الفصل الثامن

Start from the beginning
                                    

واستطردت بعدها بصلابة وكبرياء:
- لو كنت آخر شخصٍ في الدنيا لن أقبل بك.

واصلت طريقها بانزعاجٍ بعد أن قامت بمسح ذراعها بنفور، كأن لمستـــه شيء قذر، فأحمر وجهه من الغيظ، وأنتفخت أوداجه من الغيظ، لكنه حاول كبته في داخله، فآخــر شيء يرغب به الآن الدخول في صراع مع ابن خاله الرجعي!
********

انتفض فراس من مكانه كالملسوع، وانفجرت براكين الغضب داخله، بعد أن أستمع لما قصته عليه خالته، وقبل أن تحاول والدته وزوجة خاله تهدأته أسرع باتجاه الحديقة الخلفية، أين ترك سمير يدخـــن بليته.

تبعته عمته  بذعرٍ تجلى على تقاسيم وجهها التي جار عليها الزمان، خائفةً على فلذة كبدها، الذي فشلت في تربيته، وتعليمه القيم الأخلاقية، وكذلك لحقت به زوجة خاله ووالدته، فهي أكثر من تعلم إلى أين ممكن أن يصل غضب ابنها:

-يا إلهي! ألا يا يجب أن نلحق به قبل أن يضيع نفسه بسبب شخصٍ كذاك.
هتفت مريم بخوف من تهــور ابن عمتها وشقيقها! ورغم الذعر الذي عصف بقلب زهية، إلا أنها قالت بشمــاتةٍ وهي تقعد على الكرسي، ضامة يديها أمام صدرها:
- فليعد تربيته، فقد نست الحاجة كوثر - في غمرة انشغالها بالناس - أن تربيه.

- سأذهب لأخبر أبي، هو الوحيد الذي يستطيع أن يسيطر على غضب أخي فراس.
تحدثت ريما بصوت مرتجف من هول الأحداث، متوجهة نحو والدها لتخبره بما يجري، لعل وعسى ينقذ ما يستطيع إنقاذه
********
«قام بجرها من شعرها بعنف وقسوة، إلى درجة أنها شعرت بأن خلايا دماغها تنسحب منه. حاولت بيأس تحرير خصلاتها من يديه؛ إلا أنها لم تستطع. فكيف بكفها الضعيف والنحيل أن يجابه قوته المتوحشة؟!
دموعها الساخنة التي تحرق وجنتيها، كانت الشيء الوحيد الذي يخفف عنها ذلك الألم الفظيع الذي يضرب...»

- يا الله، هذه الرواية أصابتني بتبلد في المشاعر؛ لا أعرف كيف تفكر كاتبة هذه الرواية وأمثالها؟! نفس الحوار أقرؤه في معظم الروايات. البطل يعامل البطلة ككيس بصل، ويسحق كرامتها كما يُسحق الصرصور تحت نعل أمي. ثم بعد ذلك تسامحه بكل بساطة، ويعيشون في «ثبات ونبات، ويخلفون صبيانًا وبنات!»

- لماذا تحدثين نفسك؟ هل بدأت شخصيتك المجنونة تمشي على الأرض؟
قاطع وصلت انتقاداتها اللاذعة والساخرة، صوت شقيقتها نسرين الساخر، فنظرت صفاء إليها لتجدها عند باب الغرفة، تضم ذراعيها أمام صدرها بتهكم، وترفع حاجبها بسخرية.

- شيء لا يخصك يا ملكة الواشيين!
غمغمت صفاء باستفزاز، وعيناها عادت لتجوب أسطر الرواية باهتمام... تضحك تارةً، وتعبس تارةً أخرى، تحت أنظار شقيقتها الصغرى الحانقة.

مطت نسرين شفتيها بعبوس طفولي ثم نبست:
- لا أعرف ما يجعل عروق جنونك تظهر، لكن أمي تسألك إذا كنتِ تريدين مرافقتها مع امرأة عمي وخالتي صفية للمعايدة؟

رواية صفاء الروح 🥀Where stories live. Discover now