{ارتكبتُ خطأً بالسؤال؟}

58 16 14
                                    

باكستر: لا تبدين على ما يرام, دائماً ما تتحدثين بسرورٍ وتعرضين المساعدة, هل أزعجتك بجعلك تحضرين؟..

ارلين: هل تحبني؟

نبست بخفوتٍ بصوتٍ يكاد يسمع, لكنه بالفعل وصل لمسامعه, نظر لي بصدمةٍ ليقول بتعجب: أحقا تقولين هذا؟

أعدتُ النظر للأطباق بصمت, ليزيح نظره ويبعد يده بغضب أثناء ما يتنهد بضيق.

ارلين: أعتذر إن أزعجتك, لكن..
باكستر: لنتناول الطعام فلا ودّ لي بالشجار الأن!

قاطعني بكلماته تلك بحدة وعمق, بقيت متجمدةً في مكاني بخوف وتوتر؛ أنا لم أرهُ غاضباً من قبل, عهدته مرحاً ولطيف, لم يسبق وأن حدث بيننا شجارٌ من قبل, ابتلعت ما في جوفي بخوفٍ وصعوبة.

انتفض من مكانه ليضع أحد أقدامه فوق الاخرى متراجعاً للأريكة مربطاً ذراعيه ببعضهما قرب صدره, حمحمت قاصدة اعادة الأمور لمجراها الصحيح, بدأت بوضع الطعام في طبقين, وفور انتهائي منحته أحدهما, أمسكه ببرودٍ ليضعه بجانبه, أمسكت بطبقي لأتراجع للخلف بقربه كما اعتدنا أن نجلس, نظرت له بابتسامٍ لأردف: ماذا سنشاهد؟

أردفت بالطف لينظر لي بحدة, اعتلى الخوف ملامح وجهي, أشعر كأنني أرنبٌ بواجهة ثعلب, أخذتُ بنفسٍ عميقٍ لكنني لم أتمكن من اخراجه لما أصابني من خوف, نظر للتلفاز أمامنا, أمسك جهاز التحكم ليدع التلفاز يعمل, نظرت للأمام, حينها بدأ فيلمٌ أجهله.

مضت الدقائق ولم تهدأ قدمه من الارتجاف بغضب كما لم تفلت ذراعهُ الأخرى, كانتا ملتفتان ببعضهما كأنه يجالس طفلةً ماكرة, لم تتناول ذراعاه طبقه, بينما أنا أمضيت الحين والأخر أناظر طبقي الذي بين يديّ, ولم أمسَّ منه أمرا, أشعر بغضبه يتعالى, أظن أنه يتواجب لي أن أدعه لدقيقةٍ وحده, حينها تجلل لفكري أوراقي وأدواتي التي لم اصطحبها برفقتي للمنزل بعد محضر (ريكس)

ارلين: سأعود في الحال, غفلت عن بعض الأمور لي في ضفة النهر

قلت بهدوء منتظرةً سماع رد... لكنني لم أتلقاه, نظرتُ له لأجده مغلقاً أعينه بتملك, انتفضت من مكاني لأهم بالاستقامة والخروج, اتجهت إلى مرادي لأمسك ما خرجت من أجله اتجهت مسرعةً لمنزلي لأضعهم جانباً متعجلة العودة لـ(باكستر), ترجلت لمنزله ذاهبةً له, لأجده يقف بجانب التلفاز يطفئه بحزن.

ارلين: ما الأمر باكستر؟
باكستر: أريد أن أخلد للنوم, أشعر بالتعب, عودي لمنزلك إن أرتّي.. لا أهتم..!

نبس كلماته بهدوء وألم, لأتساءل عن أمره, فلم أتلقى منه سوى الصمت والمغادرة لغرفة نومه, امتلأت أعيني بالدموع, ترجلت للأريك بخطواتٍ متثاقلة, جلست جانباً أناظر المكان الذي كان يجلس به, ضممت أقدمي لصدري بكلا ذراعيّ, وجعلت رأسي على الأريكةِ بتعب, لأهم بالبكاء بصمت, بقيت على أمري حتى غفلت عن نفسي.

'°•ضِفَّةُ النَّهر•°'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن