16- شِجَارٌ

Start from the beginning
                                    

قال بهدوء أقرب للبرود وقد استقام من فوق إطار النافذة ووقف يناظرها:
" أنا لا أعرف ما تتحدث عنه."

استسلم يوهان لعناده الشديد وقال:

"حسنا كما تريد يا عزيزي، لتعلم فقط فى صباح الغد هي ستتواجد في المكتبة القريبة من فندقها"

استدار رون وقد بدا عليه بعض الغضب وقبل ان ينطق معبرا عن عدم اهتمامه.

رفع يوهان كفه بابتسامة مصطنعة وقال بصوت ساخر:
" أنا أعلم أن الأمر لا يمهك بالطبع، لكن أرجوك أعتبرني ألقي التفاهات في الهواء الطلق بجوارك ولم أقل أي شيء "

ثم اعتلى وجهه تعبير جاد وأردف بصوت وقور:
" العمل لا ذنب له، أراك بعد يومين، في شركتك يا رون" ثم خرج من الغرفة وأغلق بابها خلفه.

وكأنه انتظره يخرج حتى تخور قِوى قدماه فينزل على الأرض يجلس بيأس، هو لا يعلم ما يحدث معه، كل ما يعرفه هو انه وجد مثيلا له وقد يكون رفيقا لما لا؟ لكن كيف هذا؟ هو لم يستطع حتى التفكير بصورة سليمة.

في صباح الباكر اليوم التالي بعد شروق الشمس تماما، ارتدى ملابس رياضية مريحة وخرج من منزله، يقنع نفسه أنه سيتنزه فقط، مجرد نزهة خفيفة في الحي، سيتنقل حول المنطقة ليشم الهواء العليل!

لكن وكما هو متوقع ساقته قدماه إلى تلك المكتبة التى أخبره يوهان عنها أن فريدة ستتواجد فيها فى الصباح الباكر.

حتى أنه ذهب قبل موعد الإفتتاح اليومي فظل يراقب المكان من الجهة الأخرى بتردد، حتى عند تمام الموعد، أخذ يقنع نفسه تارة بالعودة وتارة أخرى بالانتظار.

وقف أمامها يلعن يوهان لأخباره عن مكانها، ويلعن نفسه، لما ساقته قدماه لهذا المكان؟

وقف مترددا لفترة، ثم شعر بقلبه يهوي أرضا عندما رآها آتية على جانب الطريق الأخر، راقبها تدخل فوقف موجما لا يعلم ما الخطوة التالية.

ظل واقفا مكانه يحاول اتخاذ قرار ثم اتخذ قرار العودة لمنزله!

بعد لحظات من اتخاذه قرار عودته، دلف من باب المكتبة يدخل! وأخذ يمسح الطابق الارضي منها بنظرات متفحصة.

بدأ يمرر ساقيه بسرعة في الممرات بين ردهات المكتبة، يبحث في كل مكان بهمة وعناية ومأن طفلا ضاع منه!!

كان يبحث باستمامة ولكن فريدة من يبحث عنها ليست سهلا أن تختفي في الأرجاء بل إنها مميزة ومميزة للغاية، خصوصا زيها الفريد في هذا المكان مثل اسمها.

تحرك جيئة وذهابا يبحث، فلم يجدها لا جالسة بين القراء، ولا في مقهى المكتبة، ولا حتى بين الرفوف تبحث.

كاد يتخطى سلم خشبيا موضوع على جانب الردهة، من الواضح أن الصاعد عليه يتحرك كثيرا ،فرفع عيناه ينظر لأعلى، فوجد مطلبه يهوي سقوطا من أعلى الدرج المتحرك ، فأسرع إليها ممسكا لها من أقرب نقطة استطاع إمساكها منها.

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما Where stories live. Discover now