البارت الأول

1.2K 29 2
                                    

نظرت فيروز إلى والدتها بغيظ، لا تعلم لماذا ترفض أن تزوجها الشخص الذي تحبه !؟
لماذا لا تريد والدتها أن تراها سعيده!؟
قالت برجاء شديد: يا ماما يوسف كويس و بيحبني عشان خاطري بلاش كده، فرحتي مش هتبقى غير بجوازي منه يا ماما.
أنا عارفه أن ظروفه المادية ممكن متكونش أحسن حاجه، بس أنا بحبه و راضية والله.
عشان خاطري وافقي يا ماما، أنا بحبه أوي.
نظرت لها والدتها بقلة حيله، قلبها يخبرها أن هذا الشخص غير مناسب لطفلتها، لا تشعر بالإرتياح نحوه.
لكن ماذا تفعل فإبنتها تعشقه بشدة.
قالت زينب و هي لا تملك خيار آخر غير الموافقه: ماشي يا فيروز، خليه يجي يقابل أبوكِ، اللي فيه الخير يقدمه ربنا يا بنتي.
تراقص قلبها من الفرحة الشديدة، سوف تتزوج حبيبها أخيرًا، سوف تصبح معه ببيت واحد.
__________________

دخلت فيروز لغرفتها و جذبت هاتفها تتصل به، لحظات و أجاب يوسف قائلًا: ألو يا روزا..
أجابت الأخرى قائله بفرحة عارمة: ألو يا عيون روزا من جوا، يوسف ماما وافقت يا يوسف تعالى بالليل عشان تقابل بابا هو مستنيك.
أبتسم ابتسامة بسيطة قائلًا: تمام يا روحي، الساعة ٨ بالدقيقة هتلاقيني واقف قدام بيتكم.
أغلقت فيروز معه، تشعر أنها ستصاب بسكتة قلبية من شدة فرحتها.
أخرجت الملابس التي سترتديها بالمساء، أخيرًا ستصبح مع حبيبها ببيت واحد، أخيرًا سيتزوجها كما وعدها.
وعدها أنه سيجعلها تعيش ملكه بمنزله، سيقدم لها كل ما هو حُلو بالحياه.
و هي تصدقه و ستظل تصدقه طيلة عمرها، لن تجد شخص زوج لها و أب لأطفالها أفضل منه.
أو هذا ما كانت تظنه به..
___________________
جاء يوسف بصحبة والداه، كانت فيروز تراقبه من خلف الستاره، منذ أن دخل لمنزلهم و قد امتلأ برائحة عِطره المميزة للغايه.
لحظات و أخذت صينية العصير و توجهت إليهم، كانت تشعر أن جميعهم يسمعون دقات قلبها العالية، تشعر أن جميع الأنظار مصوبة ناحيتها مما جعلها تشتعل من الخجل.

جلست بجانب والدتها بعد أن قدمت لهم أكواب العصير، كانت سمر والدة يوسف تنظر لها بلطف، إنشرح صدر فيروز قليلًا فقد كانت قلقة للغاية أن تكرهها والدته.
أردفت والدته قائله: اللهم بارك عليكِ يا حبيبتي زي القمر، مكنتش أعرف إن يوسف هيحب بنوتة حلوة أوي كده.
ابتسمت لها فيروز و هي تشعر بالسعادة من تعليقات حماتها المستقبلية.
أردف خالد والد يوسف هو الآخر قائلًا: عندك حق يا سمر، أول مره في حياته يختار حاجه حلوة.
ظلت فيروز تتحدث معهم و يوسف يشاركهم الحديث بكلمات بسيطة للغايه.
نظرت زينب لإبنتها تشعر بالخوف عليها فهي مازالت تشعر بعدم الإرتياح نحو ذلك الشاب، والداه لطيفان للغاية لكن هو ! هو ليس مثلهما بالمرة، تنهدت بثقل فهي لا تريد كسر فرحة إبنتها و بنفس الوقت لا تريد أن تزوجها لذلك غريب الأطوار.

أقترح أحمد والدها أن يتركوها تجلس مع يوسف بمفردهما قليلًا.
لم يتحدث يوسف ببنت شفة منذ أن أصبحوا وحدهم.
لا تعلم فيروز ماذا به، هل هو غير سعيد بزواجهما؟ لا لا بالتأكيد لا يوسف بحبها و يعشقها.
طردت كل تلك الأفكار من رأسها و أردفت قائله لتقطع ذلك الصمت: أنا مبسوطة اوي إننا هنتجوز يا حبيبي، بجد مش مصدقة إنى أخيرًا هبقى مراتك.
شبه ابتسامة ارتسمت على شفتيه قائلًا: لا يا روزا صدقي، أنتِ خلاص كلها كام شهر و تبقي مراتي.
جذبت هاتفها من جانبها، أحضرت صوره لفستان الزفاف الذي تريد أن ترتدي مثله يوم عرسهما.
أعطته الهاتف ليرى الفستان قائله : بص يا حبيبي، شكلة جميل اوي بجد، أنا عايزة ألبسه يوم فرحنا يا يوسف عشان خاطري.
نظر لها بغيظ شديد قائلًا: شيلي القرف ده من قدامي، عايزه تلبسي فستان ضيق كده ليه شيفاني بقرون قدامك؟
و بعدين مين قالك أننا هنشتري فستان، إحنا هنأجر واحد انا ظروفي متسمحش إني أشتري فستان بكام ألف.
نظرت له فيروز بإبتسامه مكسورة قائلة: ماشي يا يوسف اللي تشوفه.
كانت تشعر بالحزن لكنها لم ترد أن تظهره.
لحظات و عاد كلا من والديها و والديه، أخبرت والدها بمواقفها عليه و تم تحديد موعد العرس بعد ثلاثة أشهر من الآن.
______________________

قسوة زوج "مكتملة" Where stories live. Discover now