{هو منقظي}

112 19 35
                                    

بقيت ممسكةً القلم, اكتب وأكرس كلماتي من ابتهاجٍ وألامٍ, بقيت على أمري حتى...

سقط القلم من يدي؛ هذا النّسيم كالمخدر لي, جعلت ما بجانبي جانباً, أمسكتُ كلماتي المكرسة لأضعهم أرضاً برفق, لم تقوى قواي على الصمود حتى ألقت بي أرضاً بعدما كنت جالسة, غرقة ذراعي في مياه النهر, نسيم الرياح لم يرحمني, بقيّ يلاطفني ويداعبني, بقيت شاردة في الزرقاء, كانت تملؤها الغيوم...

"تبدو كالحلوى اللطيفة التي تطوف في كأس مشروب الشّوكولا!"

هذا ما تجلل لفكري, وترجل على لساني وشفتيّ,

شردت في صوت خرير المياه وتصفيق أوراق الشّجر, مع النسيم الذي يداعبني, برفقة تخدير ذراعي في المياه الباردة, لم أقوى على الابتسام؛ فأنا حقاً شاردة في ما يحاوطني, أشعر بتخديرٍ كامل في مساري هذا.

بقيت ساكنة بلا حراك, مضت ساعةٌ فعلاً!

لم ألحظ نفسي وأمري إلا بعدما ترجل لي (ريكس), أتى ينبح ويجري بسعادة, التفت له ليبدأ باللهو بجانبي, كان يستأذنني بالمرح برفقته, ابتسمت لأعتدل بالجلوس , ولم يتردد في انقضاضه في حجري, قهقهة لفعلته؛ فقد ألقى بي أرضى معتلياً جسدي, ابعدته لأجلس, استلقى في حجري على ظهره, رجاني للعب, لن أرفض له الأمر, داعبته بيدي على فرائه, همهمة له ليّعي ما أرمي له, ألا وهو أن ينهض لنبدأ بالعب, ففعل لأستقيم بابتسام, انقد لي مستقيماً على قدميه متكاً على جسدي بذراعيه, فنظرت له متسائلاً, ليهم بتحريك رأسه, لأنظر للطوق الذي يحاوط عنقه, وجدت ورقةً متعلقة, أمسكتها بحيرة عن مضمونها وعلمٍ من مرسلها, وسرعان ما وثقت من المرسل عندما نظرت لكتابته, ابتسمت بلا وعي؛ فأنا احب المرسل حقاً, لكنني له مجرد صديقة مقربة وجارته اللطيفة, أمرٌ مؤلم أن أحب شخصٌ لا يكن لي مشاعر الحب غير الصداقة, هممت بقراءة كلماته, انهيتها بسعادة, تمسكت بها وضممتها إلى صدري بكلا يديّ, بدأت أجري بسرور بينما (ريكس) يتبعني, لا أعلم ما أفعل, لكنني سعيدة, اعتدتُ على رسائله لي بطرقٍ متعددة ولطيفة,

"صديقتي... أعتذر إن قاطعت خلوتك, أدعوك اليوم لمنزلي مساءً, أود تناول العشاء برفقة صديقتي مجدداً, وأعتذر إن كنت أزعجك بدعواتي المتكررة لك بين الين والأخر, كل ما في الأمر أنني أحب قداء الوقت برفقتك, فكما تعلمين لا أملك أحداً من الاصدقاء المقربين سواك أنتِ و(ريكس), ولا عائلة أو حتى أسرة, أنتظرك في الثامنة والنصف إن لم تمانعي, أحبك, وداعاً"

دائماً ما ينهي كلماته لي بـ"أحبك, وداعاً", إنه لا يريد أن يجعلني أشعر بالوحدة أو الحزن لفقداني الجميع في حياتي, أنا أيضاً وحيدةً مثله. قبل مضّيّ عامين أنقذني من... لا أعلم! جلُّ ما أذكره أنني كنت أعيش بمفردي في أحد المدن المزدحمة بعض الشيء من سكانها, لا أنفي أنني لم أكن أملك ما يكفيني جيداً للعيش, توفية جميع أسرتي في حادث سيرٍ, ولا أملك عائلةً في البلاد القريبة, وإن كنت أملك فأنا لا أعلم أمراً يتعلق بها.

'°•ضِفَّةُ النَّهر•°'Where stories live. Discover now