ضحكت ضحكة بسيطة الدلال عنوانها ؛ ثم حركت كتفها بلا مبالاة مردفة:
_ حيلك يا عم الحاج كلام حلو و موضوع و أنا كمان ده لما تبقى جوزي مش دلوقتي خالص.
الصغيرة تلعب بمشاعره بكل احترافية و هو الأحمق كل تفكيره مع ضحكتها التي خطفت قلبه من مكانها بأقل الجهود، اقترب منها بمسافة قليلة إلا أنها بالنسبة لها أكثر من مهلكة، تضغط على الوتر الحساس لديه و الآن دوره ليلعب معها، حدق بعينيها يسحرها بطريقته الخاصة هامسا بصوت أجش :
_ طيب بذمتك بتموتي فيا والا لأ ؟!
بخجلها الفطري أعلن انتصاره عليها ليقول مكررا طلبه :
_ قوليها عايز أسمعها منك..
_ بحبك...
آه و ألف آه على حلاوة و لذة تلك الكلمة كتم أنفاسه لعدة ثواني يستمتع بترددها داخل أذنه فقط، بنظرات تفيض بها المشاعر الملتهبة حرك شفتيه بمتعة :
_ الله على جمال الكلمة، أنا كمان بعشقك بجنون يا فريدة...
إلى هنا عادت الحمقاء إلى أرض الواقع من جديد و سقطت معها أحلامها أرضا لتحسم أمرها قائلة بخوف :
_ عابد أنا من زمان كدبت عليك في حاجة مهمة و لازم تعرفها دلوقتي عشان نبدأ حياتنا من غير كذب...
_ مسامحك من غير ما تقولي هي إيه لأنك لو قولتي مش ضامن هعرف أسامح و الا لا و أنا مش عايز أخسرك...
_ و لو معرفتش أنا اللي هخسرك....
______شيماء سعيد______
بقصر المسيري...
أخذت أزهار تتجول بالمكان و كأنه بالمعنى الحرفي بيت أبيها، دلفت إلى المطبخ معدتها تحارب من أجل البقاء تكاد تموت جوعا لتلقي عليها الخادمات نظرات مستفزة بالنسبة لها، حركت شفتيها لهم بطريقة أكثر استفزاز قائلة:
_ ايه اللبس ده معقول القماش زاد مش سعر الطماطم لدرجة انكم تنسوا تلبسوا بنطلون؟!
جاءت إليها كبيرة الخدم التي كانت تتابع تصرفاتها من البداية و أشارت إليها بكبرياء قائلة:
_ أنتي يا بنت اطلعي برة مش مسموح ليكي بدخول أي مكان إلا بأمر مني أنا...
أجابتها أزهار بدهشة كبيرة:
_ أنتي مين يا ولية أنتي... اللي أعرفه إن أمه ميتة و أكيد مش متجوز واحدة في سن جدو دورك إيه في البيت هنا...
رفعت السيدة زينب رأسها بشموخ قائلة :
_ I'm the head of the house..
مرت لحظات و أزهار صامتة لا تبدي أي رد فعل لتزيد الثانية من فخرها بنفسها، المفهوم الخطأ المرتبط بالفقر هو الجهل، رفعت أزهار رأسها مردفة بقوة :
أنت تقرأ
حي المغربلين
Randomرواية حي المغربلين.. بداية الرياح نسمة عاصفة بإسم الحب _ صباحية مباركة علي عيونك يا شكولاته. الأمر صعب و مخجل جداً عليها، ليلة أمس كانت رائعة خاض بداخلها كم هائل من المشاعر الممتعة و الغريبة عليها، دثرت بشرتها السمراء بلمعة لذيذة بشرشف الفراش الخفيف...
الفصل التاسع
ابدأ من البداية