الفصل السابع والعشرين

Start from the beginning
                                    

لا تعلم لما لا تشعر بالانتصار مع رؤيتها إلى معالم الهزيمة و الإنكسار التي بدأت تأخذ مجراها عليه، هل لأنها تحب فريدة... تريد أن تبقى و تتمنى لو تسبق الرياح حتى تخلص فريدة من يد هذا اللعين...

ضغطت على أسنانها قائلة بألم حاد بمعدتها :

_ بالراحة شوية هدي السرعة كدة مش هنوصل كدة هنموت...

كأنها غير موجودة ضرب عجلة السيارة بكفه عدة مرات صارخا :

_ إلا أنت يا فارس إلا أنت... بلاش الضربة تيجي منك أنت...

أوقف السيارة بعدما فتح له الحرس الباب الرئيسي للفيلا، للحظة عاطفتها جعلتها تضع كفها على كفه تمنعه من النزول قائلة :

_ ممكن تهدى شوية... فارس صاحبك و أكيد مش هيعمل فيها حاجة وحشة....

قطعت حديثها مع إزاحته لكفها بقوة ألمتها، نظراته لها تحرق بشرتها ربما تكون معبرة عن اتهامه لها بشكل صريح، بالفعل تأكدت ظنونها من حديثه الغير مراعي لمشاعرها :

_ بلاش الدور ده مش لايق أبداً عليكي.. الانتصار و الشماتة ظاهرة أوي فيهم، أجلي فرحتك شوية يا مدام أنا وأختي مش زيك أي حد يضحك عليها أنا أختي وراها راجل...

الصدمة شلت جميع حواسها لا تصدق أن يصل بها الحال لسماع حديث مثل هذا، أهي بنظره مثلما وصفها أم وقت الغضب جعله يخرج أشياء ليس لها محل من الإعراب؟! كاذبة أزهار و تحاولي تجميل تشويه الموقف...

ابتلعت لعابها الجاف بصعوبة تمنع دموعها من السقوط أمام شيطان مثل هذا، رسمت إبتسامة جامدة تغطي بها تعبيرات الألم قائلة :

_ عندك حق أختك ليها راجل يحميها بس هو كان فين الراجل ده في السنين اللي فاتت من الفقر و المشاكل، تعرف عن اخواتك إيه عشان تبقى أخ ليهم، عموما ده مش موضوعنا أنت مش في وعيك بلاش تقول كلام أو تعمل حاجة ترجع تندم عليها تاني...

بتلك اللحظة آخر صوت يتمنى سماعه صوت ضميره، و صوتها الذي يقول له اشرب من كأس جعلته يسير بجسدي مثل السم القاتل، جذبها من ذراعيها قائلاً :

_ أنا في وعيي يا أزهار و عارف بقول إيه كويس جداً، أنتي شمتانة فيا و في اخواتي عايزة تقولي ده حقي، بس لا يا أزهار أختي أنضف من المسك و مفيش قوة في الأرض تقدر تقرب منهم...

مجنون و يزيد الأمر سوء مصمم على إنهاء أي مشاعر بداخلها إليه، بللت شفتيها بطرف لسانها مردفة :

_ أنت محتاج دكتور نفسي يمكن تبقى بنادم طبيعي زينا، صاحبك مش هيعمل حاجة لأختك لأنه واضح أنه بيحبها مع إني أشك إن اللي زيك و زيه يعرف يعني إيه حب أصلا، القلب اللي قدر يبعت بلطجية لبنت مالهاش حد جوا السجن و هي المجني عليه مش الجاني يبقى يقدر يعمل اي حاجة، يا ترى حاسبته على وشي ده و الا طلعت له هدية مكافأة؟!..

حي المغربلين Where stories live. Discover now