الفصل الأول

2.1K 219 20
                                    

الفصل الأول

تململ في فراشه بضجر بعد أن ملأ هذا الصوت الصاخب الغرفة بأكملها، كان صوت بائع البصل الذي اعتاد على الوجود في هذا التوقيت بعربته ليردد بصوته المعتاد:
- يا بتاع الخزين يا بصل

نهض من مكانه وخبط كفيه ببعضهما وهو يقول بضجر شديد:
- يا بتاع القلق يا قرف، يارب توب علينا من المنطقة دي بقى

تحرك حتى وصل إلى نافذة شرفته ونظر إلى بائع البصل بالأسفل ليقول:
- يا بتاع البصل

نظر إليه البائع وهتف بجدية:
- اؤمر يا بيه

هنا جاء سؤاله الغير متوقع:
- عندك بصل؟

تعجب البائع من سؤاله وهتف بسخرية:
- أنت شايف ايه يا بيه

لوى ثغره وقال بغضب:
- أنا شايف إنك تحط بصلة منهم في بؤك ومسمعش صوتك المزعج ده تاني

دلف إلى غرفته وتابع:
- الواحد ميعرفش ينام مستريح أبدا، بليل هوهوة الكلاب والصبح بتاع البصل

خرج من غرفته ليجد والدته تخرج من الغرفة وما إن رأته حتى قالت بدهشة:
- يوسف؟ معقولة صاحي بدري كدا من غير ما أصحيك؟

تقدم وجلس على أحد المقاعد وهو يردد بسخرية:
- بتاع البصل محبش يتعبك قام هو بالواجب، المهم أنا هقوم ألبس ورايح الشغل علشان فيه ماتش النهاردة المفروض هأمنه

رفعت أحد حاجبيها وهتفت بتساؤل:
- ماتش كورة؟

- أومال ماتش تنس يا أمي؟ بقولك ايه أنا داخل البس وادعيلي علشان تأمين الماتشات ده اتقل حاجة على قلبي ده غير جماهير الفرقتين اللي بيطلعوا عيني

ابتسمت ورفعت يدها إلى السماء وهي تقول:
- ربنا يوقف في وشك المجرمين والحشاشين وقطاع الطرق

رفع حاجبيه بصدمة وهتف باعتراض:
- ايه يا ماما ده؟ أنا قولت ادعيلي على فكرة مش ادعي عليا

ابتسمت ونظرت له لتقول بتوضيح:
- ما أنت لما تقابل المجرمين وقطاع الطرق هتقبض عليهم وتاخد ترقية، ما أنا بدعيلك أهو

نهض من مكانه إستعدادا للعودة إلى غرفته وهتف:
- ارجوكي متدعيش ليا تاني، أنا آسف والله إني طلبت منك كدا

دلف إلى غرفته فرددت هي بصوت مرتفع:
- استنى متمشيش غير لما تفطر

ردد بصوت مرتفع من الداخل:
- لا مش هلحق، هبقى اجيب سندوتشات وأنا ماشي

ارتدى ملابسه واتجه إلى الطريق الخارجي ليوقف سيارة الأجرة وهو يقول:
- المديرية يسطا؟

حرك رأسه بالإيجاب وهتف بصوت مرتفع:
- أيوة يا باشا تعالى اركب

استقل المقعد الأمامي للسيارة وأخرج الأجرة قبل أن يُعطيها له وهو يقول:
- اتفضل ياسطا

عمو الظابطWhere stories live. Discover now