19-صوتٌ مأْلوفٌ بِطريقةٍ غيرِ مأْلوُفة

ابدأ من البداية
                                    

وقف ينظر بذهول لسماعة الهاتف في يده ثم للساعة فى يده الأخرى وضحك مخاطرا لها بالإنجليزية:
'أنتِ فتاة عجيبة يا فريدة'

أخترقت الجملة مسامعها، فجعلتها تقف بين صدمة ودهشة لا تعلم ما عليها فعله، لكنها عزت تلك الجملة أنها جملة عادية رائجة وأنه قد يكون استخدامه لها وليد اللحظة ليس وكأنه يخاطبها!

بالطبع هو كان يخاطبها، بل الماكر علم تماما ما قد تفكر فيه وعلم أنها ستدهش، لكن هدفه لم يكن الدهشة مطلقا، بل لانه منذ دلوفه لتلك الغرفة كانت أفكارها تنساب إليه بلحن قلق كئيب مرتعب، فأراد تشتيت تلك الغيوم التي تحوم حولها.

بعد ساعتين من تلك المحادثة الهاتفية، وفي موعد العشاء المحدد مسبقا من إدارة الفندق، اتجهت لمطعم الفندق.

وهي تقترب من مدخله لمحته هو أول شئ عندما نظرت للداخل، لوّح لها ترحيبا بيده بدفء وكأنهم أقارب أو معارف منذ سنوات.

بادلته هي محيية له بإيماءة برأسها مع ابتسامة باردة ثم وجهت نظرها فياتجاه آخر، ثم اتجهت لطاولة في الجهة المعاكسة تماما لجهة جلوسه هو وجلست.

بعد دقيقه أو أقل كان قد وضع عشاءه مقابل المقعد الفارغ لنفس طاولتها، ارتبكت ملامحها لوهلة لكنها تحكمت بانفعالاتها ورحبت به.

جلست تناظره في انتظار تفسير منه لجلوسه معها، لكنه فقط تجاهلها وأكمل طعامه بهدوء وبرود شديد.

ما إن انتهى من تناوله العشاء حتى رفع وجهه ناحيتها بابتسامة دافئة مصرحا ببساطة:
" كان العشاء لطيفا حقا، أراك غدا "

فقط هذا كل ما قاله، ثم استقام مغادرا قبل حتى أن ترد هي عليه، نظرت لظهره المبتعد بمشاعر مختلطة بين عدم فهم وتعجب ، لم تدري حتى هل تغضب أم تضحك؟ وما الذي حدث للتو؟!

اكملت عشائها الذي أصبح ثلجا، ولملمت أشيائها وصعدت لغرفتها لتنام.

في صباح اليوم التالي وباكرا جدا، كغر لا يعلم ما ينتظره استيقظت وارتدت ملابسها المعتادة ،لملمت أوراق الصفقة وكتبها عازمة الخروج إلى المكتبة القريبة نفسها، قررت التحرك بسرعة قبل ان ييخرج هو او ان يستيقظ.

لكنها لم تكن تعلم أنه استيقظ منذ كلمتها الاولى لنفسها فى الصباح، يضحك على صوت الهسهسات التي تفتعلها وهي تحدث نفسها بعفوية طفل يريد ان يخرج قبل ان يشعر والديه.
كان يستمع لكل خطواتها وهو يتجهز للخروج بدوره هو الآخر، لكنه قرر ان يعطيها وفرة من الوقت لتتحرك قبله، وكأنه يتقصد أن يراها تركض أمامه.

هي قررت أنها ستقضي اليوم بأكمله هناك مهما حدث، دلفت لمقهى الفندق وتناولت إفطارها على عجل كادت ان تختنق من تسرعها فى البلع قبل ان تمضغ جيدا، حتى قهوتها المفضلة تخلت عنها فى سبيل الركض بعيدا عنه.

بعد عدة لقيمات قليلة، كانت قد خرجت من المقهى مسرعة عندما لمحته يخرج من المصعد متجها ناحية المقهى.

هرولت بسرعة تعدو من الفندق تظن نفسها انتصرت وأنه لم يرها، لكنها لو كانت نظرت للخلف لثانية، لوجدت هناك رجل يكاد يبكي ضحكا، حتى أن المارة أخذوا يناظرونه بتعجب.

حمل حقيبته على ظهره وخرج مسرعا من الفندق هو الآخر قافزا في سيارته، يقودها بأقصى سرعة مسموح بها في طرقات المدينة، سالكا كل الطرق المختصرة إلى هناك.

هو يعلم أنه لا مكان تعرفه فريدة غير ذلك المكان، كما انه اتخذ قراره اليوم سيقول شيئا كان مترددا بشأنه منذ فترة!

دخلت فريدة إلى المكتبة العامة نفسها من اليوم السابق، وما إن دخلت لساحة طاولات مقهاها في الطابق الأول حتى وجدت رون جالسا في الداخل كأنه هناك منذ الأمس!

اعتلى وجهها نظرة عدم استيعاب ودهشة، ثم وقعت في حيرة من أمرها، لا تفهم كيف فعل هذا، التعبير على وجهها حقا يستحق المشاهدة!!

ما إن رأته لمحها حتى تجمدت في ارتباك واضح، وقفت لا تعلم هل تخرج أم أنّ عليها أن تحييه، وقبل أن تفك تشابك أفكارها فاجأها هو باقترابه منها، وحمل تلك التلال من الأوراق والكتب في يدها واضعا إياهم على طاولته، ثم سحب المقعد الفارغ مقابله، وأشار لها لتجلس، ثم في هدوء جلس على مقعده يطالع حاسوبه المحمول يكتب شيئا ما.

لم يكن أمامها إلا أن تجلس هي الأخرى في المقعد الذي أشار لها عليه، فجلست بارتباك تتلمس الأوراق، لا تعلم إن كانت الجهة التي تنظر لها هي الجهة الصحيحة أم أنّ الأوراق مقلوبة، حتى قاطعها صوته المألوف بطريقة غير مألوفة هاتفا بأسمها

' فريدة '

لا تنسى الضغط على مؤشر التصويت ☆ لأنه يساعد تصنيف الرواية🤍🤍

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لا تنسى الضغط على مؤشر التصويت ☆ لأنه يساعد تصنيف الرواية🤍🤍

ولا تنسى ترك تعليق برأيك اللطيف 🕊
------------------------------
●اذا كنت تخبأ امرا ما عن الناس واكتشفه شخص اخر ، كيف سيكون رد فعلك ؟

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن