الفصل الرابع و السبعون

Start from the beginning
                                    

"كلا!" صرخت. "لا يمكن أن يحصل هذا!"

"روز،" قالت امي و أخذت المذكرة من يدي الأخرى و هي متفاجئة من حدة صوتي. "المذكرة تبدو متضررة بالماء قليلاً أيضاً. انظري للغلاف."

تفحصت الغلاف مجدداً و يبدو أنه متضرر فعلاً. كنت قد إندمجت بالقراءة كثيراً لدرجة أنني لم ألحظ تجعد الأوراق الرثه فعلاً.

"كيف؟" سألت.

"أنتِ تعلمين كيف هي خدمة البريد الأن، روزي،" قالت امي بتعاطف. "و أياً كان من ارسلها قد أرسلها من بورتلاند، لذا قد بُعثت لطريقٍ طويلة..."

"كان أيّ شيء من الممكن أن يحصل لها،" وافقت إليزابيث.

"لا!" صرخت كرّة أخرى، رؤيتي مشوشة من الدمّع. "هذه--هذه كانت ستكون الأشارة!"

"إشارة؟"

"الإ--الإشارة--"

فقدت جميع الأحاسيس بجسدي فإتكأت على المنضدة التي بالردهة. قد إنكسرت، حوائط حمايتي التي قد تدربت جمعها سوياً تنهار. آخر ذرة أمل كانت بداخلي تلاشت بالهواء حينمَ هرولت امي ناحيتي لتساعدني حينمَ كُنت أسقط للأسفل بدوارٍ يشوش نظري، الأصوات الوحيدة التي أسمعها كانت صوت دمي يندفع داخلي و صوت خفقات قلبي العالية.

كان بإمكاني قول أن الأُناس حولي كانوا ينتظرون إنكساري، بالأشهر العديدة التي مضت. الطريقة التي كانت تنظر بها إليزابيث لي بحذر، أو امي التي تنظر لي بتعاطف. حتى الطريقة التي يتحدث كرستال بها معي بالهاتف أخبرتني بأنه كان ينظر أيضاً، ظنوا بأن بمستطاعي الإنكسار بأيّ دقيقة، كمنزلٍ من الورق.

و الأن، انكسرت أخيراً.

"هيا اجلسي على الأريكة، روزي،" قالت إليزابيث بقلق حينمَ كانت هي و امي ينقلاني للأريكة، و يجلساني بينمَ وضعت رأسي بين يدايّ، الدموع لا تتوقف أبداً. جسدي يرجف و أشعر بأنني أموت.

"إللهي، هذا يؤلم،" إنتحبت بصدر امي. "أشتاق له كثيراً و هذا يؤلم!"

شعرت بذراعيهم حولي بينمَ كنت أتابع البكاء.

تمرر امي أصابعها على شعري، لكنه لم يهدئني. تنفسي سريع و أشعر بأنني سأفقد وعيّ.

"أشتاق له كثيراً،" بكيت، وجنتايّ مبتلة تماماً من الدمع. "قد وعدني بأنه سيراني مجدداً، قد وعدني!"

"آوه، روزي."

شهقت، و أنا أحاول تهدئة نفسي.

"كان لدي...ذلك الأمل بأنه ربما بمكانٍ ما، ينتظرني أو لعنةً كهذه، لكنني كنت مخطئة،" بصقت. "جزء صغير مني آمن بأنه بيومٍ ما سيعود، لكن...لكنه لم يفعل. قد رحل، إنتهى الأمر."

"أنتِ لا تعلمين بهذا، روز--" بدأت امي.

"أنا أعلم ما أقول فعلاً!" قُلت، و أنا أستقيم بجلوسي، بينمَ أرمش لأبعد الدموع لكيّ أرى بوضوح. "تلك الورقة...تلك الورقة كانت تفسر لما لم يخبرني بأنه كان يعلم ما سيحدث له، أعلم هذا. كانت...كانت وداعية--وداعية لم يضعها بالمذكرة لكنه كتبها مستقله."

Hidden Arabic Translation    مخفي الترجمة العربيةWhere stories live. Discover now