اخر ايام الصيف

750 61 73
                                    

"ونجعل من الأيام ذكريات لا تنسي عبر الزمن "

.
.
.

"اذاً كريغ ماذا سنفعل غداً "
مر صوت الفتاة البرتقاليه عبر الهاتف في منتصف حديث الاصدقاء العشوائي،وفي الخلفية كانت  تلاعب طائرها الصغير ملون الريش

"لم اقرر بعد" نفي المقصود مجيباً، لتنتقل انظاره نحو صديقهم الثالث "ماذا تريد ان تفعل جي بي"

"ان كنتما تسئلاني عن رأيي، فأنا ارغب في ان نذهب ونحفر بالقرب من الجدول لعلنا نجد كنزاً هذه المره"هز كتفيه مع ابتسامة واسعة ونبره مرحه

محادثة كهذه تمثل اجمل روتينات الصداقة ،تقول ما يكمن في قلبك وانت متأكد تماماً ان الطرف الاخر يستمع اليك دون كللاً او ملل ..ولاكن هذا لا ينفي وجود بعض الخلافات البسيطه بين الحين والاخر

"لقد فعلنا هذا قبل يومين الا تمل من الحفر" وسعت كالسي عينيها شيئاً بسيطاً في استنكار قبل ان تردف ببعض السخرية " لا تزال تحب ان تتسخ بالوحل على الرغم من انك في الثانويه،هل انت متأكد بأنهم لم يأخذوك فقط لانك طويل هذا لا يبدو عقل فتي كبير ناضج" اصدر كريغ قهقه خفيفه بينما يهز رأسه مؤيداً كلام كالسي

حسناً انها الحقيقة نوعاً ما ..

"هذا غير عادل كلاكما تسخران مني " ضم يديه الي صدره بأنزعاج بينما يمرر نظره الى صديقه "حتي انت كريغ؟!" تحدث بينما قد انخفضت زاوية شفتيه في عبوس بسيط ممثلاً الحزن كي يثير شفقت الفتي الاسمر

"اعتذر جي بي لاكنها على حق نوعاً ما "ضغط على شفتيه في محاولة يائسة لكتم قهقهته على تعبير صديقيه

"ان الثانويه ليست بهذه السهوله انا اقاتل هناك،فقط عندما تأتي.. ستعرف" قام جي بي بإدارة وجهه بغضب ، ليس بارعاً في الكذب لاكن هناك بعض الجدية في حديثه

"على ذكر هذا " قاطعة كالسي هذه الدراما "هل قمت بأرسال طلبك للالتحاق بثانويه البلده الجديده.. لقد تبقي أسبوعين فقط على الدراسه"

"اجل فعلت، منذ مده طويله وسيصل الرد غداً صباحاً .. اتمني ان يقبلوني لانهم وان لم يفعلوا فأنا سأضطر الى الذهاب الى ثانويه آخري" اجاب كريغ ،هل اري بعض الافكار السلبية تتخذ طريقها نحو هذا الفتى المسكين ..

" متأكده بأنهم سيقبلونك انت ذكي ودرجاتك عاليه..اعني انظر لقد قبلوا جي بي بالطبع سيقبلونك" حاولة كالسي صنع بعض التفائل ،خاصتاً وان كانت تعرف رفيقها جيداً وهي تفعل، فأن كريغ نوعاً ما مصاب بفرط التفكير

وكما نعلم جميعاً هذا شيئ لا يمكن ان يحسد احد عليه، عدم القدرة على النوم مصحوباً بالارهاق والتوتر والقلق

"ها انتى تسخرين مني مجدداً"
انفعل جي بي منزعجاً ،وهذه المرة بشكل حقيقي ..لم يصل اليه ما تحاول كالسي فعله

"حسناً يا رفاق لقد تأخر الوقت " تحمحم الاسمر    متحججاً "وداعاً فأنا ارغب بالنوم نتقابل غداً" الكاذب، هو لن يستطيع اغماض جفن حتي ، سيصيبه الارق طول الليل ولا اظن انه سينعم ولو بدقيقه من النوم

"حسنا ،احضر لنا الاخبار الساره" قام جي بي بتوديعهم واغلق الخط بينما بقي كريغ وكالسي

"اشعر ان جي بي قد انزعج من مزاحك كالسي،تعلمين لقد اصبح حساساً بعض الشيئ"
تحدث كريغ وهو يحاول ان يوصل لها امر انها يجب ان تراعي مشاعر الاخر هذه الفتره

"اجل اجل اعلم... سأصالحه غداً واحضر مقرمشاته المفضله.. و"
اومات كالسي وهي تلاعب أصابع يدها بتوتر.. هي لا تدري لما ولاكن ربما هناك بعض الخجل يراودها من تصرفها مع جي بي..عذر ان هذا مزاح لا ينفي حقيقة انه كان وقحاً حتى ولو بنية جيدة

"وماذا " رفع حاجبه ينتظر من الاخري ان تكمل كلامها

" وماذا ماذا... لا شيئ اخر"
حركت رأسها  بتوتر وهي تحاول النظر الى اي شيئ في الغرفه عدي الهاتف..هل على الاقل ولو شخص واحد بهذه المجموعة يجيد الكذب

"حقاً كالسي" علت زاوية شفتي كريغ ابتسامه مستفزه

"حسنا حسنا فهمت" انفعلت بأستسلام "سأحاول ان اكون اكثر حذراً عندما اتحدث مع جي بي المره القادمه" همهم كريغ برضى قبل ان يضغي الصمت على المحادثه

رطبت كالسي حلقها تحاول ايجاد الكلمات المناسبة ، ليس وكأنها لا تعلم مالذي يجعل صديقها شارداً

"هاي كريغ.."همهم الاخر مشيراً لها بالمتابعة

"اسمع ..لا تجهد نفسك بالتفكير بالامر حسناً ،كل شيئ سيكون بخير" تحدثت كالسي بهدوء بينما اومئ لها كريغ ببتسامه واغلق الاتصال بينهما...

حل صمت مريع الغرفه،زفر بخفة ،الاقوال اسهل من الافعال اليس كذالك ..ضم قدميه الى صدره وغاص بداخل الفراش في صمت
.
.
.

يتبع


40 نجومة 50 كومنت من تحت الارض 👀💖

لنحاول انهاء هذه الرواية التى بدأت بها مسيرتي قبل سنه ونصف تقريباً😂💔

                                       ТНE CREEKWhere stories live. Discover now