى الآن...


_____شيماء سعيد____

بغرفة عابد...

أغلق عينيه يهرب من أي شيء بداخله بالنوم لا يحبذ الحديث مع أحد، دقائق و بدأ يشعر بأشياء غريبة تحدث بالغرفة خطوات خفيفة إستطاع سماعها بصعوبة مع رائحة عطر يعلم من تكون صاحبتها جيدا...

تنهد بصوت مسموع لن يفتح عينيه لها لو انقلبت السماء على الأرض، أما هي اعتادت عند إنهيارها وخوفها يكون دائماً هو الملجأ الوحيد لها أتت لهنا لترتاح و يذهب الخوف بعيدا عنها...

استخدمت مفتاحه فهو ترك لها نسخة من كل مفاتيحه لأنها دائما تضيع منه، أغلقت باب الغرفة بحرص ثم اقتربت من فراشه مردفة بدمعات ساخنة :

_ عابد افتح عينيك أنا واثقة إنك صاحي، وحشني الكلام معاك أوي كنت ليا ضهر و سند إزاي بقى فيك كل القسوة دي عليا.. على فريدة حبيبتك...

نعم أخذت إسم شقيقتها للمرة المليون إذا كان يحب فريدة ستكون له فريدة باقي العمر فقط يعود إليها من جديد، كلمة فريدة جعلته ينتفض من نومه يفتح عينيه بلهفة يحدق بها قائلاً :

_ فريدة كنتي فين يا حبيبتي ليه عملتي كدة يا فريدة ردي عليا؟!

أزالت دموعها السائلة على خدها محاولة رسم إبتسامة على وجهها مردفة :

_ قولتلك إنك وحشتني هتسامحني من غير ما أقولك كنت فين؟!..

أومأ إليها سريعاً مردفا :

_ تعالي في حضني أنا عمري وقف مع آخر مرة كلمتك فيها و اللي فات ده بالنسبة ليا مكنش له وجود أصلا...

ااااه تود الصريخ و يا ليته يخفف من وجع قلبها، حالتها فشلت بها كل الأطباء هي تحتاج إليه فقط، نفذت طلبه و ألقت بنفسها داخل أحضانه هذا العناق حلال مئة بالمئة، عصر جسدها بين يديه مشتاق و مل من هذا العقاب....

أخذ نفس عميق به عطرها الشافي إليه مثل الدواء مردفا بتعب :

_ مشكلتك يا حبيبتي إنك غبية.. اللي بيحب مش محتاج لا أسم و لا لبس عشان يعرف حبيبه، من يوم ما روحت أتقدم ليكي و طلعت فريدة أختك و أنتي بتعيطي ورا الباب عرفت إني عاشق لفتون و فريدة مالهاش أي مكان في قلبي، دق ليكي مع إني المفروض كنت قاعد مع حبيبتي، فيه ألف دليل و دليل إنكم مش واحد بس أنتي فضلتي مستسلمة للأمر الواقع مش عايزة تدافعي عن حقك فيا و تقولي أنت حبيبي أنا من غير خوف، المفروض كنتي تقولي أنت ملكي أنا...

شعرت ببرودة العالم تسير بداخل جسدها توقف عداد الزمن من حولها، تجمدت بين يديه ليبعدها عنه قليلاً قائلاً بحسم :

حي المغربلين Where stories live. Discover now