الفصل الحادي والعشرين

Start from the beginning
                                    

أتت الإسعاف أخذته من بين يديهم بصعوبة بالغة، سحب عابد فتون إليها أما جليلة انقضت على أزهار تجذبها إليها من خصلاتها صارخة :

_ عملتي ايه يا مجنونة ليه عملتي كدة ردي عليا ضيعتي أخويا و ضيعتي نفسك ليه ردي...

لم يأتيها منها أي رد أو حتى ترفع وجهها لها مستسلمة لما يحدث بهدوء أو ربما جنون، همسات النساء تصل إليها بوضوح :.

_ يا نهار اسود بقى أزهار يطلع منها كل ده.
_ طلعت مش بت طبعاً هنستني إيه من واحدة مالهاش أهل و عايشة طول عمرها في سوق الخضار بين الرجالة..
_ لالالا أزهار بت غلبانة تلقاه ابن الأكابر أخد غرضه و قال يلبسها مصيبة...

جلد بلا رحمة أو شعور لمشاعرها أو مشاعر أحد، ضربت جليلة على صدرها قبل أن تتحرك للخارج وراء شقيقها لا تعلم عن من تبحث أو مع من تقف، ألقت نظرة أخيرة على أزهار بوجع قبل أن تعود إليها تضمها داخل صدرها قائلة بقهر :

_ يا ريتك سمعتي كلامي قولتلك بلاش فاروق بدل المرة ألف مرة... قولتلك مش شبهك و لا ينفع تكونوا سوا، قولتلك آخرك معاه ليلة بالكتير شهر.. عملتي كده ليه يا أزهار ليه.....

نطقت أخيرا بنبرة شبه معدومة :

_ عملت إيه؟! كل اللي عملته إني حبيته.. بس اخوكي لو طلع منها عايش هقتله تاني يا جليلة هو قتلني و أنا كمان قتلته...

إقترب منصور من جليلة قائلاً بصرامة :

_ ابعدي عنها و روحي شوفي اخوكي أزهار هتروح معايا بيتي...

لم يكمل جملته بعدما أصبحت الشقة عبارة عن عساكر من الشرطة ليدلف الضابط قائلاً بحدة :

_ أزهار محمد معانا أمر بالقبض عليها...


_____شيماء سعيد_____


_ آه يا حقير يا زبالة تساوم واحدة على بناتها و شرفها، خد اللي أنت عايزه يا كارم بس خليك فاكر اللحظة دي كويس أوي...

كان يتمنى أن يسمع رفضها على أحر من الجمر، طوق النجاة الوحيد الذي كان يتمسك به أن تحافظ على نفسها تحت أي ظرف، لو بالفعل أحبته لكانت علمت أن من المستحيل أن يفعل ببناتها أي مكروه..

ألقى عليها قميص النوم قائلاً بسخرية و هو يقترب منها ليفك قيود جسدها :

_ غيري هدومك و البسي ده هيبقى طلقة عليكي، و الشغلانة مش صعبة أنتي متعودة عليها...

خرج من الغرفة و تركها بداخلها أغلق الباب بالمفتاح، حدقت محل رحيله ثم إلى القميص بصمت، أهي وصلت إلى تلك الدرجة بنظره و ربما بنظر الجميع تحمل لقب عاهرة؟! ضمت صورة بناتها إلى صدرها تود لو تقدر على إدخال تلك الصورة بداخل قلبها...

أخرجت تنهيدة حارة تصحبها دمعات ساخنة هامسة لنفسها بقلة حيلة :

_ أعمل إيه يا رب أنا تعبت من الظلم و قلبي مش قادر يتحمل أكتر من كدة، هو لو أنا موتت نفسي عشان آجي لك هتسامحني و الا هبقى كافرة؟! أنا في الحالتين هدخل النار لو قرب مني أو حتى قتلت نفسي، أختار أي عذاب فيهم ساعدني يا رب...



حي المغربلين Where stories live. Discover now