٠﴿♤♕﴾٠

195 26 126
                                    

.
.

حيث تحفُ تلابيب الظلام شموع قلبك، و لا يبقَ لضوء القمر المنير أثرٌ من غزو سُحب الشتاء، ساحبةً إياكَ من أمانك نحو خوف سرمدي غير مُنقطع، جاذبةً بإيمانكَ إلىٰ أسفل الأجراف السحيقة، و صادمةً بآمالك أقسى نتؤاتِ الصخور.

حين تُعلن سوداء الغاباتِ تحالُف عيون أشجارها عليك، و تزحف الخطايا المكنونة لتُحيط بقلبك كقطيعِ ذئاب هائج، مانعة عنهُ أي منفذٍ و فُرصةٍ للهروب، عبر عينيك، حنجرتك ، و مسامعك، تجول
و تخترقُك، حتى تُفقدك إحساسك بالوعي و الخيال.
..

هل ترضخ لها و تنحني؟
هل تُسلم روحك لبرائنها المرسومة بخطوط الدماء؟
أم تبقى لتكون آخر من يتثخر بالجراح؟
..

آتيةٍ إليك، عبر كل منفذ يقود إلىٰ أعماق روحك،
هامسة في أذنيك بالبؤس الأزلي،

و ضاحكةً على إنهياراتِ كينونتك!

..
إلىٰ أين تؤول بحال قلبك و ما يحيط بهِ من أطياف؟

هل تسمع؟

إنهم هنا... قادمون إليك، ليلقوا بروحك في قعر الظلام!


"فلا تأمن! "

.

.

.

.

****


في مكانٍ ما...

وجهُ حليبيٌ غِضٌ و وجنتانِ تُنافسانِ الورودَ في حُمرتِهما، هبطت من فوق السرير علىٰ الأرضِ لتهبط معها تلكَ الخُصيلات البنية المنسدلة التي كونت غُرة تُلائم تدويرة وجهها بينما تناثر باقي شعرها الذي يتجاوز كتفيها بقليلٍ على ظهرها، حملت ذاتُ الستةَ عشر شتاءًا دُميتها الصغيرة 
و التي قد يُعيبُ البعض تمسكها المستمر بها حتى هذه اللحظة ، و لكنها ماكانت لتُفرط بها حيث أنها كانت هدية غالية من والدها.

سارت بهدوء قاصدة الطريق إلى خارج الغرفة المُظلمة إلا من ضوءٍ مصباح زيتيٍ صغير وخافتٍ في زاوية الغرفة، لا يُقارن بتلك الخيوط الفضية التي يوزعها عليها القمرُ المكتمل هذه الليلة،متمسكة برفيقتها الساكنة ثم همست لها بابتسامة:

" و الآن يا جانيت سوف نقومُ أنا وانتِ بتنفيذ ما خططنـا لأجله "

..
قامت بتدوير مقبض الباب و خرجت بإتجاه الممر المُمتدِ المطلِ على أبواب تلك الغُرف المُغلقة الماثلة على كلا جانبيه، إحداها كانت غرفتها التي تركتها خلفها والأخرى كانت واحدة تحبها وتعرفها، يُفضي في نهايتهِ إلى دَرجٍ عتيقٍ يمتازُ بهِ قصرهم الفاره، لا ينير لها طريقها إلا بعض المصابيح الجانبية الموزعة على الحوائط، عُلق بجانبها بعض من اللوحاتِ النفيسة و المرسومةِ بإتقان.

Father || One shotWo Geschichten leben. Entdecke jetzt