الفصل الحادي والعشرين

16.2K 810 77
                                    

الفصل الحادي والعشرين
أول عاصفة.
#عاصفة_بإسم_الحب
#بداية_الرياح_نسمة
#حي_المغربلين
#الفراشة_شيماء_سعيد

جلس الجميع و كأن على رؤوسهم الطير... سعادة زائفة مع ابتسامات مصطنعة حتى لا تكن الفضيحة أمام أهل الحي، ارتدت فتون ملابس شقيقتها و دموعها تنهار بقهر تخيلت أشياء كثيرة إلا أنها تصل لعائلتها لتلك النقطة..

أخفت شحوب ملامحها بمستحضرات التجميل ثم خرجت بيد جليلة المرتجفة، جلست جليلة بجوار فتون تقدم لها الدعم فهي من وجهة نظرها تحملت ذنب لا علاقة لها به..

بدأ عقد القرآن مع دهشة الجميع بعدما قال المأذون إسم فتون بدل فريدة إلا أن الحاج منصور أردف بهدوء :

_ العروسة فتون و فريدة أختها و أختها ساعدت عابد عشان يتجوز فتون لأنهم بيحبوا بعض...

ربما الجملة ليس لها محل من الإعراب و لم تدلف لعقل البعض إلا أنها مرت مرور الكرام، أطلقت جليلة زغروطة عالية و ذهبت لتأتي بالشربات..

أخيرا ذهب قناعها و ضربت على صدرها عدة مرات بجنون لا تعلم ما أصاب شقيقتها، فريدة مسؤولة و يستحيل أن يخرج منها تصرف طائش قاتل لها أبداً ، لابد أن تنتهي تلك المهزلة لتبحث عنها..

جلست على أقرب مقعد أمامها جسدها بارد أصابعها زرقاء لأول مرة تشعر انها بلا ظهر و تقولها صريحة بصوت مقهور:

_ أنت فين يا فاروق تشيل الحمل ده معايا الله يسامحك و يسامحني...

و على ذكر إسم فاروق سمعت صوت صريخ أزهار بالخارج، ركضت لمحل الصوت تدعو ربها اتسعت عينيها بذهول و شعرت بسقوط قلبها عند قدميها..

_ ابعد يا زبالة طلعت راجل واطي...

ألقى بها على صدر جليلة قائلاً :

_ البضاعة طلعت مغشوشة مبروك عليكي...

انهار عالمها مع شهقات النساء من حولها لم تشعر بنفسها إلا و هو تأخذ سكينة الفاكهة و تضريها بمنتصف صدره، الشهقات تحولت إلى صرخات، اهتز جدران المنزل على أثرها..

سقطت هي على الأرض غير واعية لما يحدث حولها و كأنها فقدت عقلها، عينيها تدور بالمكان... تضم جسدها بوضع الجنين، إنتهى كل شيء و فقدت كل شيء، اهتزت شفتيها التي تحول لونهما للون الأزرق، ساح كحلها على خديها مع الدمعات، لا ترى أو تسمع أحد حتى لم تشعر بما فعلته ضمت نفسها أكثر ثم دفنت رأسها بين ساقيها ستنام قليلاً ثم تستيقظ من هذا الكابوس المرعب...

ركضت جليلة إلى شقيقها الذي كانت تضمه فتون إليها بانهيار صارخة:

_ أنتوا واقفين تتفرجوا حد يطلب الإسعاف بسرعة، أبيه أنت كويس صح رد عليا...

أومأ إليها بصعوبة قبل أن يفقد الوعي فهو غارق ببحر من الدماء، أخذت جليلة تقبل يده بجنون غير منتبه لأحد غيره حتى تلك المسكينة التي كانت مجرد ضحية له..

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن