الفصل الثالث والعشرين

16.5K 797 57
                                    

الفصل الثالث والعشرين
تالت عاصفة
#عاصفة_بإسم_الحب
#بداية_الرياح_نسمة
#حي_المغربلين
#الفراشة_شيماء_سعيد

ضربت الباب بقدميها عدة مرات ترفض هذا الحصن الذي يضعها بداخله مثل الجارية و يعيش هو حياته كما يريد، عقلها سيفقد آخر ذرة به ماذا حدث بعقد القران و بهذا الشهر؟! جليلة و فتون حتى فاروق كيف كان رد فعلهم أو حتى تفكيرهم بها؟!..

مثل كل يوم إنتهت قوتها و ارتخي جسدها لتجلس على الأرض باكية روحها تشعر بالمهانة و قلبها يأكله القهر، وضعت كفها المرتجف على قلبها مردفه بضعف :

_ منك لله يا فارس مش عارفة كان مستخبي ليا فين كل ده بس يا رب، استغفر الله العظيم الحمد لله انا راضية و الله راضية بس قوتي على التحمل إنتهت..

أزالت دموعها سريعا و هي تأخذ أنفاسها مع شعورها بأحدهم يفتح باب الغرفة عليها ببطء، ابتعدت عن الباب و عينيها مركزة عليه ستحرقه إذا رأته بعدما حبسها شهر كامل هنا، خاب أملها مع ظهور امرأة لأول مرة تراها..

إبتسمت إليها صفية بحب مصطنع و مدت يدها إليها تساعدها على القيام قائلة بحزن :

_ عيني عليكي يا صبية، قومي معايا يا حبيبتي قوليلي حكايتك إيه و بتعملي إيه هنا شكلك غلبانة مش زي باقي الستات اللي فارس جابهم قبلك البيت ده..

شعرت فريدة بأن من الممكن أن تكون تلك المرأة طوق النجاة بالنسبة لها وضعت كفها بين يدها و قامت بانهاك شديد قائلة بنبرة متحشرجة من كثرة البكاء :

_ إنتي مين أنا عايزة أخرج من هنا أرجوكي أنا ليا أهل و الحيوان ده المفروض أنه واحد منهم...

اتسعت عين صفية برعب لتكون تلك الفتاة زوجته مردفة بلهفة :

_ يعني إيه واحدة من أهله أنتي تبقى إيه لفارس؟!

جلست فريدة على الفراش قائلة بلا مبالاة :

_ مش مهم أبقى مين أو حتى بعمل إيه هنا الأهم تقدري تخليني أخرج من هنا و الا لا؟!

ضغطت صفية على شفتيها بغيظ إلا أنها أخفته ببراعة و هي تجلس بجوار الأخرى مبتسمة ثم حركت يدها على ظهرها قائلة :

_ عندك حق أهم حاجة إنك تخرجي من هنا الأول و بعدين أعرف أنتي مين، أنا ولية و انتي ولية واجب عليا أساعدك خصوصاً لما أشوفك يا عيني وسط النار... أنا مقدرتش أنقذ نفسي و لا فرحة بنت عمي بس على الأقل أخرجك أنتي بدل ما عمرك يضيع هنا أصل فارس مريض نفسي بالستات...

ارتجف جسد فريدة مردفة بتردد خائفة :

_ يعني إيه مريض بالستات مش فاهمة؟!

ظهرت أخيرا نظرة الإنتصار بعين صفية قبل أن تقول :

_ أنا معنديش وقت أقولك أي حاجة ممكن حد من الخدم أو رجالة فارس يعرفوا إني هنا و وقتها هيبقى اتحكم عليا بالموت، كل اللي أقدر أقوله إني حب عمر فارس بس عمري ما حبيته و لما اتجوزت الراجل اللي بحبه و خلفت منه فارس هددني أكتب اسم ابني فارس و بعدها خطفني هنا عشان رغباته الزبالة من غير جواز و مش عارفة أخرج، من كام شهر لقيته داخل عليا بفرحة بنت عمي اللي المفروض كان فرحها على عثمان أخوه بس محدش عارف عثمان اختفى فين و اتجوزها هو و يا عيني بتتعذب معايا هنا.. أنا لازم أمشي دلوقتي و بكرة في نفس المعاد هقولك تهربي من هنا إزاي بس الله يباركلك أوعي تعرفي فارس اني دخلت هنا...

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن