26- أَنَا فَتَاةٌ مُسْلِمَةٌ!

ابدأ من البداية
                                    

شعرت بالذنب ، تذكرت عندما جعلته يبتعد في ليلة محسن السوداء ،لامت نفسها لو أنها كانت أكثر مرونة فقط لكان أنقذها باكرا ، ماذا كان سيحل بها إن لم يرجع مبكرا ؟

لم تكن في كامل اتزانها حتى أفكارها كانت تتأرجح بين الصواب والخطأ، عندما أدركت أنها بدأت في التيه وراء شيطانها.

كيف أمكنها أن تتحسر على ما لم يحدث؟ كيف لها المؤمنة أن تحدث نفسها وتلوم على المضي وتقول ( لو )! كيف تنسى ان لو من عمل الشيطان؟ استغفرت ربها، ولملمت شتاتها.*

أخذت شهيقها العميق ، و اتخذت قرارها ، ليس اليوم ، ليس عليها دخول شرنقتها اليوم ، ليس اليوم! ليس عليها أن تتخذ قرارا لراحتها فقط، ولا الانسياق وراء شيطانها .

واخيرا استفاقت من الأفكار الساذجة الخبيثة باطنيا التي كانت تدفعها لتذهب لرؤيته !

أتخذت القرار ، ستبعث له الكتاب فقط بدون مقدمات على بريد هاتفه، ليس عليها مقابلته ، ليس عليها مواجهته!!

أمسكت هاتفها عازمة إرسال تلك الرسالة الجافة، ثم تردفها بالكتاب عندما تتأكد أنه هو من يراها فقط للآمان لا أكثر.

فتحت هاتفها فغرفة المحادثة بينهما المهجورة إلا منه ، تجاهلت تلال الرسائل غير المقروءة وأرسلت له نص وكأن انسان آلي ارسلها :

[ لقد وصلتني نسخة الكتاب الإلكترونية ،سأرسلها لك ]

وقبل أن ترسل الكتاب بالفعل جاءها الرد كالتالي :

[ نعتذر هذا الهاتف في الصيانه حاليا ، نرجو منك التواصل بصاحبه بطريقة أخرى ، هذه رسالة آلية ، شركة C.H. للصيانة ]

'هو ده وقته؟ ليه كل حاجة ماشية عكس كدة!!'

ضيقت عيناها وزفرت فى حنق ، لما كل الظروف تحاربها!! هي فقط لا تريد مواجهته! لما لا تسير الأمور منذ أن عرفته كما تريد هي ولو لمرة واحدة!

لم يعد بإمكانها التهرب بعد الآن ، وليس هناك مفر ، لا يمكنها أن تثق بأحد ليعطيه نسخة الكتاب بل عليها هي إتصاله .

لقد اعتبرتها منذ البداية أمانه تحملتها ، هو طلب الكتاب و الكتاب ليس عادي ، بل به ما يمكنه أن يمسه ويؤذيه ، إذا كان هناك شخص خطأ يشتك به ،ليس هذا وحسب ، بل الكتاب يمسها أيضا ، قد تُضرُّ هي الأخرى.

كان شيطانها يهيئ لها كل صعب، وكان انكسارها وضعفها النفسي فى تلك الفترة في اقصى مراحلهم، كانت تحاول إقناع عقلها به قبل أن تُقْدم على خطوتها التالية كأنها تحاول ان تُنْوّم ضميرها الذي يمنعها منه!

كانت في الحقيقة تود أن تعرف ما قد يعنيه ما كُتب في الكتاب أيضا ، علها تصل لمنشودها وتوقف تلك القدرة اللعينة التي خرّبت حياتها ، يمكنها أن تعيش حياتها كأي فتاة عادية فقط ، بدون أن يُلقى عليها قمامة أفكار من يمر مرورا عرضيا بجانبها .

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن