- هو قالك إيه؟

وإذا بها تصرخ بفرحٍ عارم:

- أنا نجحت يا أونا وبتقدير جيد جداً كمان.

احتضنتها أمنية بقوة:

- ألف مبروك يا حبيبتي، وعقبال العريس بقى، وعقبالي يا رب أكون حرم جاسر الراوي.

لكزتها مريم بمزاح في كتفها:

- يا بنتي أتقلي دا زمانه كل ما بيشوفك يعرف إنك هتموتي عليه.

أمسكت بكلتا يديها لتخبرها عن مشاعرها تجاه هذا الجاسر:

- بحبه يا مريم، بموت فيه، بحبه يا ناس.

انفتح الباب بغتةً ودخلت هويدا تحدق ابنتها بغضب تسألها:

- هو مين دا اللى بتحبيه يا مقصوفة الرقبة؟

اختبأت خلف ابنة عمتها وأجابت بإنكار:

- لا يا ماما، أنا كنت بقول أشكرك يا رب، أصل مريم نجحت وجابت جيد جداً وهتدخل الجامعة.

نظرت هويدا نحو مريم وكأن أمر نجاحها غير هام، وبدلًا من أن تهنئها أو تبادر بالمباركة إليها قالت:

- دبلوم ولا معهد ولا حتى الجامعة، كله محصل بعضه ومصاريف على الفاضي، في الأخر هتتجوزي.

شعرت أمنية بالحرج من حديث والدتها التي لم تكف عن إزعاج ابنة عمتها كلما تنجح أو تفعل شيئاً جيدًا تأتي هي وتلقي عليها كلمات تجعل من جبل صامد فتات صخور محطمة، لذا عقبت:

- الكلام دا يا أمي كان زمان، ومريم شاطرة وإن شاء الله هتبقى دكتورة في الجامعة.

اكتفت والدتها برفع جانب فمها بتهكم ثم أمرت كليهما:

- يلا يا هانم منك ليها ورانا غسيل وطبيخ وأبوكي بعد ساعة هيجي يتغدى.

※※※

أتي المساء بظلامه الذي يغلب على قلوب البعض، ونجوم سمائه تنير الدروب للبعض، وهناك من يقضي لياليه في ملذاته التي لا تأتي سوى بالخطايا.

يسجل رسالة صوتية إلى الفتاة التي يراسلها منذ أكثر من شهرين، يخبرها بالآتي:

- مش هتقولي ليا انتي مين برضو، دا أنا قايلك كل حاجة عني حتى ببعت لك رسايل بصوتي، مش واثقة فيا و لا إيه؟

أرسلت إليه صاحبة الحساب باسم «حبيبي حياتي» رسالة نصية عبر تطبيق الدردشة الشهير

- طبعًا واثقة فيك، بس بصراحة مش هقدر أكلمك ولا تشوفني، خليها تيجي بظروفها يا عالم يمكن تلاقيني قدامك في الحقيقة.

عقب بداخل عقله ونظراته التي تنضح بالشهوة:

- تعالي انتي بس وأنا هخليكي واثقة فيا على الأخر.

شغفها عشقاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن