الفصل التاسع

ابدأ من البداية
                                    

ضحكت ضحكة بسيطة الدلال عنوانها ؛ ثم حركت كتفها بلا مبالاة مردفة:

_ حيلك يا عم الحاج كلام حلو و موضوع و أنا كمان ده لما تبقى جوزي مش دلوقتي خالص.

الصغيرة تلعب بمشاعره بكل احترافية و هو الأحمق كل تفكيره مع ضحكتها التي خطفت قلبه من مكانها بأقل الجهود، اقترب منها بمسافة قليلة إلا أنها بالنسبة لها أكثر من مهلكة، تضغط على الوتر الحساس لديه و الآن دوره ليلعب معها، حدق بعينيها يسحرها بطريقته الخاصة هامسا بصوت أجش :

_ طيب بذمتك بتموتي فيا والا لأ ؟!

بخجلها الفطري أعلن انتصاره عليها ليقول مكررا طلبه :

_ قوليها عايز أسمعها منك..

_ بحبك...

آه و ألف آه على حلاوة و لذة تلك الكلمة كتم أنفاسه لعدة ثواني يستمتع بترددها داخل أذنه فقط، بنظرات تفيض بها المشاعر الملتهبة حرك شفتيه بمتعة :

_ الله على جمال الكلمة، أنا كمان بعشقك بجنون يا فريدة...

إلى هنا عادت الحمقاء إلى أرض الواقع من جديد و سقطت معها أحلامها أرضا لتحسم أمرها قائلة بخوف :

_ عابد أنا من زمان كدبت عليك في حاجة مهمة و لازم تعرفها دلوقتي عشان نبدأ حياتنا من غير كذب...

_ مسامحك من غير ما تقولي هي إيه لأنك لو قولتي مش ضامن هعرف أسامح و الا لا و أنا مش عايز أخسرك...

_ و لو معرفتش أنا اللي هخسرك....


______شيماء سعيد______


بقصر المسيري...

أخذت أزهار تتجول بالمكان و كأنه بالمعنى الحرفي بيت أبيها، دلفت إلى المطبخ معدتها تحارب من أجل البقاء تكاد تموت جوعا لتلقي عليها الخادمات نظرات مستفزة بالنسبة لها، حركت شفتيها لهم بطريقة أكثر استفزاز قائلة:

_ ايه اللبس ده معقول القماش زاد مش سعر الطماطم لدرجة انكم تنسوا تلبسوا بنطلون؟!


جاءت إليها كبيرة الخدم التي كانت تتابع تصرفاتها من البداية و أشارت إليها بكبرياء قائلة:

_ أنتي يا بنت اطلعي برة مش مسموح ليكي بدخول أي مكان إلا بأمر مني أنا...


أجابتها أزهار بدهشة كبيرة:

_ أنتي مين يا ولية أنتي... اللي أعرفه إن أمه ميتة و أكيد مش متجوز واحدة في سن جدو دورك إيه في البيت هنا...

رفعت السيدة زينب رأسها بشموخ قائلة :

_ I'm the head of the house..

مرت لحظات و أزهار صامتة لا تبدي أي رد فعل لتزيد الثانية من فخرها بنفسها، المفهوم الخطأ المرتبط بالفقر هو الجهل، رفعت أزهار رأسها مردفة بقوة :

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن