الفصل السابع.

Start from the beginning
                                    

لا أملك أدنىٰ فكرة عن سبب إخباري له عن ذلك، أظن مزاجي مثاليًا زيادة عن اللزوم اليوم.

- ˒˒حقًا؟ أبلغيها تهنئتي وتمنيّ السعادة لها˓˓.

لكنّ اِبتسامته تلاشت بعد ذلك فجأة ثمّ اِلتفت إليّ وأخذ يُحدّق بي دُون تعابير علىٰ وجهه.

- ˒˒قلتِ أنكِ في الثالثة والعشرين˓˓.

- ˒˒أجل؟˓˓.

- ˒˒كيف يُعقل أن تلتقي بها في الجامعة مُنذ ثماني سنوات إذن؟˓˓.

- ˒˒كنتُ أبلغ خمسة عشر عامًا عندما قُبِلتُ في الجامعة˓˓.

عند هذا الحد بات تحديقه أسوأ حتىٰ، وأنا أساسًا لا أعرف ما الذي يجعله يُحدّق بي هكذا

- ˒˒ماذا؟˓˓. قلتُ له

- ˒˒اه، لا شيء .. أنا فقط، لمَ لم ألاحظ ذلك من قبل؟ من الغريب أنكِ تعملين في مقر شرطة العاصمة الرئيسي في سن كهذه. وهُم لا يقبلون المُتخرجين حديثًا إلا بعد تدريبهم لعامين في مجالكم، أليس كذلك؟˓˓.

قال بنوع من الاِرتباك بينما يمرر يده علىٰ مؤخرة عنقه ويتكلم بنبرة اِعتذارية ..
بدا مبهورًا حقًا، لم أستطِع مُقاومة إغراء زيادة الجرعة قليلاً بعد

- ˒˒في الواقع تدربتُ لنصف عام فحسب، في المقر الرئيسي نفسه؛ لقد تخرجتُ بوسام˓˓.

- ˒˒واه˓˓. علّق قائلاً

لكن تعابير وجهه كانت شيئًا مُختلفًا حقًا.
الأمر غريب قليلاً؛ لا أحد وجد هذا الأمر مُذهلاً من قبل، أو علىٰ الأقل لم تكُن نظراتُ الآخرين إليّ تحمِل اِندهاشًا بقدر ما حملت حسدًا وبعض الاِستخفاف.

- ˒˒ماذا عنك؟ أيّ جامعة اِرتدت؟˓˓. سألتُه

نظر إليّ ثمّ اِبتسم وهزّ كتفيه قليلاً بينما يتولىٰ قيادة السيارة بنفسِه.

- ˒˒لم أرتد الجامعة في الواقع، ليس حضوريًا بأية حال. تلقيتُ رسالة القبول في سنّ السابعة عشرة ثمّ درستُ فصول 'الكتابة الإبداعية' الأربعة بنفسي في المنزل خلال عامين، بعدها اِسترحتُ لعام ونشرتُ كتابي الأول في سنّ العشرين، وها أنا ذا˓˓.

- ˒˒أوه، أجل أنت كاتب، التصنيف الذي تندرج تحته رواياتُك هو نفسه الذي تندرج تحته روايات ليام، هل اِلتقيت به من قبل؟˓˓.

- ˒˒ليام؟ لا يعرف أحد كيف يبدُو أصلاً سوىٰ أحد كبار الناشرين في الشركة، زملاؤه من الكتّاب لا يُصادفونه ولا يعرفون عنه شيئًا تقريبًا˓˓.

 Atramental | أَتْرَامِينْتَالْWhere stories live. Discover now